* أسرته تنتظر جثمانه .. وطفلته تنتظر أخ بلا أب ووالدته أصيبت بصدمة منعتها من الكلام * البديل تتبعت قصة وفاة إسماعيل وظروف وفاته ومحاضر الداخلية والتقارير الخاصة بالشركة التي كان يعمل بها * زميل إسماعيل : ما ذكر عن سبب وفاة إسماعيل لا يمكن أن يكون حقيقي .. ولابد من الكشف عن سر اختفاء أوراقه * والد الغواص : اختفاء أوراق إسماعيل من على سطح المركب يبرر محاولة الشركة التملص من مسئوليتها * كتب – محمد ربيع : أيام طويلة مرت, ولا يزال جسد إسماعيل مرزوق غائب , غيبت مخالفات العمل روحه , ولم يقبل الفساد المستشري بشركته إلا إن يختطف جسده أيضا , ويغرقه في مياه البحر . خبر صغير مقتضب انتشر منذ أيام , غرق الغواص المصري إسماعيل مرزوق في منطقة أبو الكيزان بمرسى علم , أثناء مشاركته في رحلة غطس مع فوج سياحي . “البديل” تتبعت قصة وفاة إسماعيل , وعادت للظروف المحيطة بوفاته بين الأوراق الرسمية , والمحاضر المحررة من وزارة الداخلية , والتقارير الخاصة بالشركة التي كان يعمل بها , ظهرت العديد من المخالفات , والتي لم نعثر على تفسير واضح لها , سوى الفساد الإداري , ومحاولة الهرب من تحمل المسئولية,بعد وفاة إسماعيل , وغرق جسده في أبو الكيزان , تحرر محضراً رسميا من قسم الشرطة , والذي تضمن إن سبب الوفاة كان التشنجات العصبية التي يتعرض لها “الغواص” في عمق البحر مما أدى إلى وفاته. احمد حمدي , الغواص وزميل إسماعيل في الشركة “بلو تو أوه” يؤكد إن ما ذكر في محضر الشرطة لا يمكن إن يكون سبب الوفاة الحقيقى , وقال إن هناك أربعة أسباب تقنية فقط من الممكن إن تؤدى إلى وفاة الغواص , ومنها ما كان واقعا في حالة إسماعيل , حيث انه كان يغطس في عمق 60 مترا وهو عمق يكفى لإحداث تسمم في الأكسجين , وزيادة نسبة النيتروجين في الدم , وبالطبع هذا يؤدى للوفاة فورا , . بحسب توجيهات الشركة له , قام إسماعيل بالغطس لعمق 60 مترا , وهذا يتجاوز الحد الأقصى المحدد طبقا للقوانين المصرية بأربعين مترا. وفى سياق أخر توضح الأوراق الصادرة من الشركة , إن إسماعيل وزميله كانا مسئولان عن مرافقة 25 سائحا وهو ما يخالف القوانين بوضوح , والتي تحدد الحد الأقصى لعدد الغواصين المرافقين لكل مشرف بأربعة فقط, وعلى الرغم من ذلك, كان إسماعيل يرافق 12 سائحا , وتحت عمق 60 مترا مما كان يمثل عبءً كبيراً عليه تحت المياه. احمد حمدي , زميل المفقود , يوضح المزيد من المخالفات للشركة “في مثل هذه الرحلات , يجب أن تتوفر شروط معينة في المرقب التي تقل الغواصين , وهو ما يسبب في مهنتنا مركب تقنى , حيث يكون مجهزا بمعدات معينة , لكن المركب كانت شهادة صلاحية صادرة كمركب سفاري , أي أنه ليس مجهزا لمثل هذه الاستخدامات ” , وأكد احمد حمدي أنه كان يجب على القوات المسلحة والمخابرات العامة أن تمنعا إبحار المركب منذ البداية. “نيثان تايلور” صاحب الشركة من جهته , رفض التعليق على قصة إسماعيل , وإن كان أبدى أسفه على ما تعرض له , إلا أن المسألة الآن في يد الجهات المسئولة , وأنه لن يعلق عليها لحين إصدار أوراق وتقارير رسمية. بين المخالفات التي تنكشف كل يوم عن العمل في الشركة , وبين تملص إدارة الشركة من التعليق على هذه المخالفات , التي أدت لتغيب جسد الغطاس إسماعيل مرزوق منذ اليوم الثالث من الشهر الجاري , لا تزال أسرة إسماعيل مرزوق تنتظرعودة جسده من مياه البحر الأحمر. “البديل” حاولت التحدث مع والدة إسماعيل , ولكن الفاجعة كانت أكثر من قدرتها على التحمل لتفقد القدرة على الكلام , أما والده فقال ” أن كل الأوراق الخاصة بإسماعيل اختفت من على ظهر المركب لمجرد فقدانه ” , وأكد أنه لا هدف من ذلك سوى محاولة الشركة التملص من مسئوليتها تجاه إسماعيل , وكان هذا أيضا واضحا في محضر الشرطة الذي ذكرت فيه الشركة أن المفقود كان يعمل غواصاً, بينما توضح الأوراق الخاصة به أنه “مدرب غطاس” مما يشير إلى أنه كان في مرتبة وظيفية مختلفة يترتب عنها حقوق مختلفة . إسماعيل حمدي مرزوق , الذي شهدت له عدة مراكز غطس دولية أنه من أمهر الغطاسين في مصر فُقد منذ أيام عديدة , وحاله كحال المئات من الشباب المصريين “المنفيين” لأطراف مصر , وعلى جثثهم يستحضر المسئولون ذكر السياحة وأهميتها للاقتصاد القومي , هؤلاء الذين يموتون كل يوم , في مقابل دخول الاستثمارات الأجنبية للبلد , ولا أحد يعلم عنهم شيئا سوى عائلاتهم الصغيرة , وطفلة إسماعيل التي تنتظر أخيها دون أب .