جربت تشيل كاميرا و تنزل تصور في الشارع قبل كده، فيديو كان أو فوتوغرافيا؟ مثلا حسيت إن مصر جميلة و إنك نفسك يبقى عندك توثيق لمصر بعينيك؟ لو كنت من تعساء الحظ اللي جاتلهم الفكرة المخبوله دي يبقى أكيد مريت ببعض أو كل ما هو آت و يمكن أكتر، ده لإن إحنا كمصريين، سواء جهات أمنية أو شعب بمختلف فئاته و خلفياته السياسية و الدينية، عندنا ذعر رهيب من منظر الكاميرا، في بعض الأحيان يمكن أكتر من لو شفنا طبنجة ألماني زي طبنجة أحمد التباع. دايما يبدأ الموضوع بنظرات التشكك لما تبدأ تطلع الكاميرا، و ما أن تبدأ في التصوير تلاقي المواطنين الشرفاء بدأوا في التجمهر و بدء التحقيقات، بتصور إيه؟ ليه؟ إنت تبع إيه؟ قناة إيه؟ جرنان إيه؟ و لما تجيب على كل الأسئلة نرجع للسؤال الأبدي "أيوه بتصور ليه؟" و بتصور ليه ده عادة بيكون سؤال إستنكاري أكتر منه إستفهامي، في حالات أكثر خطورة ممكن التحقيقات تتم بعد مصادرة الكاميرا و تفقد جميع الصور الملتقطة. المشكلة الأكبر إنك تكون بتصور في منطقة إشتباك و تقع في قبضة الناس اللي إنت مش محدد إتجاههم، و هي حصلت فعلا لأحد الصحفيين، واحد إستوقفه بمطواه في عز الإشتباكات و سأله إنت تبع مين، و ظل الصحفي يماطل في الكلام على أمل إن يظهر له إتجاه الشخص، فيقول له الجريدة المتوافقة مع إتجاهه، إلى أنقذه بعض الأصدقاء الذين تعرفوا عليه و كانوا يعرفون صاحب المطواه. أصبحت حيازة الكاميرا في حد ذاتها تهمة، مش بس للجهات الأمنية، بل في عيون المواطنين أيضا. في ظروف أهدأ عادة بيكون الأسئلة أهدأ، و الرفض يتم بصورة أقل عنفا، و لو ربنا كرمك و وافقوا على مضض إنك تصور جنب محلهم/بيتهم/عربيتهم/كشكهم/عمارتهم فده مش معناه إنك حتصور بسلاسه... فهناك الماره و نظراتهم المتسائلة، و هناك عربيات بتعدي و لما يشوفوا التصوير داير لا يمكن يتركوا الموضوع يمر مرور الكرام، لازم يسيب بصمته، سواء كانت ضحكة رقيعة من بتوع الرقاصات، أو صرخة بأي كلام، أو شتيمه، و دي في حد ذاتها بتحصل من الماره أيضا، فتجد عابر سبيل من بعيد يرميها و يروح لحاله، عشان يكون ساب بصمته الفنية، و الأسوأ الراغبين في المشاركة الفعاله، حزب كابتن، صورنا... و هذا الحزب وحده هو السبب الرئيسي للإستعانه بناس ماتتخيرش عن كابتن الشحات مبروك معاك التصوير، فيتحولوا لحزب المشاهدين في صمت، في حالة وجود تلاته أربعه الشحات مبروك معاك. أما لو كنت بكاميرا و ملامحك أجنبية، ده حماده تاني خالص، الموضوع دخل في مرحلة الجاسوسية، و على فكرة، لو إتكلمت عربي بلهجة مصري بطلاقة كمحاولة منك لإبعاد التهمة، إنت كده بتثبت الجريمة على نفسك، لإنك كده متدرب على اللهجة فأنت جاسوس محنك، و دي بقى إدعي ربنا إن الناس تسلمك للشرطة بسرعة، لإن في إحتمال كبير إنهم يحرروا القدس من خلال قفاك. مشكلة الرعب من الكاميرا ليها أبعاد كتير، و بتعكس إننا عندنا رفض لنقل واقعنا أكتر من رفضنا لتغيير الواقع ده نفسه، و المشكلة الأكبر إن أكتر ناس بتعاني من الموضوع ده هم الفنانين الأقل إمكانيات و شهرة، اللي مش كفاية إنهم بينحتوا في الصخر عشان يوصلوا، لأ كمان محتاجين يحاربوا شعب بالكامل أو يستنوا لحد ما مصر تكون دولة "كاميرا فريندلي"