شهدت مدينة السويس حالات تحرش متعددة في ظل غياب قوات الشرطة، في أول أيام عيد الفطر، حيث تجمهر العشرات من الشباب دون ال18 عاما أمام شارع "باراديس"، للمهاجمة أي فتاة تمر في منتصف الشارع، فقد تجمهر العشرات في مناطق متفرقة في الكورنيش، لمطاردة أي فتاة تسير في الشارع حتى وإن كانت في صحبة ذويها. كما شهدت المحافظة استخدام مكثف للدراجات النارية رخيصة الثمن والمؤجرة في التعرض للفتيات، وبالرغم من كل المخالفات ومئات حالات التحرش التي رصدتها المدينة في ساعات من ليل أول أيام العيد، إلا أن مباحث الآداب بالمحافظة ظلت بعيدة عن الأحداث حيث لم تتمكن من منع أي حالة تحرش أو القبض علي أحد المتحرشين، ولولا تدخل أهالي السويس الشرفاء لشهدت المحافظة رقما قياسيا في أكبر حالات هتك العرض في يوم واحد، ما دفع عدد كبير من نشطاء السويس السياسيين من توجيه النقد العنيف للواء خليل حرب، مدير الأمن ، الذي فشل في أول اختبار له منذ تعيينه، وهو فرض الاستقرار والأمان لمواطني السويس في العيد. "البديل" تجولت بشوارع المدينة لمعرفة آراء المواطنين حول هذه الظاهرة حي أوضح سمير رجب - مواطن- أن حالات التحرش حرمته من التمتع بالعيد، حيث دفعه الانفلات الأمني والأخلاقي لنسيان هدفه في التنزه في شوارع المحافظة وتحول هدفه للتصدي لحالات التحرش بعدما غابت الشرطة تماما، مؤكدا أنه ومجموعة من أصدقائه تمكنوا من التصدي لأكثر من 60 محاولة تحرش وهتك عرض في شوارع السويس في فترة لا تتجاوز الثلاث ساعات. وقالت جميلة غريب- طالبة- إنها محرومة من الاحتفال في العيد أو أي مناسبة أخري، حيث أن الوضع منذ عامين أصبح "كارثي" حسب وصفها، حيث أصبحت لا تأمن علي نفسها إن خرجت من بيتها في العيد مهما كان شكل ملابسها لأن متحرشي الأعياد "كالذئاب الجائعة لا يهمها إلا أن تنهش في لحم أي فتاة"، ولهذا قررت التزام منزلها في العيد مكتفية بسماع صرخات وقصص صديقاتها المرعبة، لما تعرضن له في شوارع محافظة السويس، والذي يصل أحيانا إلي تمزيق ملابس الضحية بشكل كامل، وتسألت "متى سيكون من حق الفتاة أن تخرج لتحتفل بالعيد وتعود لمنزلها معززة مكرمة دون أن تتعرض لما يخدش حيائها؟". من جانبه أكد أحمد حمدي- ناشط سياسي- أن ما تشهده السويس هذه الأيام هو رده لما كان قبل الثورة، فمدير الأمن الجديد جاء منذ 5 أيام وفي يده الانفلات الأمني، حيث افتعل أزمة بين الضباط بحركة تنقلات في 34 ضابط ما أثار ارتباك في صفوف الأمن قبل بدء عيد الفطر، كما أنه صب كل اهتمامه علي نادي ضباط الشرطة متجاهلا كافة قطاعات الأمن المتعلقة بالمواطن، وكذلك اهتم باسترضاء جماعة الإخوان لعدم افتعال أزمات في العيد حتى وصل به الأمر للجلوس مع 5 من مطلوب القبض عليهم لإرضاء أنصار المعزول. وأضاف حمدي أن كل هذا "كان يمكن تجاوزه مقابل أن تعود العلاقة بين الشرطة والمواطن مرة أخري ليخرج عيد الفطر في شكل مناسب، ولكن بعدما سيطر المتحرشون بالأمس علي كافة شوارع السويس، وأعلنوا أن لهم الكلمة العليا في المحافظة، أتضح فشل الأجهزة الأمنية بالمحافظة وخاصة مدير الأمن اللواء طلعت خليل، ما قد ينهي فترة شهر العسل بين الأهالي والشرطة إذ لم تقوم بواجبها الحقيقي وتلقي القبض علي المتحرشين وتعود بقوة لشوارع المحافظة لتفرض الأمن والأمان". فيما قالت سما السيد - مواطنة- "إن كانت الشرطة لا يمكنها القضاء علي ظاهرة التحرش؟ فمن حقها أذن أن تنزل مسلحة هي وباقي الفتيات حتي يتثني لهن الدفاع عن أنفسهن ضد هولاء الأطفال الذين تم إطلاقهم فى الشوارع لإنتهاك حقوق الإناث في السير بحرية في شوارع المحافظة". وهكذا تحولت ظاهرة التحرش من مجرد حالات فردية إلي عادة دائمة ومظهر من مظاهر الإحتفال بمناسبة دينية كعيد الفطر، وبعدما كانت السويس أقل المدن في حالات التحرش، أصبح المتحرشون يحتلون شوارعها بشكل تام في ظل غفوة عميقة من الشرطة.