* التسجيل تحدث عن رحيل بن علي والثورة المصرية دون ذكر تنحي مبارك * زعيم القاعدة يطالب الدول الإسلامية بالاقتداء بثورتي مصر وتونس.. ويحذر من الحلول الوسط * بن لادن للأمة المسلمة: أمامكم مفترق طرق وفرصة عظيمة للتحرر من العبودية لأهواء الحكام عواصم- وكالات: أشاد أسامة بن لادن بثورتي تونس ومصر وتوقع أن تعم “رياح التغيير” جميع الدول الإسلامية، وذلك في تسجيل صوتي سجل قبل مقتله وبثته مواقع جهادية فجر الخميس. وقال زعيم تنظيم القاعدة الراحل في التسجيل الذي تبلغ مدته 12 دقيقة و37 ثانية: “أضاءت الثورة من تونس فأنست بها الأمة وأشرقت وجوه الشعوب وشرقت حناجر الحكام وارتاعت يهود لقرب الوعود فبإسقاط الطاغية سقطت معاني الذلة والخنوع والخوف والإحجام ونهضت معاني الحرية والعزة والجرأة”. وتطرق بن لادن إلى الثورة المصرية إلا أنه لم يأت على ذكر سقوط نظام حسني مبارك، ما يوحي أن الرسالة سجلت على الأغلب قبل وقوع ذلك في 11 فبراير. كما دعا بن لادن بقية الشعوب العربية والإسلامية إلى الاقتداء بثورتي تونس ومصر. وفيما يلي نص التسجيل الصوتي لبن لادن: “أمتي المسلمة ... نراقب معك هذا الحدث التاريخي العظيم ونشاركك الفرحة والسرور والبهجة والحبور .. نفرح لفرحك ونترح لترحك... فهنيئا لك انتصاراتك ورحم الله شهداءك وعافى جرحاك وفرج عن أسراك. “وبعد هلت بمجد بني الإسلام أيام واختفي عن بلاد العرب حكام طوت عروشا حتي جاءنا خبر فيه مخايل للبشرى وإعلام، طالما يممت الأمة وجهها ترقب النصر الذي لاحت بشائره من المشرق فإذا بشمس الثورة تطلع من المغرب أضاءت الثورة من تونس فأنست بها الأمة وأشرقت وجوه الشعوب وشرقت حناجر الحكام وارتاعت يهود لقرب الوعود”. “فبإسقاط الطاغية سقطت معاني الذلة والخنوع والخوف والإحجام ونهضت معاني الحرية والعزة والجرأة والإقدام فهبت رياح التغيير رغبة في التحرير وكان لتونس قصب السبق وبسرعة البرق أخذ فرسان الكنانة قبسا من أحرار تونس إلي ميدان التحرير.” “فانطلقت ثورة عظيمة وأي ثورة ... ثورة مصيرية لمصر كلها وللأمة بأسرها أن اعتصمت بحبل ربها. ولم تكن هذه الثورة ثورة طعام وكساء وإنما ثورة عز وإباء ثورة بذل وعطاء أضاءت حواضر النيل وقراها من أدناه إلي أعلاه. فاقتبسوا من ميدان التحرير في القاهرة شعلا ليقهروا بها الأنظمة الجائرة ووقفوا في وجه الباطل ورفعوا قبضاتهم ضده ولم يهابوا جنده وتعاهدوا فوثقوا المعاهدة فالهمم صامدة والسواعد مساعدة والثورة واعدة. فإلي اؤلئك الثوار الأحرار في جميع الأقطار تمسكوا بزمام المبادرة واحذروا المحاورة فلا التقاء في منتصف السبيل بين أهل الحق وأهل التضليل. فثورتكم هي قطب الرحى وموضع آمال المكلومين والجرحى فقد فرجتم عن الأمة كربا عظيمه فرج الله كربكم. فيا أبناء أمتي المسلمة أمامكم مفترق طرق خطير وفرصة تاريخية عظيمة نادرة للنهوض بالأمة والتحرر من العبودية لأهواء الحكام والقوانين الوضعية والهيمنة الغربية فمن الإثم العظيم والجهل الكبير أن تضيع هذه الفرصة التي تنتظرها الأمة منذ عقود بعيدة فاغتنموها وحطموا الأصنام والأوثان وأقيموا العدل والإيمان. وفي هذا المقام أذكر الصادقين بأن تاسيس مجلس لتقديم الرأي والمشورة للشعوب المسلمة في جميع المحاور المهمة واجب شرعي وأكد ما يكون علي بعض الغيورين الذين قد نصحوا مبكرا بضرورة استئصال هذه الأنظمة الظالمة فلهم ثقة واسعة بين جماهير المسلمين فعليهم البدء بهذا المشروع والإعلان عنه سريعا بعيدا عن هيمنة الحكام المستبدين وإنشاء غرفة عمليات مواكبة للأحداث للعمل بخطوط متوازية تشمل جميع حاجات الأمة ... إنقاذ الشعوب التي تكافح لإسقاط طغاتها ويتعرض أبناؤها للقتل وتوجيه الشعوب التي أسقطت الحاكم وبعض أركانه بالخطوات المطلوبة لحماية الثورة وتحقيق أهدافها وكذلك التعاون مع الشعوب التي لم تنطلق ثوراتها بعد لتحديد ساعة الصفر وما يلزم قبلها فالتأخر يعرض الفرصة للضياع والتقدم قبل أوانه يزيد من عدد الضحايا وأحسب أن رياح التغيير ستعم العالم الإسلامي بأسره بإذن الله. فينبغي علي الشباب أن يعدوا للأمر ما يلزم وألا يقطعوا أمرا قبل مشورة أهل الخبرة الصادقين المبتعدين عن أنصاف الحلول .... فالسبيل لحفظ الأمة وثوراتها اليوم من الضلال والظلم هو بالانطلاق في ثورة الوعي وتصحيح المفاهيم في شتي المجالات ولا سيما الأساسية وأهمها ركن الإسلام الأول ومن خير ما كتب في ذلك كتاب (مفاهيم ينبغي أن تصحح) للشيخ محمد قطب. إن الظلم العظيم في بلادنا قد بلغ مبلغا كبيرا وتأخرنا كثيرا في إنكاره وتغييره فمن بدأ فليتم ... نصره الله ومن لم يبدأ فليعد للأمر عدته.