نشرت المحكمة الخاصة بلبنان اليوم الجزء الأكبر من نص القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بعد أكثر من ستة أعوام على مقتله في تفجير في وسط بيروت. وقال المتحدث باسم المحكمة مارتن يوسف “لقد انتظر الكثير من الناس وقتا طويلا ليعرفوا تفاصيل التحقيق”. والمتهمون بحسب القرار هم سليم جميل عياش ومصطفى أمين بدر الدين وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا، وقد صدرت بحقهم جميعا مذكرات توقيف غيابية في 30 يونيو. ومصطفى بدر الدين هو قائد العمليات الخارجية في حزب الله كما أن سليم عياش وأسد صبرا وحسن عنيسي ينتمون أيضا إلى حزب الله. وجاء في القرار أن “الأشخاص الذين دربهم الجناح العسكري (لحزب الله) لديهم القدرة على تنفيذ اعتداء إرهابي بغض النظر عما إذا كان هذا الاعتداء لحسابه أم لا”. وأوجز القرار الاتهامي دور كل من المتهمين في العملية، فاتهم مصطفى بدر الدين بأنه “المشرف العام على الاعتداء”، وسليم جميل عياش بالقيام ب”تنسيق مجموعة الاغتيال المسؤولة عن التنفيذ الفعلي”، وحسن عنيسي وأسد صبرا ب”اعداد وتسليم شريط الفيديو الذي أعلنت فيه المسؤولية زورا بهدف توجيه التحقيق الى اشخاص لا علاقة لهم بالاعتداء وذلك حماية للمتآمرين من الملاحقة القضائية”. ووجهت إلى المتهمين الأربعة تهمة “الاشتراك في مؤامرة هدفها ارتكاب عمل ارهابي” كما اتهم عياش وبدر الدين أيضا “بارتكاب عمل إرهابي واستعمال أداة متفجرة والقتل عمدا ومحاولة القتل عمدا باستعمال مواد متفجرة” فيما اتهم عنيسي وصبرا “بالتدخل في جرائم أخرى”. وأشارت المحكمة في بيان إلى أن “السرية أبقيت على أجزاء صغيرة من القرار الاتهامي ومن قرار التصديق عليه”. ورأى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين بحسب البيان أن “المدعي العام (دانيال بلمار) قد قدم أدلة كافية بصورة أولية للانتقال إلى مرحلة المحاكمة”. لكنه أضاف أن “ذلك لا يعني أن المتهمين مسئولون، بل يبين فقط توافر مواد كافية لمحاكمتهم. وعلى المدعي العام أن يثبت، أثناء المحاكمة، أن المتهمين مسئولون بدون أدنى شك”. وارتكز القرار الاتهامي على بيانات الاتصالات الهاتفية التي أشارت إلى جود “شبكات سرية” أي أرقام هاتف خلوي لا يتصل أعضاؤها إلا ببعضهم، و”شبكات مفتوحة” يتصل أعضاؤها أحيانا بآخرين من خارج مجموعتهم. وتحدث القرار عن “شبكة حمراء” استخدمتها المجموعة التي نفذت الاغتيال، و”شبكة خضراء” استخدمت “للإشراف على الاعتداء وتنسيقه” وتوقف استخدام خطوط هذه الشبكة يوم تنفيذ الاغتيال، و”شبكة زرقاء” استخدمت للتحضير والمراقبة، و”شبكة أرجوانية” استخدمت للإعلان “زورا عن المسؤولية عن الاعتداء”، و”شبكة صفراء” استخدمت حتى السابع من يناير الذي سبق عملية الاغتيال.