قدمت بعض من القوى السياسة العديد من المبادرات للخروج من الآزمة الراهنة ولكن دون جدوى، وذلك بسبب عدم تقديم تنازلات حقيقية من الأطراف المشاركة في المبادرة؛ نظرا لخلوها من نتائج ترضي جميع الأطراف وذلك لإنهاء الخلافات السياسية و الدخول في تنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها. وفى هذا السياق أكد الدكتور "وحيد عبد المجيد" المستشار بمركز الآهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية ل"البديل" أنه لا يوجد أي شيء من الذي طرح على الساحة السياسة حتى هذه اللحظة يطلق عليه مسمى مبادرة بالمعنى الحقيقي، فكلها أفكار لا تكتمل ولا تتوافق عليها القوى الثورية ، كما أنها لا تلقى استجابة من الأطراف التي تدعى للمشاركة في الحوارات الوطنية. وأوضح أن كلمة مبادرة تعني إخضاع كل الآطراف للتنازل عن بعض متطالباتهم لإنجاحها، واستثمار نتائجها في حل الآزمة السياسية، وهذا لم يحدث في ما تم تقديمه حتى الآن، فلم يتنازل طرف عن متطلباته حتى الآن لإنهاء الازمة . ومن جانبه قال "جورج إسحاق" الناشط السياسي والعضو فى جبهة الإنقاذ الوطني، أن أي مبادرة يتم إطلاقها في هذا الوقت، لن تشير إلى نتائج حقيقية، بسبب خضوع هذه الجماعات الإسلامية الي أجندات خارجية، تجعلهم ينحون مصلحة الوطن جانبا، ويتمسكون بما يحقق لهم أطماعا شخصية. كما أوضح اسحاق أنه عند وجود مبادرات بين الجماعات الإسلامية والآحزاب الأخرى المختلفة معهم، لن يتنازلوا عن مطلب عودة الرئيس المعزول "مرسي" إلى الحكم مرة أخرى، وهذا لن يحدث، وبالتالي لا حوار معهم إلا إذا كانوا مستعدين لإجراء مصالحة وطنية حقيقية. وأضاف الناشط السياسي، أن هذه الجماعات لم تستوعب الدرس و سيأخذون وقتاً طويلا حتى يقروا بأن إدارة البلاد لن تأتي إلا بالتفاوض مع الاطراف الآخرى وتقديم التنازلات. كما أشار الدكتور "إكرام بدر الدين" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إلى أن كل المبادرات تتجهة نحو التشدد والتصلب من جانب الإخوان والتمسك بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، ويتاجهلون ما أقره الشعب ورغبته في إسقاط حكم الجماعة، ومازالوا يتحدثون حتى الآن عن أن 30 يونيو هو إنقلاب وليست ثورة، وينظرون إلى الملايين التي نزلت الشوارع على أنها أقلية، ويطالبون بأن نسلم لرغبتهم ويعود مرسي إلى الحكم وهذا أمر غير مقبول. وتابع، من زاوية أخرى فشلت هذه المبادرات بسبب أن أغلب قيادات الإخوان أعتقلت، فهناك جزءين إما ان يكون الطلب الآول في المبادرات هو الإفراج عنهم، أو السبب الثاني أنه لا يوجد قيادات حالية تمثل جماعة الإخوان المسلمين في المبادرات التي ستطرح.