قالت "ليليا تشيفتسوفا" المتخصصة في الشئون الروسية والباحثة في معهد كارينجي الدولي: إن تواجد المستشار السابق في وكالة الأمن الوطني الأمريكي "إدوارد سنودن" في موسكو أفضل ما حدث بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما. و طبقًا لصحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أمس أضافت الباحثة أن وجود سنودن في مطار شيرمتيافو الروسي لمدة ثلاثة أسابيع وطلبه للجوء السياسي المؤقت لدى السلطات الروسية يعتبر حلا جيدًا للمشكلة التي تؤرق أوباما، مشيرة إلى أنه منذ وصوله إلى موسكو والشعب الأمريكي كان يتحير في وصفه، هل هو شخص جعل شعبه يفيق من غفلته أم خائن، ولكن عزمه البقاء في روسيا بعد طلبه اللجوء جعل الأمريكان ينظرون إليه على أنه خائن. وبينت "تشيفتسوفا" أن المستجدات أنقذت أوباما من العزل؛ لأن إدارة أوباما راقبت الشعب الأمريكي وغيره دون أن تخبرهم، ف "سنودن" أصبح في نظرهم خائنًا، إذاً فكل المعلومات التي أظهرها لن تثير الأمريكان، مؤكدة أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" الذي لم يطرد سنودن أنقذ أوباما بابقائه على سنودن في بلاده. وأضافت المختصة أن سنودن لا يمثل مشكلة للرئيس الروسي بوتين، ولا أحد يستطيع إلقاء اللوم عليه بسبب هذا التصرف، مشيرة إلى أن بوتين بذلك سيرد الصفعة للغرب بأنه يحمي الحقوق الفردية، على عكس ما وجهوا اللوم إليه مسبقا على القاضي "ماجنتسكي" الذي توفي في السجن نتيجة التعذيب في 2009. وأوضحت الباحثة في الشئون الروسية، أنه أمام طلب سنودن اللجوء السياسي المؤقت لروسيا فإن بوتين نراه يردد دائما بأنه لا ينبغي أن يعارض العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة، كما أنه لن يطرده، مشيرة أن هذا الموقف سيجعل من بوتين الحصان الأبيض الذي سيمارس ابتزازه لأمريكا والغرب. وأشارت إلى أن أهم ما يقلق الغرب ليس سنودن بل ما في جعبته من معلومات، مؤكدة أن بقاء سنودن في روسيا سيبعد الاهتمام عما ارتكبه الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون، مشيرة إلى أنه طالما جاءت روسيا في المسألة، فإنه لم يعد ينظر إلى سنودن على أنه كشف مراقبة الحكومة لحياة المواطنين الخاصة، بل على أنه خائن. وتابعت: حالة سنودن تشبه ما حدث لرئيس موقع ويكليكس"جوليان أسانج"، الذي يراه الغربيون بنظرة شك بعد أن بدأ عمله متعاونًا مع التليفزيون الروسي.