قالت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، إنه فى الوقت الذى تلمح فيه إدارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" بأنها تستعد لضرب سوريا فى غضون أيام، كان هناك بلد واحد فقط الذى يبدو على استعداد للمشاركة فى تدخل عسكرى وهى فرنسا، وذلك بعد خروج بريطانيا وألمانيا، وعدم وضوح الموقف التركى على الرغم من لغتها الحادة. وأضافت المجلة أن البيت الأبيض يصر على أن "أوباما" لا يزال يوازن بين الأمر بتوجيه ضربة صاروخية محدودة، أو ضربة جوية ضد أهداف داخل سوريا، ولم يعط أى إشارة حول الموعد الذى يمكن أن يصل فيه لقرار. وأوضحت المجلة أن الشئ الوحيد الواضح فى الأيام الأخيرة هو أنه فى حالة تدخل الولاياتالمتحدة فى سوريا، ستكون تقريبا وحيدة فى هذا العمل. وكان البرلمان البريطانى قد وجه ضربة لرئيس الورزاء "دايفيد كاميرون" من خلال التصويت برفض اقتراح من شأنه أن يجيز استخدام القوة العسكرية فى سوريا، كما قال وزير الخارجية الألمانى "جيدو فيسترفيله" إن بلاده لم يطلب منها المشاركة فى الضربة، وأن ألمانيا لا تفكر فى ذلك. وفى نفس السياق، ظهرت تركيا – التى أعرب عن استعدادها فى وقت سابق على التدخل فى سوريا دون موافقة الأممالمتحدة – صامتة بشكل كبير فى الأيام الأخيرة، فى الوقت الذى تقترب فيه ضربة محتملة تقودها الولاياتالمتحدة. وأشارت المجلة إلى أن فرنسا كانت الاستثناء الوحيد من بين الدول السابقة، حيث صرح الرئيس الفرنسى "فرانسوا هولاند" أمس، بأن الهجوم بالأسلحة الكيميائية فى دمشق لا يجب أن يمر دون عقاب، وأن فرنسا استعدت لمعاقبة الرئيس السورى "بشار الأسد". كما ذكرت المجلة أن "هولاند" يمكنه أن يأمر بتوجيه ضربة عسكرية دون موافقة برلمانية، وأن لغته القوية تشير إلى أنه مستعد لفعل ذلك. وترى المجلة أن فرنسا حلت محل بريطانيا بشكل فعال كشريك رئيسى لواشنطن فى التدخل العسكرى المحدود فى جميع أنحاء العالم، ففى حالة مشاركة فرنسا فى الضربة المحتملة ضد سوريا، ستكون هذه هى المرة الثالثة فى السنوات الأخيرة أن تكون باريس هى الحليف الرئيسى والوحيد للولايات المتحدة فى عملية عسكرية كانت إدارة "أوباما" قلقة من القيام بها وحدها. وظهر النهج الفرنسى الجديد فى استعراض القوة لأول مرة فى ليبيا عندما قاد الرئيس الفرنسى السابق "نيكولا ساركوزى"جبهة لإقامة حظر جوى فوق ليبيا، وأمر القوات الفرنسية فى وقت لاحق بالتدخل هناك، كما انضمت القوات الجوية الفرنسية لنظيرتها البريطانية والأمريكية ولعبت دورا محوريا فى تدمير المنشآت العسكريى ل"معمر القذافى"، مما أدى إلى الإطاحة به ومقتله على أيدى قوات المتمردين. واختتمت المجلة أن مالى أيضا كانت مثالا قويا، حيث استولت مجموعة متصلة بتنظيم القاعدة على شمال مالى فى أوائل 2012، وتحولت المنطقة إلى ساحة تدريب للمتشددين من الدول المجاورة.