"وضعنا لم يكن أفضل على الإطلاق".. هكذا أخبرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة "جولدا مائير" الرئيس الأمريكي حينها "ريتشارد نيكسون"، خلال لقاء جمعهما في شهر مارس عام 1973، أي قبل اندلاع حرب أكتوبر بنحو 7 أشهر. وقال موقع "ذا بوست" الصهيوني، في تقرير له، اليوم، إن هذه العبارة التي وردت على لسان "مائير" أصبحت فيما بعد رمزًا ضد غرور وغطرسة القيادة الإسرائيلية قبل حرب أكتوبر بعدة أشهر. وأضاف الموقع الصهيوني أنه عقب انتصار إسرائيل خلال حرب الأيام الستة، نكسة 1967، شعر الجيش الإسرائيلي بتفوق عسكري قوي وظنت القيادة السياسية أن هذا الانتصار جلب لها الراحة والاستقرار، واعتقدت أنه لن يحدث شيئًا يقوض هذا النجاح. وأوضح "ذا بوست" لم تكن تدرك حينها إسرائيل أنه سوف تندلع حرب أكتوبر عام 1973، لتجد "مائير" نفسها مضطرة للاستقالة من منصب رئيس الحكومة، خاصة عقب فقدان الجمهور للثقة فيها وهو الأمر الذي انعكس خلال انتخابات الكنيست الثامنة التي عقدت عقب حرب أكتوبر بشهرين فقط. وأشار الموقع الصهيوني إلى أن شهر أكتوبر من عام 1973 كان الموعد المحدد لإجراء انتخابات الكنيست، لكن بسبب اندلاع الحرب مع مصر وسوريا تقرر تأجيل الانتخابات لمدة شهرين، حيث تم إجراءوها في 31 ديسمبر. وقال "ذا بوست" إنه قبل الانتخابات كانت استطلاعات الرأي تشير لتصدر "جولدا مائير" و"إسحاق رابين" و"موشيه ديان" لقائمة السياسين الأكثر شعبية، أيضًا فازت "مائير" قبيل الانتخابات بلقب "المرأة الأكثر إثارة للإعجاب". ولفت الموقع الصهيوني إلى أنه بسبب هزيمة إسرائيل خلال حرب أكتوبر وضعف موقف "جولدا مائير"، فقد اختارت توجيه حملتها الانتخابية نحو السلام والأمن والجهود التي تبذلها القيادة السياسية لأجل أمن مواطني إسرائيل واستقرارهم. وحسب موقع "ذا بوست" فإن المفاوضات التي شهدتها جنيف بين مصر وإسرائيل وسوريا ساهمت في حفظ وجه "مائير"، حيث نتج عنها توقيع اتفاق فصل القوات، وفتح باب الاتصالات الإسرائيلية مع الدول العربية برعاية أمريكية. وبالفعل فازت "جولدا مائير" في الانتخابات وترأست حكومة جديدة في 10 مارس 1974، لكن هذا الانتصار لم يدم سوى لأيام قليلة، حيث في مطلع أبريل تم نشر تقرير لجنة "أجرانات" التي شُكلت للبحث في أسباب هزيمة إسرائيل خلال حرب أكتوبر، وعلى أثر ذلك اضطرت "مائير" للاستقالة من منصبها. بعد استقالة "مائير" إثر الاحتجاجات التي تزايدت ضدها عقب صدور تقرير لجنة "أجرانات"، وخلال شهر يونيو عام 1974 تم تشكيل حكومة جديدة ترأسها "إسحاق رابين".