اهتمت صحيفة "جارديان" البريطانية بتصريحات الرئيس السابق "حسني مبارك" لجريدة الوطن، خاصة أن تصريحاته الأولى منذ تنحيه في فبراير 2011، والتي نفى صحتها محاميه فريد الديب. وأوضحت أن صحيفة الوطن لها سمعة متقلبة، ورئيس تحريرها يخضع للتحقيقات بتهمة نشر أخبار كاذبة بشأن خلية إرهابية وتكدير السلم العام ولكن أحد كبار المحررين بالصحيفة صرح للجارديان بأنهم يدعمون القصة، بينما قال محرر الصحيفة صاحب قصة مبارك "محمد الشيخ": إنه استطاع التحدث مع "مبارك" بعد أن تجول من قاعة المحكمة إلى غرفة مجاورة كان ينتظر فيها مبارك قبل نقله بالطائرة مرة أخرى لإعادته إلى السجن، ولكنه لم يسجل المقابلة حتى يبعد الشكوك عنه. وتعتقد الصحيفة أنه حال صحة تصريحات "مبارك" فإنها ستشكل ضربة قوية للرئيس "محمد مرسي"، الذي دوما ما تطوله الانتقادات من قِبَل المعارضة، لافتة إلى استبعاد وزير الدفاع اللواء عبد الفتاح السيسي انقلاب الجيش ضده، لينهي أسابيع من التكهنات حول نوايا الجيش بالانقلاب. ويقول "ياسر الشيمي" المحلل المتخصص في شئون مصر في مجموعة الأزمات الدولية: إن خطاب السيسي محاولة واضحة لوضع حد لفكرة عودة الجيش الى السياسة، وبالتالي السماح للمعارضة الوصول إلى السلطة، وهذا المفهوم تم استنفاذه تمامًا وهذا يعنى أن المعارضة بحاجة إلى الانخراط في العملية السياسية والتركيز على الانتخابات والحملات، وأنه لا ينبغي أن تسعى على طرق مختصرة. وفيما يتعلق بمبارك أشار "الشيمي" إلى أن الرئيس السابق ليس له صلة بهذه المرحلة وليس له قاعدة شعبية، ولكن الكثير من صفوف المعارضة يعلقون آمالهم على أن الجيش قد يطيح بمرسي وإعادة تشكيل عملية انتقال السلطة بأكملها، إلَّا أن المؤسسة العسكرية قالت بوضوح إنها خارج اللعبة السياسية برمتها. ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن مصر لديها الآن مشكلات أكثر إلحاحًا من "مبارك" كالأزمة الاقتصادية التي لها تأثير بالغ على المصريين وخاصة الفقراء، و"مرسي" الزعيم الاستبدادي الجديد، وإلقاء القبض على النشطاء السياسيين البارزين، والذين كان لهم دور رئيس في ثورة 2011، ما يظهر أن معاملة الدولة مع المتظاهرين لم تتغير إلَّا قليلا.