ارتبط اسم إسرائيل لدي كل عربي و مسلم بشيئين هما العدوان الغاشم الدائم علي إخواننا في فلسطين والثاني هو كلمة “تطبيع” بما يعني رفض أي تعامل مع هذا الكيان الذي لا نعترف به كشعوب عربية ونعتبره محتلا سنخرجه من أرضنا يوما ما مهما تأخر هذه اليوم.. لكن بعيدا عن ألاعيب السياسة والاتفاقيات الدولية ونشاط الأنظمة العربية تجاه إسرائيل فقد نجح الكيان الصهيوني في اختراقنا من جانب أخر بل وأجبرنا تماما علي التطبيع سواء بإرادتنا أو بالتحايل كما هي عادتهم علي مر التاريخ وهذا الجانب الذي سنتحدث عنه اليوم هو كرة القدم التي مرة علاقتنا مع إسرائيل عبرها بمراحل مختلفة متناقضة مغير مرتبة.. مراحل من التطبيع والرفض والتحايل.. لنبدأ بالتحايل ..البداية كانت بعيدة جدا منذ 79عام تحديدا في تصفيات كأس العالم ايطاليا 1934حينما لعبت مصر لقاءين ذهابا إيابا مع فلسطين وكانت نتيجة اللقائين1|7 و 4|1.. والحقيقة التي لا يرغب العرب في الإقرار بها رغم توثيقها دوليا في الاتحاد الدولي لكرة القدم أن المنتخب الذي إلتقي به المنتخب المصري كان منتخب من اللاعبين اليهود الصهاينة المتواجدين بفلسطين في ذلك الوقت حتي ان الهدف الذي سجلته اسرائيل في اللقاء الأول سجله لاعب يهودي يدعي افرام نوديلمان وكانت غالبية لاعبوا هذا المنتخب من اللاعبين اليهود.. وقد أسس إتحاد كرة القدم الإسرائيلي (IFA) تحت اسم “الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم” في عام 1928 أي قبل 20 سنة من تأسيس دولة إسرائيل أثناء الإنتداب البريطانيِ لفلسطين بعدما فشلت اسرائيل في تأسيس اتحاد لها قبل ذلك بسبب الحماية البريطانية عليها وهذه معترف به دوليا.. وجب هنا ان نؤكد أن هذين اللقائين كانا الوحيدين لمنتخب عربي مع اسرائيل حتي هذه اللحظة بشكل رسمي وفي لعبة كرة القدم فقط. وبالحديث عن التطبيع مع اسرئيل كرويا سيكون لعرب 48الحديث الأكبر حيث لم يخجل عديد من اللاعبين الفلسطينيون من عرب 48 ان يلعبوا للفرق الاسرائيلية بل وللمنتخبات الصهيونية بكل فئاتها العمرية ويسجلون لها الاهداف.. مثال من هؤلاء اللاعبين الفلسطيني المسلم محمد غدير لاعب فريق مكافي حيفا والذي يعد دوليا هاما الي جانب عباس صوان ووليد بدير اللين سجلا للمنتخب الاسرائيلي هدفي التعادل في مرمي فرنسا بتصفيات كأس العالم الماضية في انجاز تاريخي لاسرائيل ان تتعادل مع فرنسا بطلة العالم عام 1998ولينفجرالجمهور الاسرائيلي فرحا فما اعتبرته الصحف الاسرئيلية حدثا وقتها واعتبرته بداية لإنتهاء أزمة عرب اسرائيل اللذي يعانون من التمييز والعنصرية من جانب يهود اسرائيل.. وبسؤال هؤلاء اللاعبين يقرون بهويتهم العربية واسلامهم ورغم ذلك لا يجدون حرجا في اللعب بإسم المنتخب الإسرائيلي .. يجب هنا ان نذكر ان عرب 48 هم الفلسطينيون اللين رفضوا الخروج من فلسطين عقب اعلان دولة اسرائيل عام 1948 وهم غالبية مسلمة ويتجاوز عددهم المليون وأربعمائة ألف. وليس هؤلاء اللاعبين فقط المتورطين فقط بتطبيع مع اسرائيل وانما دولة قطر هي الاخري التي مولت مشروعا لبناء استاد في بلدة سخنين تكلف 10ملايين دولار ليشارك في الدوري الممتاز الاسرائلي “ليجا ها ات” ورغم ان بالفريق لاعبين عرب إلا ان غالبيته من الإسرائيليين ويشارك بإسم اسرئيل في المحافل الدولية.. جدير بالذكر هنا ايضا ان نذكر ان قطر سبق واستقبلت رياضيين اسرائيليين في ألعاب فردية مثل التنس ,. كما سبق و أشار محمد بن هماما رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الموقوف انه في حالة تأهل اسرائيل لكأس العالم عام 2022فلن تجد سوي الترحيب في قطر التي سوف تنظم المسابقة في ذلك الحين. وقد ارتبط اسم الملياردير الامارتي سليمان الفهيم بالتطبيع حينما تعاقد مع اللاعب الاسرائيلي “تال بن حاييم” ليكون لاعبا بفريق بورتثموث الذي يمتلكه الثري العربي الذي أكمل الأمر بالتعاقد مع الاسرائيلي “افرام جرانت” كمستشارا فنيا للفريق. وعن مرحلة الرفض فقد كانت في أوج عظمتها في فترة منتصف السبعينات حينما انتقلت بسببها اسرائيل للاتحاد الاوروبي عام 1994بعد 20 عام متنقلة بين الاتحادات القارية بسبب رفض دول الاتحاد الاسيوي العربية والاسلامية تواجدها معهم في اتحاد واحد بعدما كانت تشارك في المسابقات الاسيوية بل وفازت بلقبها حينما نظمتها علي أرضها عام 1964 وتأهلت عن اسيا لكأس العالم في المكسيك عام 1970 ويذكر في هذه النقطة ان اسرائيل قد سبق وحاولت العودة للاتحاد الاسوي منذ عدة سنوات إلا انها فشلت في ذلك وجاءت محاولتها بعدما اخفقت في تحقيق أي شيء علي مستوي القارة الاوروبية. وليس خافيا علي أحد ان المنتخب الاسرائيلي قد سبق وطلب اللعب وديا مع المنتخب المصري في فبراير 2010إلا ان الامر رفض تماما ,,كما حاولت التعاقد مع الكابتن حسن شحاتة كمديرا فنيا حسبما افدت جريدة معاريف الاسرئيلية بل وشبهته بالسادات حينما زار الكنيست الاسرائيلي اذا وافق علي العرض!!! ليس غريبا ان يحاول الكيان الصهيوي اختراقنا عبر كرة القدم كما فعلها في مجالات عديدة وليس عيبا ان نذكر معلومات عنه ربما لا يعرفها الكثيرون ولكن العيب ان نري الحقيقة ولا نذكرها فقط لاننا لا نريد ان نواجهها او نذكر انفسنا بها ..