أفاد تقرير صادر عن وزارة شئون الأسرى والمحررين بفلسطين بمناسبة الذكرى ال 65 لنكبة فلسطين أن عدد الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين اعتقلوا خلال النكبة الفلسطينية وتشريد السكان الفلسطينيين من قراهم ومدنهم على يد العصابات الصهيونية يقارب ال 9000 أسير معتقل احتجزوا في خمسة معسكرات إسرائيلية، من بينها معسكرات ورثها الاحتلال عن الانتداب البريطاني، مثل صرفند وعتليت، بينما أقام الاحتلال معسكرات اعتقال مؤقتة في القرى العربية التي طرد السكان منها. وقال التقرير إن الميلشيات الإرهابية التي قادت معارك إسرائيل عام 1948 ضد الفلسطينيين لم تكن تفكر في بناء سجون ومعسكرات اعتقال، وكانت متحللة من أي التزام رسمي وقانوني تجاه حقوق الأسرى وحقوق المعتقلين المدنيين، حتى إن الحكومة البريطانية اعتبرتها منظمات إرهابية خارجة عن القانون. وأشار التقرير إلى أن معظم الأسرى الذين احتجزتهم الميلشيات الصهيونية هم من السكان المدنيين والذين اقتلعوا وشرودا من قراهم أو ألقي القبض عليهم أثناء محاولتهم العودة إلى منازلهم. وكشف التقرير أنه خلال الحرب لم يكن الاعتقال والاحتجاز من الإسرائيليين له الأولوية، بل كانت عملية التخلص من الأسرى وإعدامهم هي السياسة القائمة بشكل رئيسي، وهذا ما كشفت عنه وثائق عديدة عن إعدامات جماعية للسكان المدنيين بعد إلقاء القبض عليهم. ويبدو أن العدد الكبير من السكان المشردين والهائمين والهاربين من المجازر والذين ألقي القبض عليهم دفع القادة الإسرائيليين إلى بناء معسكرات اعتقال واحتجاز، قائمة على أساس أن إطلاق سراح أي أسير أو التخلص منه يحتاج إلى تصديق من ضباط الاستخبارات؛ ولذا استخدمت المعسكرات المؤقتة لفرز المعتقلين، وجرت عمليات إعدام سريعة نفذت بدون محاكمات، إضافة إلى عملية طرد جماعية. وحسب الروايات فإن الأسرى المعتقلين استغلوا في أعمال سخرة من القيادة العسكرية الإسرائيلية، وعمل الأسرى في هذه المعسكرات لصالح الجيش الإسرائيلي واقتصاده، وكان العمل في هذه المعسكرات إجباريًّا لا سيما في بعض الصناعات التي يعود إنتاجها للجيش الإسرائيلي. وعبر الأدب الصهيوني في تلك الفترة عن النزعة العسكرية والانتقامية في التعامل مع الأسرى، فقد ورد في كتاب (يوسي غليت) بعنوان "الصديق من أبو حمام" وهو جزء من أدب الأطفال في إسرائيل ما يلي "في هذه المرة لن يعفى الأسرى.. اقتلوهم جميعًا.. في ذلك اليوم لم يهتم بالقبض على أسرى، فكل من حاول الهروب، وكل من شوهد يطلق النار، أو يحمل السلاح، أطلقت عليه النار وقتل". ويمثل الشاعر والكاتب "حاييم غوري" جيل حرب 1948، وقد وصف فيروس النزعة الوحشية العسكرية لسلوك الجيش خلال الحرب، حيث أشار في كتبه إلى أعمال السرقة والنهب وقتل أسرى الحرب، حتى وصل الأمر إلى سرقة ما يملكه الأسير بعد إعدامه.