* الجلسة تأتي على خلفية تفريق مظاهرات بالقوة وجرح 85 شخصا واقتحام حرم جامعة بالسليمانية واعتقال 300 طالب كتبت- نور خالد ووكالات: تحولت جلسة استثنائية التي عقدها برلمان كردستان العراق مساء الثلاثاء واستضافت وزير داخلية الإقليم لمناقشة إصابة متظاهرين في السليمانية، إلى تلاسن وتراشق بين الحزبين الحاكمين من جهة والمعارضة من جهة أخرى. وعقدت الجلسة الطارئة بطلب من المعارضة لاستجواب وزير الداخلية كريم سنجاري حول الأحداث الأخيرة التي شهدها الإقليم وخصوصا التظاهرات في السليمانية التي جرح فيها 85 شخصا خلال الاحتجاجات يومي الإثنين والثلاثاء. وألقى وزير الداخلية كلمة أمام البرلمان قبل أن يطلب رئيس المجلس كركوكلي القيادي في التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني)، من النواب طرح أسئلتهم. وكان أحد المشاركين في المظاهرة قال في تصريحات للبديل إن طلاب الجامعات في السليمانية تظاهروا وأن قوات الأمن اقتحمت الجامعة واعتدت عليهم بعنف وأصيب عدد كبير منهم وتم اعتقال 300 من المشاركين في المظاهرات. وطلب أعضاء من حركة التغيير (25 نائبا) إيضاحات حول عدم اعتقال الضالعين بإطلاق النار على المتظاهرين في مدينة السليمانية وكذلك حول استخدام العنف ضدهم. وأجاب وزير الداخلية على الأسئلة لكن أعضاء التغيير لم يقتنعوا بالاجابات وطالبوه بإيضاحات أكثر. بينما لم يسمح لهم رئيس البرلمان بذلك. وقال “انتهت الأسئلة والوزير حر في الإجابة أو عدم الإجابة على جميع الأسئلة والآن سنطرح قضية سحب الثقة أو إعطائها مرة أخرى للوزير للتصويت“. لكن أعضاء حركة التغيير المعارضة رفضوا ذلك وأحدثوا فوضى داخل القاعة للتعبير عن دعم رضاهم لقرار رئيس البرلمان. ورشق عضو الحركة المعارضة بيشرو توفيق بصورة مفاجئة كركوكلي بقنينتين من المياه المعدنية ووقع على أثرها تلاسن ورشق متبادل بالقناني بين أعضاء التغيير والكتلة الكردستانية. وعقب انتهاء الأحداث أعلن كمال كركوكي رئيس برلمان كردستان العراق أنه سيحيل أحد أعضاء حركة التغيير إلى القضاء. وأضاف إن “هذه التصرفات ليست محل قبول ونحن في رئاسة البرلمان سنتخذ الإجراءات القانونية مع هذا العضو لأنه تم إفساح مجال واسع أمام أعضاء المعارضة وهذا لايعني فرض نفسهم علينا لأن هذا مخالف للنظم الديمقراطية“. إلا أن كويستان محمد عضو التغيير المعارضة قالت إن “هذه المرة الثالثة التي لا يحصلون على إجابات كافية من مسؤولين في حكومة الإقليم بشأن الأحداث التي وقعت في كردستان“. وأضافت “يأتي رئيس الحكومة ووزير البشمركة ووزير الداخلية ونطرح عليهم مجموعة من الأسئلة الجوهرية لكن لم نتلق أي إجابات واضحة على أسئلتنا وكلها أجوبة عامة ومطاطية“. وكان برلمان كردستان العراق استضاف خلال الفترة المنصرمة كلا من رئيس حكومة الإقليم برهم صالح ووزير البشمركة مصطفى شيخ جعفر في جلسات استثنائية وفي ختام الجلسات يجدد البرلمان الثقة لهم مثلما جدد الثقة لوزير الداخلية في جلسة الثلاثاء. وأضافت كويستان محمد إن “رئاسة البرلمان تقوم للمرة الثالثة بخرق النظام الداخلي للبرلمان بإعطاء الثقة مرة أخرى لرئيس الحكومة ووزيري البيشمركة والداخلية لأنه بحسب المادة 70 من النظام الداخلي هؤلاء الثلاثة هم معفيون من مناصبهم لأن أغلبية أعضاء البرلمان صوتوا لاستجوابهم من قبل البرلمان ولسحب الثقة منهم ولكن رئاسة البرلمان تمنحهم الثقة مرة أخرى وفي المرات الثلاثة أبغلنا رئاسة البرلمان عن اعتراضنا ولكن لايستمعون لنا“. وقال سنجاري خلال الجلسة أنه قتل وأصيب عشرات المدنيين وعناصر الشرطة منذ اندلاع التظاهرات في مدينة السليمانية وأطرافها في 17 فبراير المنصرم وحتى الآن. وأوضح “منذ شهر فبراير قتل سبعة مدنيين وشرطيين اثنين، وأصيب 285 من الشرطة مقابل 190 مدنيا“. ورأى سنجاري “عدم إعطاء الرخصة لإقامة التظاهرات أفضل من إراقة الدماء“. وحول عدم الترخيص للسماح بتنظيم التظاهرات في مدينة أربيل قال وزير الداخلية “وصلت لنا 3 طلبات لتنظيم التظاهرات في أربيل والطلب الأول جاء من قبل أربعين شخصا وأبلغتهم انه حسب قانون تنظيم التظاهرات يجب أن طلب الترخيض من محافظ أربيل. كما أشار إلى أنه جاءهم طلب ثاني من مائة شخص لإقامة وتنظيم تظاهرة في أربيل ورفض طلبهم من قبل المحافظ لأنه لم يوقع ثلاثة أشخاص عليها وانما شخص واحد فقط. والطلب الثالث كان من قبل عدد من منظمات المجتمع المدني في أربيل لإقامة وتنظيم تظاهرة مؤيدة للسلطة، مبينا أن طلبهم رفض لأن الوضع الأمني والعام لايسمح بتنظيم مثل هذه التظاهرات وكان مدير المستشفى الرئيسي في مدينة السليمانية ريكوت حمه رشيد أعلن أن “أكثر من 81 شخصا جرحوا، 9 منهم بالرصاص، وبينهم أفراد من القوات الأمنية“، خلال مظاهرات اليومين الماضيين طالبت بمحاربة الفساد واستقالة الحكومة الإقليمية في كردستان، والتحقيق في وفاة 3 متظاهرين قتلوا في الاحتجاجات التي جرت في شهر فبراير الماضي. ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين والأمن في شارع بيرامارد وسط السليمانية، التي تشهد مظاهرات شبه يومية منذ منتصف فبراير. وكان 3 أشخاص لقوا حتفهم، على يد قوات الأمن خلال مظاهرات احتجاجية حاشدة شهدها إقليم كردستان العراق. وقال شهود عيان إن “قوات البشمركة الكردية وقوات الأمن، فرضت حصارا على طرقات المدينة“.