في خطوة تهدف إلى إمتصاص الغضب الشعبي, أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية اليوم عن منح ومكافآت بمليارات الدولارات للمواطنين السعوديين, وعزز قوات الأمن مُستخدما سياسة الترغيب والترهيب لتقويض الاضطرابات التي شهدتها المملكة مؤخراً. وفي كلمته، قال الملك السعودي متوجها الى القوات السعودية المسلحة “انتم اليد الضاربة لكل من تسول له نفسه المساس بامن الوطن واستقراره”. وتوجه في كلمته أيضا إلى المواطنين قائلا “انكم صفعتم الباطل بالحق. والخيانة بالولاء وصلابة ارادتكم المؤمنة”, وذلك في إشارة إلى عدم تجاوب السعوديين مع دعوات للتظاهر اطلقها ناشطون عبر موقع فيسبوك، مع اجل التغيير في السعودية. وخاطب الملك العلماء السعوديين لاسيما أعضاء هيئة كبار العلماء.وقال إنهم “وقفوا ديانة للرب عز وجل وجعلوا كلمة الله هي العليا في مواجهة صوت الفرقة ودعاة الفتنة” في إشارة إلى تحريم العلماء للتظاهر على انه عصيانا لطاعة ولي الأمر ولا يتناسب مع الشريعة الإسلامية. وأذاع التلفزيون الرسمي السعودي عقب كلمة وجهها الملك السعودي الى المواطنين اوامر ملكية تشمل سلسلة طويلة من التقديمات التي تاتي بعد اسابيع قليلة من تقديمات مشابهة قدرت ب 35 مليار دولار. كما قرر الملك انشاء 500 الف وحدة سكنية في كافة مناطق البلاد يخصص لها مبلغ 250 مليار ريال، وزيادة الحد الاعلى للقروض السكنية من صندوق التنمية العقاري من (300 الف ريال الى 500 الف ريال. ونصت الاوامر الجديدة ايضا على “صرف راتب شهرين لجميع موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين” و”صرف مكافاة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم الحكومي”. كما نصت على “اعتماد صرف مخصص مالي قدره الفي ريال شهريا للباحثين عن العمل في القطاعين العام والخاص” وتحديد حد ادنى لرواتب السعوديين في القطاع الحكومي ب3000 آلاف ريال. واعلن كذلك عن استحداث 60 الف وظيفة عسكرية جديدة لوزارة الداخلية. كما اصدر الملك قرارا بانشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على ان تكون مرتبطة مباشرة وتشرف على كافة القطاعات الحكومية. وفي المجال الصحي، تم اعتماد 16 مليار ريال لتنفيذ وتوسيع عدد من المدن الطبية، كما تم رفع الحد الاعلى لتمويل المستشفيات الخاصة من 50 الف ريال الى 200 الف ريال. كما اصدر العاهل السعودي قرارا بعدم التعرض لهيئة كبار العلماء “وعدم نقدهم ومن لديه اي اعتراض يقدم لوزير الاعلام على ان يوصله للملك”، مطالبا ب”اعادة دراسة نظام المطبوعات والنشر ولائحته لتتناسب العقوبة مع الفعل”. وتأتي هذه الاجراءات فيما شهدت وتشهد عدة دول عربية تحركات احتجاجية مطالبة بالتغيير على خلفية نسب مرتفعة من الفقر والبطالة. وأصيب عشرة متظاهرين سعوديين الجمعة خلال مواجهات مع قوات مكافحة الشغب أثناء تظاهرة مؤيدة لشيعة البحرين مطالبة بإطلاق سراح سجناء، بحسب ما أفاد شهود عيان. ووقعت المواجهات في مدينة عمران بمحافظة الاحساء في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط حيث تتركز غالبية الشيعة السعوديين الذين يقدر عددهم بمليونين ويمثلون اكثر من 10% من السكان.