رحلت السلطات البريطانية اليوم، رجل الدين المتشدد أبو قتادة إلى الأردن لتسدل الستار على جهود حكومية استمرت ثماني سنوات بهدف إعادته إلى بلاده لمحاكمته، ووصل عمرمحمود عثمان المعروف ب "أبو قتادة الفلسطينى" إلى الأردن بعد أن رحلته السلطات البريطانية صباح اليوم، على متن طائرة، وفق ما ذكرته "فرانس برس". وبثت قنوات تليفزيونية في بريطانيا مشاهد ظهر فيها "أبوقتادة" البالغ من العمر 53 عامًا مرتديًا جلبابًا أبيض أثناء دخوله الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي في قاعدة نورثولت العسكرية غربي لندن، وأكدت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن : "ابو قتادة تم ترحيله اليوم إلى بلده الأردن لكي تتم محاكمته هناك بتهم إرهاب"، وستبقى زوجة أبو قتادة وأبناؤه الخمسة في بريطانيا. وأعلنت الحكومة الأردنية أنها حريصة على توخي المصداقية والشفافية في التعامل مع قضية أبو قتادة، وكان محمد المومني الناطق باسم الحكومة الأردنية أشار إلى أن جلب أبي قتادة يُمثل رسالة واضحة لكل الفارين من وجه العدالة الأردنية بأنهم سيخضعون للمحاكمة أمام القضاء. الأسم الأصلى لأبو قتادة هو "عمر محمود محمد عثمان" مولود في 1960 في بيت لحم بالضفة الغربية، وهو يحمل الجنسية الأردنية لأنه ولد في هذه البلدة عندما كانت الضفة تابعة للأردن. يشار إلى أن أبوقتادة مطلوب في الأردن لإعادة محاكمته في "قضايا إرهاب" عديدة، والتي صدرت فيها أحكام غيابية ضده، من قبل عدة بلدان حول العالم كما ضم اسمه ضمن القرار الدولي رقم 1267 الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي صدر في عام 1999م والذي يختص بالأفراد والمؤسسات التي ترتبط بحركة القاعدة أو حركة طالبان، ويعتبر مطلوبا من قبل حكومات الأردن، الجزائر، بلجيكا، فرنسا، الولاياتالمتحدة، إسبانيا، ألمانيا وإيطاليا. وتحاول بريطانيا منذ عام 2001 ترحيل "أبو قتادة"، لكن القضاء البريطاني كان يرفض تسليمه، بسبب مخاوف من تعرضه للتعذيب من أجل انتزاع اعترافات وأدلة منه. وكان أبو قتادة قد وصل إلى بريطانيا عام 1993 حيث حصل على اللجوء السياسي، إلا أنه بدأ بإلقاء خطب تتضمن رسائل متشددة، وحكم عام 1999 غيابيا في الأردن بتهمة الإرهاب، وصدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، ويواجه الآن محاكمة جديدة بنفس التهم، لكن محاميه يقولون إن بعض الأدلة قد تكون انتزعت من أشخاص تحت التعذيب، بحسب اسكاى نيوز. وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه سيكون أسعد رجل في العالم لو غادر ابو قتادة الأراضي البريطانية، من جانبه قال المحلل السياسي محمد ضمرة لقناة "روسيا اليوم" إن عودته للأردن قد يفيد بإعطاء معلومات دقيقة عن الشبكات التي كان يتعامل معها. وأضاف أن تسليمه في هذا الوقت أمر شديد الحساسية خاصة فيما يتعلق بالقوى الإسلامية داخل الأردن وما يجري في سوريا بالإضافة إلى الأحداث في مصر.