تناول "رون بن يشاي" المحلل العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير له حول الوضع الأمني بالجبهة الشمالية في لبنان وسوريا عقب تصريحات الرئيس السوري "بشار الأسد" بفتح جبهة مقاومة في هضبة الجولان ضد إسرائيل، وأعرب الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" عن دعمه ومساندته لهذه الجبهة حتى يتم تحرير الجولان. وأشاد المحلل الصهيوني في مقاله بقدرة كل من "الأسد" و "نصر الله" في ما أسماه بضبط النفس والتعامل بحنكة حيال إدارة هذه المعركة التي قرروا بدءها ضد إسرائيل، معتبرا أن المؤشرات توحي بانتصار الرئيس السوري والأمين العام لحزب الله في هذه المعركة، حيث حولوا جبهة الجولان المحتلة إلي هشة وغير متماسكة. واستشهد "بن يشاي" في مقاله ببعض العمليات التي قام بها الجيش السوري وحزب الله اللبناني خلال الشهرين الماضيين، منها حادث إطلاق قذيفة مدفع رشاش نحو جيب عسكري إسرائيلي في شهر مايو الماضي، كذلك حزب الله أطلق في منتصف شهر مايو نفسه قذيفة علي منطقة "حرمون" الإسرائيلية. واستكمل المحلل الصهيوني مقاله قائلا: لقد نجح الثعلبان المحنكان في البعث برسائل تحذيرية لإسرائيل علي خلفية اعتقادتهما بتورط إسرائيل في الحرب الدائرة بسوريا بين الجيش والجماعات المسلحة دون أن يتورطا بشكل قوي، مضيفا أن الجيش السوري أوهم الجيش الإسرائيلي بأن هذه المقذوفات التي سقطت عليه مصدرها الجماعات المسلحة. وأشار "بن يشاي" إلي أنه بجانب استفادة "بشار الأسد" و "نصر الله" من إطلاق القذائف نحو إسرائيل باظهرها كانها رسائل تحذيرية، فإنه يوجد مكاسب أخرى من بينها القضاء علي مشروع إسرائيل بتحويل الجولان المحتلة لمزار سياحي، فضلا عن بث روح القلق بين المستوطنين المتواجدين بالقرب من الحدود السورية. وأوضح المحلل الصهيوني أن المخاوف الإسرائيلي من نقل أسلحة كيميائية لحزب الله، هي السببب في التدريبات الموسعة التي يجريها الجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية خاصة بمنطقة الجولان المحتلة، هذا بجانب زيارات رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ووزير الدفاع "موشيه يعالون" ورئيس الأركان "بيني جانتس" للجبهة الشمالية لتفقد الأوضاع. وأكد "بن يشاي" في تقريره علي أن الجماعات السورية المسلحة تحاول الاقتراب من منطقة الحدود مع الجولان المحتلة الخاضعة للجيش الإسرائيلي هربا من دبابات الجيش السوري، مشيرا إلي أن المتمردين في سوريا لا يمتلكون صواريخ مضاده للدبابات تغطي مدى دبابات "تي -55" التي يستخدمها الجيش السوري. واختتم المحلل الصهيوني مقاله محذرا القيادات الإسرائيلية من خطورة وحساسية الموقف في سوريا، مطالبا إياهم بضرورة أن تكون تنبأتهم جادة خاصة بعد فشل كل التقديرات العسكرية بسقوط نظام "الأسد" هذا بجانب ضرورة تحقيق التوازن في الردع مشبها أن هذه القيادات فيما يخص تعاملها مع الموقف السوري بأنها تسير علي حبل مشدود.