بدت نهاية عملية خطف 7 جنود مصريين في شبه جزيرة سيناء وكأنها على طريقة ما يفعله الاحتلال الاسرائيلي في كل عدوان على قطاع غزة، حيث يحدد الاحتلال توقيت بدء العدوان كما يحدد توقيت انهائه دون تحمل أية ملاحقات أو مسئوليات عما جرى خلاله ليبقى الجميع في انتظار عدوان جديد، وهو الأمر نفسه الذي ينسحب على عملية الخطف التي من الواضح أنها لن تكون الأخيرة. فهذه العملية التي تعددت فيها التأويلات تثير العديد من التساؤلات. فطابع الحركة والاثارة الذي شهده المشهد الأول حينما كان الجنود يركبون سيارات أجرة في طريقهم من مدينة رفح إلى خارج شبه جزيرة سيناء لقضاء عطلة مع ذويهم واعتراض مسلحين طريقهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة يتناقض تماما مع رومانسية المشهد الأخير بعد نحو أسبوع والذي ترك فيه الخاطفون المخطوفين في الصحراء ليتم التقاطهم ونقلهم إلى مطار ألماظة العسكري ويجري تصويرهم في استقبال رسمي رعاه الرئيس محمد مرسي وفي إعلان لانتهاء الأزمة التي خرج منها الجميع سالمين سواء كانوا خاطفين أو مخطوفين. ان من حق المصريين في خضم الحفلات الكلامية التي صدحت فيها أناشيد الاشادة بحكمة التفكير ونجاعة التخطيط الذي أنهى الأزمة دون إراقة دم أن يعرفوا كيف انتهت هذه العملية ومن وراءها وأين تبخر الخاطفون وما الذي دفعهم إلى التخلي عن مطالبهم التي نقلها أحد الجنود المخطوفين في شريط فيديو مهين ظهر فيه الجنود وأعينهم معصوبة والسلاح فوق رؤوسهم. وتساؤل آخر مفاده ما مدى الاحتقان الذي شعر به كل مصري وخاصة رجال القوات المسلحة قيادة وأفراداً بعد رؤية هذا الفيديو وإلى أين سيقود هذا الاحتقان. كذلك ما هو الدور القادم للقوات المسلحة والقوى الأمنية الأخرى في تطهير سيناء من البؤر الارهابية وانتزاع سيناء من قائمة الملاذات الآمنة للإرهابيين خاصة وأن المشهد الرومانسي الأخير لانتهاء أزمة الخطف سبقه الاعلان عن دخول تعزيزات عسكرية إلى وسط سيناء. واذا كانت النقطة المضيئة التي قد تكون الوحيدة في انتهاء أزمة الخطف بهذا الشكل هي أن الجيش المصري لم يدخل في عملية يكون فيها هو رد الفعل أو قد تكون فخا لإنهاك الجيش الذي ظل محافظا على تماسكه وسط استهدافات متعددة، فإن هذا الجيش أضيفت إلى مسئولياته آمال قطاع كبير من المصريين وعلى رأسهم أهالي سيناء أنفسهم في قيام هذا الجيش بتطهير هذه القطعة الغالية من أرض مصر من الدخلاء عليها وذلك قبل البدء في تعميرها الذي تأخر كثيرا. ذلك هو الأساس الذي ينبني عليه أي مشروع لتعمير سيناء وتنميتها مع الوضع في الاعتبار أن أي حجر أساس يوضع لمشروع تنموي في سيناء لا بد وأن تكون لبنته الأولى من القاهرة والا فإن مثل عملية الخطف هذه لن تكون الأخيرة.