قال رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قايد السبسي " في حوار له مع صحيفة "لو بوا " الفرنسية إن الشعب التونسي أضحى غارقا في قلق شديد فيما يتعلق بمستقبل مطالب ثورة الياسمين تحت حكم حركة النهضة التونسية. وأوضح رئيس الحركة المنافسة لحركة النهضة أن الشعب التونسي ليس قلقا فقط على مستقبل الديمقراطية في بلادهم، بل أصبح قلقا تجاه الحريات الشخصية التي أضحت مهددة تحت حكم حركة إسلامية " متطرفة " لا تختلف كثير عن النظام الديكتاتوري لبن علي، بحسب ما ذكره. وتابع المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أنه على الرغم من هذا المناخ السيئ الناتج عن المحاولات المستمرة لحركة النهضة في تغيير مسار الثورة، إلا أن منظمات المجتمع المدني في تونس أثبتت شجاعة بالغة ومقاومة قوية من قبل القوى الرجعية سواء محلية أو خارجية. وتساءل السبسي، ولكن إلى متى ستظل هذه المنظمات تقف أمام هذا الشر الديكتاتوري؟، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك تسعى " نداء تونس " لدعوة باقي الأطراف السياسية لعقد تسوية ووفاق حول طريق واحد لحماية مصالح الدولة وضمان مستقبل مشترك يضم الجميع، مضيفا أن حركة نداء تونس تتقدم للجميع بإرادة صادقة من أجل تحقيق اليقظة التامة حتى لا تنجرف البلاد إلى الأسوء تحت حكم حركة " النهضة، موضحا" نعلم أنه صراع لن نجني ثماره في البداية، لكن ليس لدينا خيار آخر غير أن نكمل حتى النهاية ". وبين السبسي أن إنشاء " نداء تونس" جاء بالاتفاق مع باقي القوى الديمقراطية التي تعمل وفق إطار من التبادل السياسي، والذي أدى إلى إقامة " التحالف من أجل تونس " وهو تحالف يضم خمسة أحزاب ديمقراطية تقدمية، كما أن هناك أحزابا أخرى شكلت في الوقت الأخير تحالفات مثل " الوحدة الشعبية " الذي تضم أحزابا يسارية منهم حزب الوطنيين الديمقراطيين الذي كان ينتمي إليه المناضل شكري بلعيد. وأضاف السبسي أن هناك مبادرات سياسية تسعى لإنشاء تيار ديمقراطي شعبي يقوم على مبدأ حماية المتطلبات الحثيثة ووضع متطلبات ثورة الشباب والمنطقة في أولى الاهتمامات، مشيرا أن هذه المحاولة ستكون شعاع النور القوي الذي سيتوحد خلفه الشعب التونسي.