قالت صحيفة "المونيتور" أمس، إن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه، رئيس الوزراء التركي"رجب طيب أردوغان" غير راض عن ما حدث في مصر في 3 يوليو، ووصفه بالانقلاب، حيث يشعر الحزب أن ما حدث يصب ضده، ولذلك فردود الأفعال غير مناسبة وقاسية بشكل مفرط، مما أثار السخط ضد الحكومة التركية من قبل شريحة واسعة من الشعب المصري والإدارة الجديدة التي تعارض حكم جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الصحيفة إلى أنه في محادثة مع العديد من الأتراك في القاهرة، أكدوا جميعهم أن تركيا تواجه مشكلة جادة مع الشعب المصري، بسبب موقف الحكومة التركية من ما حدث في 3 يوليو، وصورة "أردوغان" الأكثر تضررا في الشارع المصري. وأضافت الصحيفة أن المعارضة التركية، التي زارت مصر في 9 سبتمبر، عملت على بناء جسور جديدة من التواصل بين البلدين، حيث يعمل الحزب المعارض على خلق سياسة واقعية متوازنة، بدلا من سياسة "العزلة الثمينة" التي أختلقها "أردوغان". ورأت الصحيفة أن الزيارة فتحت مكانة واسعة لحزب الشعب الجمهوري بمصر، في محاولة لضمان العلاقات التركية المصرية، التي لها تاريخ طويل، موضحة أن تركيا أعادت سفيرها إلى القاهرة في الأسبوع الماضي، رغم الانتقادات اللاذعة للحكومة المصرية الحالية من قبل المسئولين بحزب العدالة والتنمية، مما يدل على أن حكومة "أردوغان" لا يمكنها المجازفة بقطع العلاقات مع دولة عربية رئيسية كمصر. وذكرت الصحيفة أن الحزب التركي المعارض حاول تهدئة الأوضاع المحتدمة بلقاء ممثليه بشيخ الأزهر الشريف، وذلك بعد انتقاد "لأردوغان" اللاذع له، لدعمه خارطة الطريق التي وضعها الجيش. غضب "أردوغان" من سفر ممثلي الحزب إلى القاهرة، وتساءل بأي صفة يتحدث الحزب باسم تركيا، وما هو اختصاصاته لمحاولة تحسين العلاقات الرسمية للبلاد، وذلك خلال خطابه للأعمال في اسطنبول في 11 سبتمبر، كما وصف الحزب بالمستفز، وأنه ينظم المظاهرات المؤيدة للرئيس السوري "بشار الأسد" في تركيا. ورأت الصحيفة أن حزب الشعب الجمهوري ذهب إلى مصر للتعبير عن النية التركية الحسنة تجاه مصر، واعترف بأهمية العلاقات المصرية التركية، وخاصة التجارية والمتمثلة في مليارات الدولارات بين البلدين، ولكن من غير الواضح إذا كان الحزب المعارض يكتسب نقاطا سياسية داخل مصر، مشيرة إلى أنه بلا شك، سيخفف من حدة التوترات بين البلدين، وهذا لا يصب في مصلحة "أردوغان" وحكومته، ولكنه سيعمل على تعزيز العلاقات بين أنقرةوالقاهرة على المدى الطويل.