قالت صحيفة "جلف بيزنس" الإماراتية، الناطقة بالإنجليزية، اليوم، إن دعم رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان" الصريح لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وضعه في خلاف مع دول الخليج العربي. وأضافت الصحيفة أن إصرار "أردوغان" على التدخل العسكري في سوريا، ومساندته للرئيس المصري المعزول "محمد مرسي"، يضعانه وحيدًا وبشكل متزايد في المنطقة، التي يأمل أن يعيد تشكيلها في المستقبل. ورأت أن "أردوغان" يخاطر مع المستثمرين الخليجيين في تركيا، لعدائه الواضح للحكومة المصرية الجديدة والجيش المصري، ودعمه لجماعة الإخوان المسلمين. وأشارت إلى أنه منذ فترة طويلة، ظهرت تركيا على أنها النموذج الديمقراطي المسلم لدى الدول الغربية، ولكن مع الربيع العربي ووصول الجماعات الإسلامية إلى الحكم خاصة في مصر وشمال إفريقيا، بدا الوضع مختلفًا. وأوضحت الصحيفة أن دعمه الصريح لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول "مرسي" في مصر، ترك تركيا دون علاقات دبلوماسية كاملة مع الدول العربية، خاصة الخليجية، والتي ساعدت في ازدهار تركيا على مدى العقد الماضي، نتيجة للاستثمارات. تعاني تركيا بالفعل من أضرار اقتصادية، حيث تقلصت قيمة صادرتها لأبو ظبي، وتأخرت المشاريع الاستثمارية الكبرى في البلاد، وهناك ما هو أبعد من ذلك، فقد ضعفت قدرة أنقرة على التأثير على جيرانها، مما يجعلها حليفًا ذو أقلية لواشنطن والدول الغربية، التي تسعى لشراكة موثوق بها في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. ويقول "سونر كاجابتاي" من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "خاطر القادة الأتراك بدعمهم لجماعة الإخوان المسلمين، وهي الحركة العربية المحظورة، والتي رأت في أردوغان وحزب العدالة والتنمية نموذج سياسي". وذكرت الصحيفة الإماراتية أن انهيار جماعة الإخوان في مصر أثار غضب "أردوغان"، ليس فقط لارتباطهما بالإسلام السياسي، وإنما لرؤيته تشابها في تجربته، حيث ضغط على الجيش العلماني في 1997، حين كان رئيسًا لبلدية اسطنبول. وأكدت أن دعم "أردوغان" ل"مرسي" خلق نوع من الاحتكاك مع دول الخليج، التي تعتبر مصر حليفًا استراتجيًا ضد أي تهديد من إيران، موضحة أن الإمارات لم تثق أبدا بالإخوان خلال فترة حكمهم، والتي اتهمتها بالتآمر لتقويض الحكومات في المنطقة. أعلنت شركة بترول أبو ظبي للتنقيب والتابعة للدولة، عن تأخير مشروع بناء محطات للطاقة في تركيا بقيمة 12 مليار دولار، وهو قرار اعتبره البعض ذو دوافع سياسية.