ترددت فى الايام القليلة الماضية أنباء حول ترشيح السفير الأمريكية الحالية فى مصر "آن باترسون" لمنصب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشؤون الشرق الأوسط، وترشيح السفير "روبرت فورد" ليحل محلها فى المنصب الدبلوماسى. ويبدو أن الإدارة الأمريكية رشحت "فورد" لخبرته فى التعامل مع الإسلام السياسى – حيث خدم فى الجزائر والبحرين وسوريا. واستقبل المصريون هذه الأخبار بغضب ورفض شديد بسبب تورط "فورد" فى الوضع السورى الراهن بصفته ممثلا الولاياتالمتحدة فى دمشق منذ بداية الثورة حتى تحولت من ثورة إلى حرب أهلية على يد مسلحين متشددين من كل أنحاء العالم، ودعمه للمتمردين المسلحين هناك، وطالوا رئيس الجمهورية بعدم التصديق على اعتماده سفيرا داخل البلاد. ولد "روبرت ستيفن فورد" بمدينة دنفر بولاية كولورادو عام 1958، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة جونز هوبكنز فى مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند، ودرجة الماجيستير من كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة فى واشنطن، ويتحدث العربية والفرنسية والالمانية. وعمل "فورد" قبل انضمامه إلى الخدمة الخارجية كموظف اقتصادى عام 1985، كما خدم فى فيالق السلام فى المغرب، وشغل منصب نائب رئيس البعثة فى كل من تركيا، مصر، الجزائر، الكاميرون، والبحرين. وانتقل "فورد" من البحرين إلى العراق لفتح مكتب سلطة الائتلاف المؤقتة فى النجف، حيث خدم هناك من أغسطس إلى ديسمبر 2003، وعاد إلى العراق لرئاسة القسم السياسى فى السفارة الأمريكية الجديدة فى يونيو 2004. وعمل "فورد" بشكل وثيق مع السلطات العراقية فى وقت مبكر من انتخابات 2005، وتشكيل الحكومة الانتقالية، وتدخل فى كتابة الدستور الجديد، وفى استفتاء أكتوبر 2005 وأخيرا فى الانتخابات الوطنية فى ديسمبر 2005. يحمل "فورد" رتبة وزير مستشار، وعمل مؤخرا مع مكتب المفتش العام فى وزارة الخارجية، وشغل سابقا منصب سفير الولاياتالمتحدة فى الجزائر من 2006 حتى 2008، ومستشار سياسى فى السفارة الأمريكية فى بغداد من 2004 حتى 2006، ونائب رئيس البعثة فى نفس السفارة من 2008 حتى 2009، ونائب البعثة فى البحرين من 2001 حتى 2004، كما شغل موظف الشئون الاقتادية فى مصر وشمال إفريقيا، وعمل أخيرا سفيرا لأمريكا فى سوريا منذ 16 فبراير 2010. وكانت خطوة "أوباما" فى ترشيح "روبرت فورد" سفيرا للبلاد فى سوريا لفتة مهمة، حيث كانت أمريكا دون ممثل فى سوريا لمدة خمس سنوات، حيث قطع "بوش" العلاقات الدبلوماسية معها. وعلى الرغم من إلقاء الولاياتالمتحدة اللوم على سوريا فى اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى "رفيق الحريرى"، إلا أن "أوباما" قرر بعد توليه منصبه بدء العلاقات مع المسئولين فى دمشق.