انتشرت الخيام و"العشش" فى محافظة السويس عقب الثورة وتتزايد بشكل ملحوظ، ويقطنها مواطنون مشردون، لا منازل لهم، فيلجأون إلى الشارع لتشييد "عشة " أو خيمة تأويهم حتى بات مظهر هذه الخيام مألوفا فى الشارع السويسى ويوجد الكثير منها فى محيط مبنى ديوان عام المحافظة أو الأحياء والميادين العامة. وأحد هذه الخيام تقع فى ميدان "العوايد" أول طريق السويس – الإسماعيلية والتى تأوى 6 أسر كاملة يتسولون من أفراد الجيش الأكل والغطاء، ويقومون ببيع العيش للمارة لتلبية باقى احتياجاتهم. ويقول وائل على محمد السيد أحد قاطنى هذه الخيام، أثناء تناولهم وجبة العشاء جميعا: " زى ما أنتو شايفين بناكل هياكل وبواقى فراخ جابهالنا المقاول وكل يومين بيدينا 100 جنيه علشان نعرف ناكل وكمان عساكر الجيش لولا إننا بنشحت منهم الأكل والبطاطين كنا متنا من الجوع والبرد". ويضيف وائل "نحن 6 أسر نتنقل من خيمة إلى أخرى ومن "عيشة" إلى أخرى منذ 4 سنوات ولجأنا إلى كافة المسئولين دون جدوى، فيتغير المحافظ ورئيس الحى وتبقى السياسة التى يتبعونها كما هى، حتى انتهى بهم الحال فى هذه الخيمة منذ 6 أشهر وكل أسرة تأوى أطفالا منهم المرضى والمعاقين. ويكمل مجدى محمد صلاح رب الأسرة الثانية "أنا لسة خارج من السجن ومكنش فى حد يعول أبنائى فوجدتهم فى الشارع مع هذه الأسر فى هذه الخيمة... لعدم مقدرتهم على دفع الإيجار فتم طردهم. وتابع نحن نعمل مع المقاول بالنهار وفى الليل نبيع العيش لكسب قوتنا ولكنه لا يكفى حتى علاج الأطفال، حيث إن أحد أبنائى يعانى من مرض بالقلب وباقى الأطفال يعانون من أمراض مختلفة ولهذا نلجأ إلى التسول من المقاول وأفرد الجيش الأكل والغطاء. ويقاطعه عفت حسن رب الأسرة الثالثة " كلنا نفسنا فى أوضة تلمنا من الشارع مش عاوزين أكتر من كدة بدل رميتنا فى الشارع فكلنا من أبناء السويس أبا عن جد ولا نستحق هذه الإهانة". ويكمل وائل السيد إنهم توجهوا إلى كافة المسئولين وفى كل مرة يقومون بتشكيل لجنة لبحث حالة الأسر ولكن تنتهى بانتظار سكن فارغ ولا يأتى ... وتنهى الأسر حديثها بأنها من أوائل من شارك بالثورة فى السويس لصعوبة حالهم ومعيشتهم وللمطالبة " ب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية " ولكن تبدد حلمهم ليسوء حالهم يوما بعد الآخر. أخبار مصر- البديل