اهتمت الصحف البريطانية بتصريحات وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، حول تدخل الجيش لحماية البلاد من الانزلاق إلى العنف والفوضى. فقالت صحيفة "الإندبندنت" إن الجيش المصري قدم تحذيرا واضحا للتدخل لحماية البلاد، ونقلت الصحيفة عن السيسي قوله إن "الانقسامات الحالية في المجتمع المصري تهدد الأمن القومي والجيش يبقى صامتا في الوقت الذي تنحدر فيه البلاد إلى صراع سيكون من الصعب السيطرةعليه". وأشارت "الإندبندنت" إلى أنه على الرغم من أن التوقعات بخروج مظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو تطالب باستقالة مرسي، إلا أن لا أحد يبدو متأكدا حول ما يمكن أن يتكشف خلال الأيام المقبلة، واعتبرت الصحيفة أن قرار معظم شخصيات المعارضة الرئيسية بالاصطفاف وراء احتجاجات 30 يونيو تعد بمثابة مقامرة سياسية كبيرة. وعلى الجانب الآخر، تعهد العديد من حلفاء مرسي الإسلاميين بمحاربة أي محاولة لإزاحته بالقوة ويشعرون بالسخط تجاه ما يعتبرونه محاولة غير شرعية للقفز على نتائج انتخابات رئاسية ديمقراطية أسفرت عن فوز مرسي. أما "الجارديان" فقالت إن تصريحات السيسي هي أقوى تحذير من المؤسسة العسكرية منذ تخليها عن السلطة لحكومة مدنية العام الماضي، وأوضحت أن الغضب الشعبي تجاه حكم مرسي يتصاعد، مشيرة إلى توقيع أكثر من 15 مليون مواطن على عريضة تطالب بإسقاطه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وألمحت "الجارديان" إلى أن مرسي لا يزال يمكنه الاعتماد على دعم قوي من حلفائه من الفصائل الإسلامية الذين تجمع الآلاف منهم يوم الجمعة أمام مسجد رابعة العدوية بالقاهرة لدعمه وتعهدوا بمحاربة أي محاولة لإزاحته بالقوة. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الرئيس مرسي، الذي تراجعت شعبيته بشكل حاد نتيجة تدهور الاقتصاد ومحاولة جماعته لترسيخ قبضتها على السلطة، أصبح في الأسابيع الأخيرة أقرب إلى الإسلاميين المتشددين المتورطين في أعمال العنف خلال فترة التسعينيات. وأضافت الصحيفة البريطانية أن البعض في معسكر الإسلاميين يصورون المعارضة المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين "بالمنافقين والكفار"، مما يزيد مخاوف اشتعال العنف. وأشارت "فايننشال تايمز" إلى أنه على الرغم من أن منظمي حملة توقيعات "تمرد"يقولون إن احتجاجاتهم ستكون سلمية، لكن يخشى كثيرون من أن الانزلاق إلى العنف قد يكون أمرا لا مفر منه بالنظر إلى أن الأسلحة بالفعل متوفرة ومنتشرة بسهولة في مصر وكلا الجانبين يرون معركتهم معركة"وجودية".