أقامت ورشة الزيتون، مساء أمس الاثنين، ندوة نقدية لمناقشة الديوان الشعري "القديس يحلق بعيدا"، للشاعر الكوري "تشو أو هيون"، ترجمة الروائي والصحفي "أشرف أبو اليزيد". الرغبة في الانفتاح على الثقافات الشرقية، غير التقليدية، والتخلص من التبعية الثقافية للغرب، كانت سببًا رئيسيًا في ترجمة "أبواليزيد"، لنصوص الشاعر الكوري، حيث قال: "اخترت هذا الديوان لأنه تجربة جديدة، ربما تكشف لنا بعض ملامح الثقافة الكورية، كما أننا في حاجه إلى الانفتاح على الثقافات الشرقية حتي نتخلص من تبعيتنا للثقافة الغربية". وتابع المترجم: "هيون"، راهب بوذي حاول أن يكوّن صورة عن نفسه في "القديس يحلق بعيدا"، ويعد التأمل من أهم ملامح شعره، فالديوان قائم على التأمل الذاتي والتأمل في الطبيعة. من ناحية أخري قال الشاعر شعبان يوسف، الذي يدير جلسات الورشة: أن "هيون"، راهب بوذي، ليس له أي انتماءات سياسية أو حزبية، ولذلك جاء ديوانه إنساني إلى حد بعيد، ومغلف بحالة من الزهد والنسوك والتصوف. كما أشار الروائي محمد إبراهيم طه، إلى المضامين الفلسفية المجردة، واللوحات البصرية المأخوذة من الطبيعة والتي تسيطر على الديوان، موضحًا أن الشاعر اعتمد على التأمل لإيجاد علاقة بين الطبيعة وذاته. كما أضاف "طه"، أن علاقة الشاعر بالحيوان، ظلت حاضرة في كل قصائد الديوان، موضحًا أن ذلك ناتج عن اعتناقه البوذية، والتي تعتقد أن الحيوانات كانوا بشر مثلنا، ومن ثم يجب علينا أن نعاملهم باحترام. وفي سياق متصل قال الدكتور حسام عقل- الناقد الأدبي، أن الموروث البوذي والإحساس باللاشيئية، في محيط ميتافيزيقي ضخم، والزهد والتزهد، ملامح أساسية في ديوان الشاعر الكوري، مشيرًا إلى أن الشاعر يتحرك ديناميكيًا في معكوس فكرة النرجسية، فيقزم نفسه طوال الوقت، وينظر للأشياء وكأنها كائنات عظيمة. وأضاف "عقل": تسيطر على الشاعر، حالة من الاغتراب والإنسحاب من المجتمعات الإنسانية، فلا يوجد شخص آخر في الديوان سوي ذاته، وهو ما يتسق بشكل كبير مع روح الراهب أو الناسك. جدير بالذكر أن الشاعر الكوري " تشو أو – هيون"، راهب بوذي ولد في عام 1932 ، أصبح راهبا بوذيا في عام 1958، وبدأ مسيرته الأدبية في 1966، يعد اليوم واحد من الأسماء المرموقة في عالم الأدب، وقد نال عدة جوائز رفيعة في كوريا ، حيث حصل عام 2007 علي جائزة تشونج شيونج الأدبية عن ديوانه " القديس يحلق بعيدا" ، وهو الآن مدير معبد " بائيكتام" في شمال غرب كوريا الجنوبية ، ويلقب الشاعر في المعبد " ماناك" واسمه البوذي " موسان". ومن أبرز نصوص ديوانه " القديس يحلق بعيدا": قصيدة "صوت بكائي". "لنصف يوم أستمع لأغنيات الطيور/ في الغابة/ لبضع ساعات قرب البحر/ أستمع لموجات البحر/ متي سيحين لي أن أسمع/صوت بكائي؟" "بوذا".. "يجعل نهرا جف الماء فيه، يتدفق/يجعل نهرًا جف الماء فيه، يفيض/جسر طواف يغرق داخل نهر جف الماء فيه". أخبار مصر- البديل