استمرت الإحتجاجات في السودان أمس لليوم السابع علي التوالي, وقال شهود عيان ل الأهرام, إن الشوارع الرئيسية في المدن السودانية تحولت إلي ثكنات عسكرية, وأن ميليشيات النظام السوداني تجوبها لملاحقة المتظاهرين واعتقالهم. يأتي ذلك في وقت أكد وزير الإعلام السوداني أحمد بلال عثمان أن الحكومة لن تتراجع عن قرارها برفع أسعار الوقود, وقال إن السلطات اضطرت للتدخل عندما أصبحت الاحتجاجات عنيفة. وفي الوقت ذاته, قال الدكتور نافع علي نافع نائب الرئيس السوداني إن الأجهزة الأمنية ضبطت سيارة مليئة بقنابل المولوتوف, كانت معدة لالتخريب, واتهم حزبا سياسيا لم يفصح عنه بالتورط في ذلك, كما أشار إلي أن هناك تنظيما له علاقة مباشرة بالجبهة الثورية علي اتصال مباشر بياسر عرمان رئيس الجبهة خططوا لإدخال العناصر المسلحة إلي المدن ومن بينها الخرطوم. وأكد نافع أمس أن السلطات الأمنية وضعت يدها علي أموال أرسلت من الخارج لأحد قيادات الحزب من أجل إشعال الفتنة وتوسيع عمليات التخريب علي حد قوله, مشيرا إلي أن المقبوض عليهم علي ذمة الأحداث أقروا بتسلمهم مبالغ مالية بلغت30 مليون جنيه سوداني مقابل حرق محطات الوقود وتدمير ونهب الممتلكات والمرافق العامة والخاصة. وأوضح نائب الرئيس السوداني أن الذخيرة المستخدمة في قتل المتظاهرين غير موجودة بالسودان ولا تستخدمها القوات النظامية, مشيرا إلي أن تشريح جثامين القتلي أثبت ذلك, كما أشار لاجتماعات قيادات بعض أحزاب المعارضة مع بعض سفراء الدول العربية لترتيب إسقاط الحكومة. ومن جانبه, اتهم وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامدعناصر مندسة مما يسمي بالجبهة الثورية بإحداث عمليات القتل والتخريب. في وقت قالت مصادر سودانية ل الأهرام إن مدير مشرحة الخرطوم الدكتور عقيل سوار الذهب استقال بعد امتلاء المشرحة بالشهداء الذين قتلتهم عناصر الأجهزة الأمنية, بعد رفضه توجيهات بكتابة تقارير عن وفاتهم بصورة طبيعية. وفي هذه الأثناء, أعلن في الخرطوم عن تشكيل تنسيقية قوي التغيير السودانية لمواجهة الحكومة والمضي في اتجاه اسقاط النظام الحاكم.وتتكون التنسيقية من قوي الإجماع الوطني أحزاب المعارضة وما يعرف بتحالف شباب الثورة السودانية علاوة علي النقابات المهنية وتحالف منظمات المجتمع المدني. وقال بيان التنسيقية التي أسندت رئاستها للطبيب الشاب أمجد فريد ان السلطة الحاكمة منذ انقلابها في1989 دأبت علي قهر و قمع الشعب السوداني, ولم تتورع عن إشعال الحروب وتقسيم البلاد ونهب مقدرات وثروات الشعب السوداني باسم الدين. وأنها أذلت وقتلت مواطني دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة وقبلهم جنوب السودان, إضافة إلي الوسط والشرق والشمال, وقال البيان إن السلطة تواصل اليوم نفس نهجها في قتل المتظاهرين السلميين بعد ربع قرن من السياسات الفاشلة والفساد و سوء الادارة و الحروب. ومن جانبه,وجه مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان المتمردة بدارفور نداء للمجتمع الدولي لمراقبة الوضع في السودان عبر الأقمار الصناعية بسبب الاستخدام المفرط للقوة من أجهزة النظام السوداني ومنعها للإعلام المستقل. وأدان حزب المؤتمر الشعبي السوداني المعارض الإجراءات التعسفية والإعتقالات من قبل قوات الأمن السودانية, والتي طالت ابنة القيادي المعارض حسن الترابي أثناء المظاهرات السلمية. وعلي صعيد آخر, نفي حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان وصول أية مذكرة لرئيس الحزب الرئيس السوداني عمر البشير تدعوه للاستجابة لمطالب الشارع السوداني, وإيقاف حزمة الإجراءات الاقتصادية والأمنية فورا. وفي رد فعل علي التطورات السودانية, أبدت دولة الامارات العربية قلقها البالغ من تعامل الحكومة السودانية مع المتظاهرين وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية إن الإمارات تبدي قلقها البالغ من التعامل العنيف وغير المبرر مع هذه الأحداث, وتدعو الخرطوم إلي اتباع أقصي درجات الحكمة و الحذر في التعامل مع المطالب الشعبية. وفي أوسلو, دعا وزير خارجية النرويج إسبن بارت آيداه السلطات السودانية أمس إلي احترام حقوق الإنسان الأساسية, مشيرا إلي قلق بلاده البالغ من أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة إزاء المتظاهرين.