قبل كتابه هذه السطور ظللت كثيرا أفكر وأمعن التفكير هل أستغل تلك النعمة التي أنعم الله علي بها في أن أكتب على صفحات موقع البديل وأنشر أفكاري وأفرضها على الرأي العام ... ومن أنا ؟ ... حتى أفكر أو أتحدث فتنصت لي الأذان وتنتبه لي العقول ولكني حمدت الله على وجود بعض الأصدقاء يزيدون كلماتي رفعه بقراءتهم لها ونقدهم لما تحمله من معنى , فقليل يكفى خيرا من كثيرا يطغى ولأني لأول مرة أكتب باللغة العربية الفصحى بعد مقالات عديدة بالعامية و التي أفتخر أنى ناطق لها وكاتب بها فقد قررت أن يكون مقالي هذا مختلف عما سبق من مقالات وربما أخطرهم على الإطلاق أو هكذا ترائي لي !! كتبت بالعامية كثيرا وقرأ لي أيضا أناس لم أكن أحلم أن يتواضعوا يوما فيقرؤا لمثلى وسأكتب اليوم باللغة العربية الفصحى وأتمنى ممن سيقرءون تلك الكلمات ألا يتهمني أحدهم بالجنون أو بأنني من أحد فلول ذلك النظام الذي ذهب بلا رجعة أو حتى من المؤمنين بنظريه المؤامرة التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا فمنذ صباح 25 يناير وأنا أشم رائحة المؤامرة في كل صباح ولكن لم أكن أتوقع يوما أن تتطور المؤامرة فتصبح ثورة, بدأت أفكر بجديه في هذا الأمر ومنذ بداية اندلاع الثورة وعندما كنت في قلب الميدان يوم الخامس والعشرين و أنا بجوار صديق لي كان أشد حماسا منى في هذا اليوم وتوقع منى أن أكون أكثر منه حماسا لكنى خذلته لأنني وقفت وأنا أنظر إليه وأحدثه بان اليوم سيمر كباقي الأيام الماضية ولكن فشل توقعي ونجحت المؤامرة التي شاركنا فيها دون أدني تفكير لأننا كنا تحت ظلم لم يكن له مثيل في أرجاء العالم ويوم 11\2\2011 خرجت كل دول العالم تشيد بالثورة المصرية ولما لا ونحن من صنعنا التاريخ ولكن أعتذر ... فالتاريخ لم نصنعه بأيدينا هذه المرة فقد شاركنا في صناعته ووضع الخطوط الأساسية له أيادي خفيه أو هكذا أزعم فرأيي صواب يحتمل الخطأ ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب, وأحترم أي اختلاف معي في الرأي وأعتز أكثر بمن ينتقدني أكثر ممن يمدحني لأن في نقده لي تصحيح لخطأ ارتكبته أو تسليط الضوء على نقطه لم انتبه لها وحتى لا نخرج عن النص فالموضوع برمته بداية من اندلاع الثورة التونسية وانتهاءً بالثورة السورية ولا نعلم حتى الآن أي البلاد في طريقها للحرية المشروعة التي ينادون بها ولكن تحددها لهم أيادي خارجية فليس من المعقول أن تقوم كل الثورات العربية بلا قائد وليس من المعقول أن دوله كالبحرين تثور وأظن إن المواطن هناك ربما يشعر بالظلم لأنه لم يجد وقود لسيارته فأظن انه لن يقوم بثورة من أجل هذا ولكنها ثورة على أسس طائفيه ( شيعه وسنه ) وأظن ليبيا ليست أسوأ من البحرين ففي ليبيا تقدم الكهرباء والمياه ومعظم المرافق والخدامات للمواطنين بالمجان ومع ذالك قامت ثورة في ليبيا لا لشئ إلا لتقسيمها على أسس قبليه ولما لا والمجمع الدولي يقف موقف المتفرج وربما المشارك في تلك المهزلة تحت دعوات حماية الثوار وحلف الناتو ولكن ما جعلني أؤمن بأن هناك مؤامرة تحاك أن الثورات العربية قامت بلا زعماء ولا قائد لأنه إذا أصبح للثورة زعيم أو قائد فلابد أن له رؤية مستقبليه يسير عليها وينتهجها ويتبعه جموع الشعب ويدعمونه بل إذا أصبحت الثورات دون قائد أو زعيم فتنعدم الرؤية وينقسم الصف وتختلف المطالب وربما يرجع السبب بأنهم أرادوا إحداث الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية لتقسيم الوطن العربي الجديد وتحقيق حلم إسرائيل من النيل للفرات ... ولما لا ؟ ... والأقليات في كل الدول العربية مضطهده وهذا أيضا أمرا تم الإعداد والتخطيط له من قبل فهؤلاء الذين خلقوا حكامنا ودعموا تلك الديكتاتورية الواهمة ونصبوهم علينا مدى حياتهم أو حياتنا لكي يضغطوا على شعوبهم هم أيضا من أزاحوهم ولكن هذه المرة بأيدي الشعوب ولكن هم يرسمون المشاهد الخاصة بتلك الثورات من خلف الستار حتى تبدوا لمن يراها بأنها ثورات عربية خالصة العروبة ولما لا يتم تقسيم الدول العربية وهى في الأصل في عهد حكامها قسمت على علية القوم بمساعده الغرب فقد ظلوا طوال عقود يدعمون الأقليات وفى نفس الوقت يؤيدون الحكام ... هم يدعمون الأقليات ليس حبا فيهم ولكن تنفيذا للمخطط حتى إذا حان الوقت المعد له مسبقا تكون الأقليات ورقه ضغط على الحكومات, فالأمر ابتداء بالتوغل الإسرائيلي في أفريقيا واستطاعت إسرائيل بمساعده الدول الصديقة لها أن تبعد أنظار مصر عن أفريقيا حتى تعبث بها كيفما تشاء وبالفعل تحقق وسيطرت إسرائيل على معظم دول حوض النيل وبعدما تعرضت مصر لصفعه على وجهها من تلك الدول في الفترة الأخيرة ما قبل الثورة قام رجال النظام السابق في العهد البائد بتلميع صورهم أمام الرأي العام وظلوا يلهثون في بعض الدول الإفريقية التي كانت يوما ما تفتخر بأنها تنتمي لإفريقيا لوجود دوله مثل مصر على رأسها ولكن تسارعت الأحداث وبدت الحكومة المصرية عاجزة أمام الشعب فمصر على مشارف سنين عجاف ومن هنا كانت المفاجأة خرج علينا رجال النظام السابق وحكمائه بقرار أشبه بقرار السلحفاة التي غرقت في بحر الرمال ولا تجد من ينقذها وفى هذه الفترة وقبلها قام الإخوان المسلمون برفع شعار ( الإسلام هو الحل ) في مواجهه الأزمات التي تمر بها البلاد بينما رفع رجال الحزب الوطني على النقيض تمام شعار ( إن الكرة هي الحل ) وبعدما اجتمع حشد الكهنة في قصر الملك أشاروا عليه بأن نقيم دورة كرة قدم تسمى بدورة حوض النيل!! بصدق وقع هذا الخبر على جموع المصريين كالصاعقة رغم أنه قبل شهور قليله مضت على تلك الأحداث كانت هناك مشاحنات بين مصر والجزائر بسبب مباراة كرة قدم فهل ما فرق الإخوة العرب هو نفسه الذي يجمع شمل الإخوة الأفارقة ويعيد شريان الحياة ليجرى بأقدام اللاعبين في ارض مصر وتذكرت قول الشاعر ( جمعتنا يد الله وفرقتنا يد الفيفا ) ما بالك بنظام جاهل يدير أمور بلاده بجهل وهذه نقطه ربما تطرقت إليها وأعطيتها أكثر مما تستحق لأضرب لكم مثال لا يخفى عليكم في البلاهة والسذاجة وقله الحيلة والسفه ... هذا بالنسبة لتدهور الأحداث ... هي ليست البداية ولم تكن النهاية وسأتابع معكم عبر سلسله من المقالات إذا أحياني الله لأوضح وجهه نظري المتواضعة فيما آلت إليه الأحداث