قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إنه طيلة أشهر عديدة شكا الليبراليون المصريون من تعامل إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" مع السلوكيات الاستبدادية للحكومة التي يهيمن عليها الإخوان المسلمين في مصر. يرفض الرئيس "محمد مرسي" الرضوخ لمطالب الشعب المصري بالرحيل، فإن الجمهوريين داخل الكونجرس يشنون انتقادات واسعة على إدارة الرئيس "أوباما" بشأن سياستها حيال مصر من عدة جهات. يرفض البعض ما يراه دعم الإدارة الأمريكية للحكومة الاستبدادية في مصر، وآخرون يرغبون في زيادة الدعم العسكري للجيش المصري، بينما يعتقد فريق ثالث، أن الإخوان المسلمين استطاعوا التسلل إلى البيت الأبيض. ويقول "إيد رويس"، رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب، "إن الاضطرابات المصرية تنبع من استيلاء مرسي على سلطات غير متوقعة، التي توافق عليها إدارة أوباما حتى الآن"، ويضيف "المساعدات الأمريكية فشلت في إجبار حكومة مرسي على القيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية اللازمة لتفادي هذه الأزمة". اتفق "مايكل ماكويل"، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، في إدانة سياسات الإدارة الأمريكية حيال حكومة الإخوان المسلمين في مصر، قائلاً: "للأسف، فإن إدارة أوباما تعتقد أنه بإمكانها استمالة الإخوان المسلمين ، وشدد على ضرورة أن تتعامل الولاياتالمتحدة بحزم تجاه قيمها وتوضح أهدافها في المنطقة". تمثل "آن باترسون"، السفيرة الأمريكية في القاهرة، هدفًا في الاحتجاجات التي تشهدها مصر، لما يعتبره المعارضون تدخلاً ودعمًا منها لحكومة "مرسي"، فإن الجمهوريين أيضًا يتخذون موقفًا مشابهًا لموقف المعارضة المصرية من السفيرة الأمريكية. ويشير "ماكويل" إلى أن تصريحات السفيرة "باترسون" انعكاس لتجاهل الرئيس "أوباما" الكامل للواقع السياسي، وفشل إدارته للاستفادة من اتصالاتنا مع الجيش المصري، ودعم الجهود لتوجيه مصر بعيدًا عن التطرف الإسلامي. تعرضت "باترسون" للانتقادات أيضا من النائب الجمهوري "سكوت بيرى"، الذي قال إنها تقدم الدعم لنظام بدلاً من دعم العمليات والمؤسسات الديمقراطية. لم تستجب وزارة الخارجية الأمريكية لطلب المجلة بالتعليق على الأمر، فإن "باتريك فينتريل، المتحدث باسم الوزارة، قال خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، إن الاحتجاجات ضد باترسون بغيضة وتستحق الشجب. وأوضح "فينتريل" أن السفيرة الأمريكية تنفذ السياسات الأمريكية، مؤكدًا: "نحن لا ننحاز لأي جانب، لأن السياسة الأمريكية تركز على هدف أوسع للمصالحة بين الأطراف المتنازعة". يطالب العديد من الجمهوريين داخل الكونجرس بتقليص المساعدات الخارجية لمصر، وتساءل السيناتور "راند بول" في بيان له، أمس الاثنين، مستنكرًا المساعدات الأمريكية للنظام المصري: "كيف يمكننا التأثير في الأجزاء المضطربة من العالم، بينما نحن ندعم أنظمة مسئولة عن الكثير من الاضطرابات؟". وأضاف "بينما أعلنت إدارة أوباما في مارس الماضي، بأنه لم يعد هناك ما يكفي من المال لمواصلة جولات البيت الأبيض خارجيًا، فإنه في الشهر ذاته التقى وزير الخارجية جون كيري مع مرسي وتعهد بضخ 250 مليون دولار في شكل مساعدات إضافية لمصر".