التعليم العالي: 62 ألفا من طلاب الثانوية العامة سجلوا لأداء اختبارات القدرات    مستقبل وطن: بيان الداخلية يُجسد يقظة مؤسسات الدولة وصلابة منظومتها الأمنية في مواجهة الإرهاب    شيحة: لدينا هيئة وطنية مستقلة تشرف على الانتخابات وتحقق نوعا من التوازن    عيار 21 الآن يزيد على 4600.. سعر الذهب اليوم الأحد 20 يوليو 2025 بالصاغة المصرية    رئيس الوزراء يتابع جهود تعزيز أوجه التعاون الاقتصادي المصري الأمريكي    محافظ سوهاج: توريد أكثر من 183 ألف طن قمح حتى الآن    الرقابة المالية: تسريع التحول الرقمي في قطاع التأمين بدأ بإتاحة إصدار بعض الوثائق إلكترونيًا    مجلس الوزراء: "حياة كريمة" تُغير وجه القرى.. شرايين التنمية تنبض فى الشرقية    "صحة غزة": المجاعة فى القطاع وصلت إلى مستويات كارثية وسط صمت دولي    الرئيس السيسي يستقبل قائد القيادة المركزية الأمريكية    ترامب وإبستين.. صداقة استمرت 15 عاماً انتهت بخلاف على عقار فخم    النائب أيمن محسب: تحركات مصر لتثبيت وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تعكس حرصها على استقرار المنطقة    جنبلاط: أي دعوة لحماية دولية أو إسرائيلية تشّكل مسّاً بسيادة سوريا    تتقدم على كل المحاور.. القوات الروسية تسيطر على بلدة جديدة    «قال لهم اصبروا شوية».. تطورات تجديد عقد ديانج مع الأهلي (تفاصيل)    كولو مواني يشعل الصراع بين أندية الدوري الإنجليزي    بايرن ميونخ يقترب من حسم صفقة لويس دياز مقابل 75 مليون يورو    الزمالك ينتظر حسم مصطفى شلبي موقفه من الرحيل ويؤجل صفقة أحمد ربيع    أحمد فتوح يجهز دليل براءته قبل جلسة التحقيق معه فى الزمالك    محمد حمدي: الوكلاء سبب مفاوضات الأهلي.. ولم أتوقع ما فعله زيزو    بالفيديو.. «الداخلية» تكشف تفاصيل إحباط مخطط إرهابي لحركة «حسم»    ضبط 4 مراكز طبية علاجية بدون ترخيص ومنتحلي صفة طبيب بشري بالفيوم    انقلاب سيارة نقل ثقيل بمحور الشهيد باسم فكرى بقنا ومحاولة لرفعها وفتح الطريق    توفى بعدها بدقائق.. تشييع جثامين أم ونجلها من كنيسة الأزهرى ببنى سويف.. صور    مصرع سيدة سقطت من الطابق الثامن في الإسكندرية.. ونجليها: ألقت بنفسها    بطولة تامر حسني.. فيلم ريستارت يحقق إيرادات 91.7 مليون جنيه (تفاصيل)    12 ليلة عرض بالمجان ل البيت الفني للمسرح ب «المهرجان القومي» (صور)    أحد أعلام فنّ تلاوة القرآن الكريم.. ذكرى وفاة الشيخ محمود على البنا    ندوة لمناقشة كتاب "ثورة عبد الناصر" ووثائق ثورة يوليو للمؤرخ جمال شقرة.. الأربعاء 23 يوليو    ألبوم آمال ماهر "حاجة غير" يتصدر التريند قبل ساعات من طرحه    انتشار الفرق الطبية خلال الأسبوع الأول من حملة 100 يوم صحة بالإسكندرية    في الصباح أم المساء.. ما هو أفضل وقت لتناول بذور الشيا؟    إيهاب هيكل يعلق على أزمة تحذير طلاب الثانوية من "كليات الأسنان"    الشيخ أحمد خليل: البركة في السعي لا في التواكل    أمين الفتوى: الرضاعة تجعل الشخص أخًا لأبناء المرضعة وليس خالًا لهم    رحلة الرزق انتهت.. حوض المرح ابتلع الشقيقات سندس وساندي ونورسين بالبحيرة    أول ظهور لإمام عاشور بعد أزمته الأخيرة مع فتوح (صورة)    غلق 143 محلًا لمخالفة قرار ترشيد استهلاك الكهرباء    ريال مدريد يصدم فينيسيوس.. تجميد المفاوضات    قرار وزاري برد الجنسية المصرية ل21 مواطنًا    ارتفاع مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة تعاملات اليوم 20 يوليو    كامل الوزير يتفقد 3 مصانع متخصصة في الصناعات الغذائية والمعدنية ومواد البناء بالعبور    الصحة: اعتماد 7 منشآت رعاية أولية من «GAHAR»    أسباب ارتفاع أسعار الأدوية في الصيدليات.. «الغرف التجارية» توضح    إلغاء أكثر من 200 رحلة طيران بسبب الطقس في هونج كونج    محافظ أسيوط يفتتح معرض الوسائل التعليمية لرياض الأطفال بالمنطقة الأزهرية (صور)    ضم تخصصات جديدة، كل ما تريد معرفته عن تعديل قانون أعضاء المهن الطبية    محافظ أسيوط يفتتح المعرض السنوي السابع لوسائل رياض الأطفال بالأزهر- صور    حكم استخدام شبكات الواى فاى بدون علم أصحابها.. دار الإفتاء تجيب    «بين الخصوصية والسلام الداخلي»: 3 أبراج تهرب من العالم الرقمي (هل برجك من بينهم؟)    