يوجد بالسودان حوالي 30 حزبًا سياسيًا، منهم أكثر من ثلاثة أحزاب إخوانية هي الحزب الاشتراكي الإسلامي، حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حزب المؤتمر الشعبي، أما الأحزاب المعارضة فحدث ولا حرج، وقد زاد نشاط تلك الأحزاب في الفترة الأخيرة مع تزعزع مكانة حزب المؤتمر الإخواني الحاكم بقيادة عمر البشير، وانتشرت الحركات المعارضة للنظام السوادني، مثل حركة العدل والمساواة التي تم تكوينها في نهاية التسعينيات من القرن الماضي في الخرطوم، قبل المفاصلة التي شقت الحركة الإسلامية إلى شقين وطني وشعبي. تلاقت مجموعة من الإسلاميين من أبناء غربي السودان، كانوا يشعرون بالغبن السياسي والتهميش، وكان المنقذ وقتها من وجهة نظرهم الدكتور حسن الترابي الذي كان على علم دقيق ومتابعة وحوار مع هذه المجموعة، ولكن ضاعت فرص الاحتواء لهذه المجموعة بعد المفاصلة الشهيرة عام 1999م، بين الترابي والبشير، فانحازت هذه المجموعة إلى «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه الدكتور «الترابي»، وعارضت حركة «العدل والمساواة» تلك الخطوة، وانضمت لها أعداد كبيرة من حركة «تحرير السودان». ويوجد في مصر الكثير من أبناء حركة العدل والمساواة الهاربين من قمع النظام الحاكم في السودان والذين يناضلون من القاهرة لنيل حرية السودان، على حسب قولهم، من حكومة الإخوان المستبدة الإرهابية، وقام أبناء حركة العدل والمساواة يوم الجمعة الماضي بوقفة احتجاجية أمام السفارة السودانية بالقاهرة طالبوا فيها «البشير» بالتنحي ووصفوة بالقاتل الإرهابي، وطالبوا من مصر الوقوف بجوار الشعب السوداني حتى يتخلصوا من حكومة الإخوان. ويوجد أيضًا من التحالفات السودانية المناهضة للنظام السوداني وحكومة البشير تحالف «كادوا»، وهذا التحالف لا يعتبر معارض لحكومة البشير بشكل سلمي، بل قال المتحدث الرسمي لتحالف كادوا "إنه تم إنشاء تحالف كاودا بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن نظام الكهنة المجوسي ويقصد نظام البشير. لا تجدي معه إلا لغة العنف، لأن الحديد بالحديد يفل.. وعلى هذا الأساس أتعجب عندما يعيب أحد حمل السلاح ضد النظام .. خوفًا على أمن حضرات مواطني الحضر من سكان الخرطوم وما شاكلها … الم تكن زمجرة السلاح في مناطق الهامش زعزعة لأمنهم وتشريدهم .. بل صارت حياتهم جحيم لا يطاق بفعل إركان هذا النظام البائد .. أم أن هنالك تقسيم للمواطنين إلى درجة أولى وثانية على أساس فقة النظام وعقيدته اللذان يتسمان بثقافة الفصل العنصري البقيض .. نعم لاقتلاع الحقوق ولا خيار إلا حمل السلاح .. رضى من رضى وأبى من أبى .. التحية إلى قوة الهامش في كل مكان .. ودام نضال الشرفاء! ويعتبر تحالف كادوا هو تحالف الجبهة الثورية السودانية لإسقاط النظام عن طريق السلاح وليس عبر الطرق السلمية. ولم تتوقف جهود قوى المعارضة عند ذلك الحد بل أعلنت قوى المعارضة أمس السبت في الخرطوم تشكيل تنسيقية قوى التغيير السودانية لمواجهة الحكومة، والمضي في اتجاه إسقاط النظام الحاكم، وتشكلت التنسيقية من قوى الإجماع الوطني – احزاب المعارضة – وما يعرف بتحالف شباب الثورة السودانية، علاوة على النقابات المهنية، الأطباء، لجنة المعلمين، نقابة أساتذة جامعة الخرطوم، التحالف الديموقراطي للمحامين، نقابة أطباء الأسنان وتحالف منظمات المجتمع المدني. وقال بيان التنسيقية التي أسندت رئاستها للطبيب الشاب أمجد فريد أن السلطة الحاكمة منذ انقلابها في الثلاثين من يونيو 1989 دأبت على قهر وقمع الشعب السوداني ولم تتورع عن إشعال الحروب وتقسيم البلاد ونهب مقدرات وثروات الشعب السوداني باسم الدين. وأنها أذلت وقتلت مواطني دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وقبلهم في محرقة الأهلية بجنوب السودان واعتقلت وعذبت وقتلت المواطنين في الوسط والشرق والشمال، وقال البيان إن السلطة تواصل اليوم نفس نهجها في قتل المتظاهرين السلميين الذين قالوا لا لتحميل الشعب السوداني فاتورة ربع قرن من السياسات الفاشلة والفساد وسوء الإدارة والحروب. وطالب البيان بتنحي النظام فورًا وحل كل أجهزته التنفيذية والتشريعية، وتكوين حكومة انتقالية تضم كل اطياف الشعب السوداني تتولى إدارة البلاد لمرحلة انتقالية مقبلة. كما دعا إلى المحاسبة والقصاص لكل من شارك في جرائم القمع والتعذيب والقتل في حق أبناء الشعب السوداني.