يرتبط الإرهاب بالفهم والتفكير والبيئة التى تناسب هذا النوع من الاجرام الذى يقض مضاجع الجميع . لا يستطيع مواطن أن يأمن على نفسه ولا ماله ولا عرضه ولا ولده ولا زوجه، إذا اتضح أن هناك نوعآ من الإرهاب أو حتى لو لم يتضح بل ظهرت آثاره. فرح المصريون بالإفراج عن الجنود السبعة الذين إختطفهم الإرهاب فى سيناء للمساومة على الإفراج عن بعض المتهمين فى السجون و المعتقلات أما الفهم الذى يؤدى الى الإرهاب فقد يتعلق بالوضع الدينى أو السياسى أو الاقتصادى أو غير ذلك من الأوضاع. الفهم و التفكير لبعض الجماعات فى سيناء، و كذا البيئة مما يساعد على الارهاب. هناك جماعات أو مجموعات فهمها للاسلام والسياسة المحلية والاقليمية وطريقة تفكيرها وفى الحلول المناسبة للتحديات والمشكلات التى تواجهها يكمن عند القوة والعنف الذى يصل أحيانآ الى مرحلة الإرهاب. هذه الجماعات أو المجموعات وجدت بيئة مناسبة لأعمالهم فى سيناء لأنها بيئة فى معظمها صحراوية وفيها تلال وجبال وأودية وتكاد تكون خالية من السكان. هى بيئة تشبه الى حد بعيد أجزاء كبيره من البيئة الأفغانية والصومالية واليمنية. يرى بعض الخبراء فى مكافحة الإرهاب أن هناك أكثر من عشرين مجموعة إرهابية مع مئات المواقع التى تعين على أعمال الإرهاب والتفكير الإرهابى. هؤلاء لا يعملون ويحتاجون إلى الطعام والشراب والسلاح ولذلك يمكن إستغلال هذا الوضع حتى من قبل أعداء الوطن أو من يقتنعون بهذا الفكر من داخل أو خارج الوطن أو من يسعون إلى تقويض الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية فى بلد ما مثل مصر. مع وجود هذا الفكر والعمل فى سيناء، وبدون تعميرها إما بسبب الإتفاقيات مع إسرائيل أو بسبب العجز، لا تكون هذه المنطقة بالكامل تحت سيطرة الدولة والوطن، و تكون مثل البركان أو الصاعقة التى لا يمكن التنبؤ بما يقع من أعمال إرهابية، و يصعب كثيرآ منع هذه الأعمال، و من ثم تنجح بعض عمليات المواجهة وتفشل عمليات أخرى. إلى اليوم لم يجد المواطن المصرى أى تفسير أو نتيجة بشأن الجنود الذين قتلوا فى رمضان الماضى رغم كثرة التصريحات التى تطمئن المواطن، و لم نصل أيضآ الى حقيقة إختطاف بعض الضباط والجنود منذ بداية الثورة، هذا الوضع ليس مختصآ بالأوضاع بعد الثورة أو بعد حكم الأخوان فقط ، بل هو وضع قديم يحتاج إلى علاج. شاهدنا تفجيرات فى شرم الشيخ وطابا ودهب وغيرها من البلاد فى سيناء. السؤال المهم اليوم هو ماذا بعد تحرير الجنود المختطفين أو المفرج عنهم؟ ويرتبط بهذا الأمر الذى إهتم به الشعب كله، أن تكون هناك شفافية تصل إلى الشعب كله أيضآ حتى تنتفى الشكوك والإتهامات الباطلة ولا يبقى إلا الحقيقة الكاملة. و يحتاج هذا الأمر – أى الشفافية – إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الملحة التى تصاحب عملية خطف أو الإفراج أو تحرير هؤلاء الجنود السبعة. متى تم وأين تم إختطافهم ولماذا؟ من الذين إختطفوا هؤلاء الجنود ومن أين هم؟ هل كانت هناك مفاوضات مع الخاطفين أو وكلاء عنهم أم لم يكن هناك مفاوضات؟ عندما تحدث الرئيس مرسى فى بداية الأمر فهم البعض من كلامه أنه حريص على سلامة الخاطفين والمخطوفين، فما هو المعنى من وراء ذلك، وهل الحرص على سلامة الخاطفين لاستجوابهم والتحاور معهم حتى يتوبوا أو حتى نعرف منهم حقائق تتعلق بهذا الإرهاب، وتعين فى مواجهته فى المستقبل؟ أم أن هناك أسباب أخرى إستوجبت ذلك؟ الأمن و الشفافية يتطلبان الوضوح و الحزم فى معالجه قضايا الإرهاب حتى يأمن الجميع و إلا فإن الوطن يسير حتمآ فى طريق الفشل و تسير سيناء إلى مستقبل لا يرضاه أى مصرى. والله الموفق