تصدمني كثيرا المغالطات الصحفية التي تقع فيها معظم الصحف الزميلة والأصدقاء الصحفيين الكبار والصغار وأقصد هنا بالصغار سنا وليس مقاما فلا أحمل للجميع إلا الحب والاحترام .. فهذه المغالطات تأتي في ظروف غير مناسبة ويترتب عليها تحريك للمشاعر التي يترتب عليها أيضا حملات الفيس بوك ويأتي بعدها النزول للشوارع ثم تعود الصحف العزيزة اللذيذة لتقول “ليه .. كفاية .. حرام .. البلد بتخرب” فمع احترامي لكل الأقلام الصحفية وكل الصحف المستقلة والقومية المصرية الموجودة علي الساحة الورقية منها والالكترونية يجب أن يعلموا أن الجميع يساهم ولو بجزء بسيط في تضليل المصريين وفي تخريب الوطن المهلهل حاليا ويمارسون نفس سياسة النظام السابق .. وحتى لا يكشر بعضهم عن أنيابة التي تختبأ وراء الابتسامات والضحكات والمجاملات ويتهموني بأن كلامي مرسل فهناك بعض الموضوعات الصحفية “المفبركة” التي تناقلتها الصحف المصرية بشراهة شديدة وكان أحد هذه الموضوعات الصحفية الجهنمية ما قيل حول أن “نزلاء سجن طره المزرعة من السادة المبجلين الفاسدين الذين كانوا في الأصل مسئولين مصريين يقسمون أنفسهم إلي فريقين ويلعبون الكوره داخل حديقة السجن ، وأيضا موضوع الشد والجذب والنقاش والخناقة التي حدثت بين علاء وجمال مبارك بسبب تنازل والدتهم عن ثروتها وأيضا خبر تنازل سوزان ثابت عن ثروتها” فجميع هذه المواضيع وأكثر منها تعاملت معها الصحف المصرية بمنتهي السطحية غير مقدرة ميثاق شرف المهنة ودور الصحافة التنويري في مثل هذه الظروف خاصتا ونحن جميعا نتكلم عن مصرنا الجديدة النظيفة المتطورة وشعارات “لا للفساد والرشوة والسلبية والفبركة الصحفية .. ألخ” وما دعاني لكي أكتب هذا الكلام هو درجة الغيظ التي وصلت عندي للحد الأقصى مما أقرأه وأسمعه فتلك الموضوعات التي سقتها إليكم إذا رجعتم إليها وقرأتموها بعناية سترقدون علي أنفسكم من الضحك من أسلوب التناول وكميات المعلومات الدقيقة والملفقة التي لا تعبر إلا عن شيء واحد وهو أن محرريها أم أن يكونوا سجنوا معهم أو أنهم قفل كل واحد منهم علية باب مكتبة وجلس يتخيل “ويظهر أنه كان خيالهم وأسع” فلا يعقل أن يكون مجموعة مثل نزلاء سجن طره المزرعة بكل هذا الكم الهائل من الجرائم التي تطاردهم وكل هذه الفضائح التي تلحق بهم وبأسرهم يجلسون يمرحون ويلعبون الكورة وصلح والسبع طوبات واستغماية .. لكن الحقيقة التي يخشى الجميع أن ينقلها في الصحافة والإعلام حتى لا يتهم بأنة ضد الثورة وأنة يستجدي عطف المصريين وأنه من فلول النظام وأيضا لحماية بعض المصالح الشخصية لأصحاب تلك المؤسسات الصحفية ومعظمهم رجال أعمال كانت بينهم وبين النظام السابق الذي يلعنوه ليل نهار مصالح مشتركة، ولكني لن أخشي هذه الاتهامات عندما أقول أن المعلومات التي أعرفها تختلف عن ذلك ولا داعي لذكرها .. ولكن ما أستطيع أن أقوله أن مثل هذه الموضوعات المفبركة الغير قابلة للتصديق عن المزاج العال والمرح داخل زنازين الفاسدون السابقين غير صحيحة ويجب أن تحترم الصحافة المصرية نفسها وقارئها لان الأمر أصبح ألان بيداها وليس بيد النظام التي كانت دائما تلقي علية اللوم بأنة لا يعطيها مساحة التعبير عن الرأي الحر والنضال والوطنية ومثل هذه