قال المخرج د. ناجي فوزي: إن إصرار لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة على مواصلة نشاطها رغم الأحداث التي تموج بها الوزارة رفضا للدكتورعلاء عبد العزيز، إنما يعكس إصرارهم على إيصال رسالة بأن المجلس ليس جهازًا تنفيذيًّا، وإنما جهاز قائم على رعاية الثقافة في مصر، وبأنناما زلنا هنا في مواجهة السلطة السياسية القائمة على شأن الثقافة في مصرحاليا، والتي تستهدف تغيير وجه مصر الثقافي، واعتبر أول خطوة لذلك أنيجعلوا الناس ينسون ماهية هذا الوجه الثقافي. جاء ذلك في افتتاح الحلقة البحثية "السينما والثورة" مساء أمس الاثنين، والتي تنظمها لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة برئاسة د. محمد كامل القليوبي، ويشرف عليها د. ناجيفوزي، الذين أهديا الحلقة تكريما للمخرج الكبير هاشم النحاس، الذي أشرف عدة سنوات على تنظيم حلقات البحث حول السينما المصرية في المجلس، كما أطلق أول حلقة بحثية في هذا المجال عام 1986. وتتواصل جلسات حلقة البحث اليوم الثلاثاء وغدًا، وتناقش خلالها تسعة أبحاث حول تناول السينمات العالمية للثورات، ومنها السينما البريطانية، الأمريكية، الفرنسية، الروسية، وسينما أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، إضافة إلى علاقة السينما المصرية بالثورة، وخاصة ثورة 25 يناير، ودراسة حول حضور المرأة في تلك الأفلام لعدد من الباحثين والسينمائيين والنقاد. وقال الناقد عاطف فتحي في دراسته عن تناول السينما البريطانية للثورة أن القارة الأوروبية لا تتعدد فيها الثورات، وركز على الثورة الوحيدة في تاريخ بريطانيا، التي قام بها كورميل والتي أقامت جمهورية انهارت بعد خمس سنوات، كما تعرض لتناول السينما البريطانية للثورات ضد الاحتلال البريطاني، ومن أهم أفلامها "القلب الشجاع" لميل جيبسون الذي تدور أحداثه في اسكتلندا، لكنه يعكس الصراع مع الملكية الإنجليزية. أما د. حسن عطية فأشار في ورقته عن تناول سينما أمريكا اللاتينية للثورة إلى مجموعة محددات للبحث، أولها أنه لا يمكن النظر للماضي وما فيه من ثورات بمعزل عما نعيشه من واقع ثوري انطلاقا من واقعنا، وضرورة عدم تقبل ما تقدمه السينما باعتباره حقائق تاريخية، وإنما بكونها وجهة نظر عنها، وأضاف أن هناك علاقة جدلية بين السينما والثورة، حيث أدت تقنية السينما التي ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين إلى ثورة في المجتمع العالمي وحولته من منطق الكلمة إلى منطق الصورة التي يتزايد تأثيرها وحضورها بشكل مضطرد لتؤثر في كل الفنون ونواحي الحياة، خاصة بعد اختراع التليفزيون والتطور المتواصل في الأجهزة الحديثة. وركز بحثه على ثورتين كبيرتين من ثورات القارة التي تموج بالثورات والانقلابات هما الثورة المكسيكية في الربع الأول من القرن العشرين والثورة الكوبية التي اندلعت منتصف خمسينات القرن العشرين، وركز في الثورة الأولى على تناول السينما لشخصية قائدها "إيميليو زاباتا"، الذي ما زال له حضور عند الشعب المكسيكي وتحمل اسمه جماعات سياسية وتجمعات فلاحية، والذي تحول إلى شخصية درامية في السينما بإصراره على الاستمرار في النضال دفاعا عن حق الفلاحين في تملك أراضيهم حتى تم اغتياله 1919، وتناول المخرج إيليا كازان شخصيته في فيلمه الشهير "يحيا زاباتا" الذي قدمه في هوليود 1952. وأشار عطية إلى أن الثورة الكوبية قدمت هي الأخرى رمزين اهتمت بهما السينما، هما قائداها فيدل كاسترو، وأيقونة ثورات أمريكا اللاتينية أرنستو جيفارا، وهو الشخصية الأهم والأكثر رومانسية وثورية في تاريخ ثورات العالم، ومن أهم ما ميزه إيمانه بالثورة العالمية ودوره في تفجير الثورات حول العالم، وأشار عطية إلى فيلمين من أهم الأفلام التي تناولت شخصية جيفارا "رحلة على دراجة" للمخرج ولتر سالس إنتاج 2004، عن مذكراته عن رحلته في وسط أمريكا اللاتينية التي غيرت أفكاره ورؤيته للعالم وشكلت وعيه كثائر، كما أشار إلى فيلم "تشي" للمخرج الأمريكي ريتشارد فليشر، الذي لعب فيه عمر الشريف دور جيفارا، واعتبر تشويها للشخصية، مما دعا عمر الشريف للاعتذار لاحقا عن مشاركته به.