بعد غياب عامين.. التراث الفلسطيني يعود إلى معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب    نتيجة الثانوية العامة 2025 بالاسم ورقم الجلوس.. رابط الاستعلام عبر موقع الوزارة (فور اعتمادها)    دعوى قضائية ضد حكومة بريطانيا لقرارها عدم إجلاء أطفال مرضى من غزة    حكم قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية؟.. أمين الفتوى يجيب    وزير الإسكان يتابع تطوير منظومة الصرف الصناعي بالعاشر من رمضان    وزارة العمل تُعلن عن وظائف خالية برواتب مجزية    دعاء الفجر | اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك    حنان ماضي تُعيد الزمن الجميل.. ليلة موسيقية بنكهة التسعينيات في «المكشوف»| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد البلشي : شباب الثورة .. وشباب الكاميرا
نشر في البديل يوم 12 - 03 - 2011

لفترة طويلة أحاول النفاذ من سم خياط الكتابة.. تتقاذفني أمواج الأفكار ثم لا أجد إلا عملا يسحبني إليها منها .. الكتابة تريد ذهنا صافيا إعدادا دقيقا .. أؤمن أن الكتابة على طريقة الانطباعات هي محاولة للتنفيث .. فهل اكتب انطباعاتي وانفث لمجرد الكتابة .
أود الكتابة عن شباب الإسكندرية شباب الثورة الحقيقيين الذين قرروا إدارة مجتمعهم واستكمال شروط ثورتهم .. وتشدني الكتابة عن بعض شباب الكاميرا في القاهرة الذين انشغلوا بالكاميرات ورفضوا حتى إعلان إدانة لما جرى في التحرير من تعذيب لمواطنين وإحالتهم لمحاكمات عسكرية لمجرد أنهم اختلفوا معهم ومعي في طريقة الاختيار .. أو حتى كما حاول البعض الترويج أنهم بلطجية على طريقة حكومة مبارك وقت تعذيب خالد سعيد انه كان بلطجيا ومسجل خطر .. سأسلم معكم أنهم مسجلون وولاد 60 في 70 فهل خرجت ثورتكم لتبيحهم وتعذبهم وتصمت علي انتهاك حقوقهم ومحاكمتهم عسكريا .
الفرق بين شباب الثورة في الإسكندرية أنهم أرادوا مجتمعا مختلفا ليس فيه خالد سعيد آخر.. وقرروا أن يصنعوه بأيديهم وعرفوا أن بداية التحديات أن تنهي أشكال الظلم في المجتمع السابق وتحاكم من صنعوه .. شباب الإسكندرية قرروا صنع المجتمع الذي تمنوه مهما كانت التضحيات أمنوا بالآخر المختلف وكرهوا التعذيب لكنهم أمنوا بالعدالة أكثر من كرههم لزبانيته فطلبوا تحويلهم للمحاكمة .. أما شباب الكاميرا في القاهرة فقد بدأوا مسيرتهم بالصمت على سلوكيات ربما تكون فردية وربما نرفض دوافع من تعرضوا لها أو نختلف مع أفكارهم لكنها تؤسس لنفس المجتمع القديم بملامحه البغيضة .
لم يجرؤ أحد منهم حتى الآن على الخروج للمطالبة بمحاسبة من عذبوا وانتهكوا آدمية مواطنين مثلهم .. ليومين كاملين أحاول الاتصال بمن نصبوا أنفسهم متحدثين باسم الثورة لتصفعني إجابات من نوعية أنهم أجلوا إعلان موقفهم الآن ومنشغلين بقضية أطفيح ..ونسوا أن تأجيل إعلان الموقف هو مساهمة ومشاركة فيما حدث بل وربما تشجيع عليه . أذكر أن احدهم وهو صديق لي تعرض لتعذيب وحشي في 2003 وكان يصرخ “كله ضرب.. ضرب مفيش شتيمة ” فماذا لو اجلنا إعلان موقفنا منه ؟
هل خرجت الثورة التي تدافعون عنها لتبيح تعذيب الآخرين حتى لو كانوا بلطجية أم خرجت لتؤسس لمحاكمات عادلة على أساس اتهامات حقيقية .. وليس مجرد تفتيش في النوايا .. هل خرجت لتؤسس مجتمعا قائما على شرعية الحرية والقانون أم على شرعية المواءمات السياسية التي لن تفضي إلا لإعادة إنتاج ما فات .. حتى لو كان المبرر هو الخوف من الثورة المضادة التي اصدق إن هناك من يسعون إليها لكني أرى أنهم ليسوا شباب التحرير حتى لو اندس بينهم مندسون .. وان الطريقة التي يجب أن نبني عليها مجتمعنا الجديد ليست التعذيب والمحاكمات العسكرية وتخوين وإدانة الآخرين بدون محاكمات عادلة .
