نشرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية اليوم تحليلا لخطاب الأمير القطري الجديد "تميم" موضحة أن جميع الأوساط السياسية الخليجية والعربية والإسلامية والدولية كانت تريد أن تستشفّ من هذا الخطاب ما إذا كان تنحّي "الأمير الوالد" كما سمّاه نجله، هو تدبير عائليّ بَحت، أم رسالة سياسية في اتّجاهات عدّة. وأضاف "الجمهورية" أن بمقدار ما كانت كلمات الامير تميم موضع اهتمام المراقبين، لكنه اتجه الصمت نحو الازمة السورية الذى له أكثر من تفسير فصحيح انه أوحى بأن بلادة ستبقى "كعبة المضيوم" كما قال والده يوما، ولكنه لم يكررالخطاب الذى ساد العاصمة القطرية فى الأشهر الماضية، متساءله فهل الصمت هنا له تفسير ساسيى؟ أم أنّه مجرّد تجاهل عابر فتأتي الأيّام لتكشف الموقف الحقيقي ممّا يجري في سوريا؟ . وأشار الصحيفة اللبنانية الي أن "تميم" أراد إبلاغ السعودية رسالة مفادُها أنّ تحرّكه في القضية الفلسطينية سيكون تحت السقف السعودي وفي إطار مبادرة الملك عبدالله بن عبد العزيز الشهيرة وهذه الرسالة للرياض بإعلان الانضواء تحت لواء القيادة السعودية، مضيفًا انها ظهرت في أكثر من مكان في خطابه، خصوصاً حين تحدّث عن التزام كامل بمجلس التعاون الخليجي وفي هذا الإطار يعتقد بعض المراقبين أنّ أحد أسباب هذا التداول العائلي القطري للسلطة مراده إلى رغبة الأسرة القطرية الحاكمة بفتح صفحة جديدة مع الرياض. وقالت الصحيفة أنه تلاحظ المراقبون أن الأمير تميم لم يشِر، ولو بكلمة، إلى جهود رئيس وزراء والده "حمد بن جاسم" الذي جاء معه إلى السلطة وتعاهد معه على أن يبقيا معاً أو يرحلا معاً فقرّر الأمير الوالد الخروج من السلطة وهو يمسك بيده من يسميه القطريون "ثعلب الدولة". وأوضافت أنه اللافت أيضاً أن الامير تميم تحدّث عن اهمّية التعاون العربي وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للأقطار العربية بما يؤكّد أنّ هناك من ضرب على يد حكومة قطر بعد تماديها عبر أموالها الوفيرة في التدخّل بالشؤون الداخلية لأقطار كثيرة، بما فيها مصر نفسها وهي الدولة العربية الأكبر. واختمت الصحيفة أنه وفي النهاية يبقى الحكم النهائي على الأمير الشاب في مدى التزامه ترجمة أقواله أفعالا خصوصاً في قدرته على إخراج بلاده من المستنقع السوري الذي بات مستنقعاً دمويّاً للسوريّين بكلّ فئاتهم واتجاهاتهم.