* معاريف: الأسد أخطأ حين صرح ل“وول ستريت جورنال” بأن سوريا ليست مصر ولا تونس * الرئيس السوري لم يحسن تقدير استعداد أبناء شعبه للمخاطرة ولكسر حاجز الخوف البديل- وكالات: اعتبرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن احتجاجات الجمعة العظيمة في سوريا أكدت أن الرئيس بشار الأسد اقترب من نهايته المحتومة، واعتبرت أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل يتنازعهما الحنق على الأسد وفي نفس الوقت الخوف من تداعيات سقوطه. ونقلت وكالة أنباء “معا” الفلطينية عن مقال في “معاريف” أن الأسد بدا فاقدا للسيطرة وشبه ضائع في اليوم الذي شهد سقوط أكثر من مائة قتيل في أكثر الأيام عنفا منذ اندلاع الاحتجاجات. ورأى الكاتب أن هذا اليوم كان مفصليا لدى الطرفين، فالمتظاهرون طالبوا للمرة الأولى بسقوط النظام بعد أن كانت مطالبهم تقتصر على الإصلاح والحرية، والنظام من جانبه استخدم أعلى درجات العنف وحنث بوعده لوجهاء المدن فما كان من بعضهم إلا أن قدموا استقالاتهم على الهواء مباشرة احتجاجا على القتل الجماعي على يد قناصة النظام وقوات الأمن. وأضاف أن الأسد أخطأ بالطبع، حين قال ل“وول ستريت جورنال” إن “سوريا ليست تونس ولا حتى مصر“، بمعنى أن الاضطرابات لن تصل إليها، لكنه من زاوية أخرى كان محقا حيث أطلق يد الأمن لقمع الانتفاضة بشكل لم يحدث في تونس أو في مصر. مؤكدا أن “الأسد أخطأ حين ظن أن هذا لن يحصل له. أخطأ لعدم تقديره استعداد أبناء شعبه للمخاطرة ولكسر حاجز الخوف. أخطأ حين ضحك كالطفل في خطابه أمام البرلمان، منتعشا بهتافات التأييد المعدة سلفا من جانب أعضاء المجلس“. من جهة أخرى، انتقدت معاريف موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه التطورات في سوريا وقالت إنها تبدو ضائعة بين انتقاد الأسد والخوف الكبير من أن يؤدي انهيار حكمه إلى حمام دم بين العلويين والسنة أو إلى تدخل من إيران وحزب الله لإنقاذ النظام العلوي. وهو الموقف نفسه تقريبا بالنسبة لإسرائيل التي تتأرجح بين حنقها على الأسد بسبب تحالفه مع إيران وحزب الله ومساعدته لحركة حماس، ومن جهة أخرى استفادتها من كون الأسد حرص على مدى السنين أن تكون هضبة الجولان هادئة دون إطلاق رصاصة واحدة. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن موقف الإسرائيليين تجاه الرئيس السوري يتلخص في أنهم “يخشون أن يسقط، يخافون أن ينجو“. ومضت الصحيفة تقول إن الإسرائيليين ربما يشمتون في سقوط الدكتاتور الذي عقد حلفا مع أحمدي نجاد ومع حسن نصر الله، لكنهم في الوقت نفسه يتخوفون من سقوطه. موضحة أن “الوضع الاقتصادي الصعب وكراهية السلطة وأغلبية السنة بين السكان، كلها عوامل ستقود إلى استيلاء الإخوان المسلمين على الحكم، وهؤلاء غير مستعدين للاعتراف بإسرائيل بأي شكل ومعنيون بإزالتها من خريطة المنطقة“. كما تتخوف إسرائيل، بحسب يديعوت، من سيناريو آخر في حالة سقوط الأسد، هو استيلاء محافل إرهابية على الحكم، ممن وجدوا في عهد الأسد الأب والأسد الابن ملجأ آمنا ومريحا في سوريا. وفي كل الأحوال فإن يديعوت أحرونوت اعتبرت أن الأحداث الحالية في سوريا تشكل أولا وقبل كل شيء ضربة شديدة لإيران وحزب الله، كما أنها تشكل ضربة لمن راهنوا على الأسد ووقفوا إلى جانبه مثل بعض الأوروبيين وكذلك تركيا.