الفارق بين شباب الثورة في الإسكندرية أنهم أرادوا صناعة مجتمع جديد قائم على العدل والحرية .. وأنهم حتى قبل الثورة كانوا موجودين تجمعوا على قضية وهدف ونسوا اختلافاتهم فقرروا أن يكملوه حتى النهاية .. نزلوا إلى الشارع لإدارة بلدهم وعرفوا أن للثورة ضريبة يجب أن تدفع فلم تزعجهم بعض الانفلاتات هنا وهناك .. هم أصروا على إكمال الهدف ووضعوا له شروطا رغم اختلافاتهم لأنهم ككيان موجودون من الأساس وقبل أن تخرج ثورتهم .. أما شباب الكاميرا فقرروا تنصيب أنفسهم بعدها ، وجهوا الدعوات لتشكيل فرق تدافع عن الثورة قبل نجاحها بأسبوع .. هم كأفراد شاركوا في صنعها مثلما شاركنا جميعا لكنهم كتجمعات فرزوا أنفسهم بناء على مصالح بعدها , وعلى قواعد فرز سياسية ومصلحيه فلم يحتملوا رأي الآخرين ولم يتحملوا رأي الأقلية فقرر بعضهم التواطؤ بالصمت على ما جرى .. وقرر آخرون – طبقا لما وصلني من معلومات – المشاركة في سحق المخالفين لهم بالإبلاغ عنهم واتهامهم في سمعتهم .. لا أحد يدعو لإشعال معركة الآن لكن الصمت على تجاوزات بحجم ما تم ضد مواطنين هو بداية الطريق لعودة ما خرجنا لرفضه .. أيها الثوريون من وراء حجب المصلحة ربما تكون مصلحتكم الحقيقية أن تعلنوا رفضكم فربما حين يحين وقت تقسيم المصالح والغنائم يخرج من هو أقوى منكم وربما تجدون أنفسكم في موقف من رفضتم الوقوف جانبهم ولا تجدون من يقف جانبكم .
أعشق إسكندرية .. وإسكندرية تعشق رائحة الثورة وتصنعها تتعالى على مصالح أفرادها .. إسكندرية فرضت شروطها وتواصل إكمال ثورتها , ولذلك لم يكن غريبا أن تكون بداية النهاية لجهاز أمن الدولة من إسكندرية لم يكن غريبا أن تكون إسكندرية في المقدمة دائما ومنذ 28 يناير .. أن تضع شروطها لاستكمال ثورتها ونجاحها.. فبينما كان بعض شباب الكاميرا في القاهرة يتواطؤن بالصمت على تعذيب أخوة لهم ثبت فيما بعد بفيديوهات التي نشروها أنهم لم يكونوا بلطجية – كما زعموا ونشر بعضهم على بروفيلاتهم على فيس بوك – .. كان شباب الثورة في الإسكندرية يفرضون شروطهم لعودة الشرطة بالقبض على قتلة الشهداء وتقديمهم لمحاكمات عاجلة وتقديم قوائم كاملة بالمعذبين والفاسدين من ضباط الشرطة للقبض عليهم ثم تقديم اعتذار من مدير الأمن الجديد على جرائم الشرطة في الإسكندرية , مع تقديم المدير القديم الذي حاولت الداخلية حمايته للمحاكمة وهو ما تم بالفعل بعدها مباشرة لتبدأ سلسلة من المحاكمات وأعلنوا أن بعد تنفيذ هذه الشروط سيكون شباب الثورة على استعداد لرعاية نزول الشرطة للشارع , تدعمهم وتدعمها هيبة القانون وليس هيبة لأحد على أحد ..
عرف شباب الثورة في الإسكندرية أنهم ربما يحتاجون لدفع بعض الثمن ولم يستعجلوا المصالح – وهي مشروعة – فالمصلحة الأهم بناء مجتمع مختلف .. المصلحة الأهم بناء مجتمع جديد .. بلا واسطة ومحسوبية وبلا تعذيب أو توطؤ على جرائم ترتكب في حق المخالفين في الرأي لمجرد أنهم أقلية ولمجرد أنهم يرون مصلحة البلد بشكل غير الذي يرونه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.