الشعارات الحنجرية .. وأقول هذا وأنا واحد أنتمي إلي بلاط صاحبة الجلالة وأتمني أن تتغير المفاهيم الصحفية كما تم تغيير النظام وأتمني أن أجد صحافتنا ملجأ كل صاحب حق وباحث عن حقيقة في مثل هذه الظروف التي يمر بها الوطن وأتمني ألا أسمع هجوم من المواطنين البسطاء علي الصحف والصحفيين الذين يعملون علي تضليلهم .. فلا يصح علي الإطلاق أن نستخف بعقلية القارئ الذي تغير بعد الثورة وأصبح أكثر فطنة ويستطيع تمييز الأشياء والذي دوما كنا نطالب ونعتقل ونسحل داخل السجون من أجل أن نوصل له الحقيقة .. إن ما نشر عن مباراة كرة القدم جعلت من الشعب يثور ويغضب ويشعر بأن الأمر ينقلب علية .. فربما كان ما نشر سبب فيما حدث وعرف بمواقع الاعتداء علي القضاة وهم يجلسون علي المنصة لقد شعر الناس أن الثورة تسرق وأن هؤلاء يستخفون بهم فحاول أن يحصلوا علي حقوقهم بأياديهم مستخدمين قوانين ومقاييس القوة وكان مثل هذا الخبر كفيل بأن يتسبب في كارثة إحراق سجن طره أو تحطيمه من قبل الشعب المصري حتى يحصل علي حقوقه بيده ... أيضا خبر تنازل سوزان مبارك أو سوزان ثابت كما أصبح يقال عن ثروتها للدولة لم تستطيع بعض الصحف الكبيرة والمهمة تناول الخبر بالشكل الصحيح وهذا ليس كلامي ولكن هذا كلام الصحف الأكثر مصداقية بالمنطقة العربية والعالم كالحياة اللندنية والشرق الأوسط .. التي وضحت تقارير مراسليهم في القاهرة وبالمستندات أن سوزان ثابت لم تتنازل عن شيء لم تكن تملكه فالقصة بدأت عندما كان يسكن مبارك وأسرته وهو في منصب نائب رئيس الجمهورية في فيلا ترجع ملكيتها للمخابرات العامة وتم تحرير عقد إيجار بها والأخر مبلغ ال 24 مليون كانت عبارة عن مبالغ تبرعات تصلها من رجال المال والأعمال في الداخل والخارج لتكون تحت تصرفها لحساب الجمعيات الخيرية التي كانت ترعاها ، فإن كانت تلك المعلومات صحيحة أو غير صحيحة ويحاولون تبرير موقفها فهذه ليست قضيتي حتى لا ندخل في جدال ولكن قضيتي هنا طريقة تناول الخبر فسوزان لم تتبرع بشيء وهنا يبرز سؤال كبير جدا لحساب من قامت الصحف بتزوير الحقيقة وتصوير سوزان علي أنها أقرت بذنوبها وترد ما حصلت علية للمصريين؟ أنا هنا لست أقف مدافع عن سوزان أو مبارك ولكني أقف لأدافع عن المهنية في التعامل مع الخبر وعدم تشويه أو تحريفه وتعريض صحافتنا وصحفنا لانتقادات كبري الصحف العالمية هذا جانب وهناك جانب أخر وهو أن كل خبر يتم نشرة ألان في أي صحيفة يتعامل معه القارئ علي أنة حقيقة مسلم بها ويترتب عليها تصرفات وأفعال لن يستفيد منها المواطن أو الوطن والدليل علي ذلك عندما تجد أحد المواطنين بجوارك وأنت في المترو أو في الشارع أو في المطعم منهمك في سرد تفاصيل وأسرار توضح فساد النظام ويتصور لك أنة هذا المواطن إبن أخت حسني مبارك وعندما تسأله عن مصدر معلومات يقول لك الصحيفة الفولانية أو الموقع العلاني .. وهنا يجب أن ننتبه أن القارئ في هذه الظروف يتفاعل معنا فيجب أن ألا تستغل الصحف هذا التفاعل بشكل سيء ويجب أن تتخذ جميع الصحف المصرية سياسية الحقيقة والحقيقة مهما كان الثمن لأنها ألان وبيدها وليس بيد نظام يجمدها تعمل علي تشكيل وعي وثقافة وطن بأكمله .. فأنا بقول لا لصحافة الفبركة المفضوحة !! [email protected]