نشأت الديهي للمحافظين: كنتم فين والتعديات على النيل تحدث.. يجب إزالتها سواء عشة أو قصر    الري: أراضي طرح النهر تُمنح للأفراد بحق انتفاع وليس بعقود إيجار دائمة    متحدث اللجنة المصرية لإغاثة غزة: اكتبوا في التاريخ أن السيسي أكثر عربي وقف بجانبنا وكسر المجاعة وناصر قضيتننا    محمود مسلم: السيسي لم يتواصل مع قيادات إسرائيل منذ بدء حرب غزة.. ووصفهم ب«العدو» تطور خطير فى العلاقات    تتبقى فرصتان.. المغرب يتسبب في ضياع أولى هدايا تأهل مصر في كأس العالم للشباب    صادر له قرار هدم منذ 53 عامًا.. انهيار جزئي لعقار في جمرك الإسكندرية دون خسائر بشرية    مصرع 3 عناصر إجرامية شديدة الخطورة خلال مداهمة وكرهم ببني سويف    القائمة الأولية لمرشحي الأحزاب على المقاعد الفردية بمجلس النواب بالدقهلية    تواجد سام مرسي ومحمد شريف.. حلمي طولان يُعلن قائمة منتخب كأس العرب في معسكر أكتوبر    وزير السياحة: تحقيق طفرة في القطاع يتطلب توفير الطاقة الاستيعابية وتعزيز الربط مع الأسواق المستهدفة    نتنياهو: نسقت مع ترامب خطة قلبت الأوضاع في غزة    بعد غياب طويل.. صبري عبد المنعم يعود للظهور في مهرجان نقابة المهن التمثيلية    المحافظات ترفع الطوارئ لمواجهة ارتفاع منسوب مياه النيل: «الوضع مطمئن»    «الهيئة الوطنية» تُعلن موعد انتخابات النواب 2025 (الخريطة كاملة)    «الأوقاف» تُطلق البرنامج التثقيفى للطفل    إعلام عبرى: إسرائيل تبلغ أمريكا نيتها الإبقاء على وجودها داخل المنطقة العازلة    ترتيب الدوري الإنجليزي بعد فوز تشيلسي ضد ليفربول.. أرسنال يخطف الصدارة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مظاهرات حاشدة تطالب برحيل بنيامين نتنياهو.. ترامب: لن أتهاون مع أى تأخير من جانب حماس وسأعامل الجميع بإنصاف.. الفنان فضل شاكر يسلم نفسه للجيش اللبنانى    مصر تشيد بالدعم الفرنسي للمرشح المصري في «اليونسكو»    لأول مرة فى تاريخها.. اليابان تختار سيدة رئيسة للحكومة    بداية فصل جديد.. كيف تساعدك البنوك في إدارة حياتك بعد الستين؟    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025    دوري أبطال أفريقيا.. قائمة بيراميدز في مواجهة الجيش الرواندي    بشير التابعى: مجلس الزمالك ليس صاحب قرار تعيين إدوارد ..و10 لاعبين لا يصلحون للفريق    غياب لامين يامال ورافينيا.. فليك يعلن قائمة برشلونة ضد إشبيلية في الدوري الإسباني    ثنائي المنتخب السعودي جاهز لمواجهة إندونيسيا    شريف فتحي يشارك في اجتماع غرفة المنشآت الفندقية بالأقصر    ضحايا فيضان المنوفية: ندفع 10 آلاف جنيه إيجارًا للفدان.. ولسنا مخالفين    قافلة عاجلة من «الهلال الأحمر» لإغاثة المتضررين من ارتفاع منسوب مياه النيل في المنوفية    أمطار واضطراب الملاحة.. تحذير شديد بشأن حالة الطقس اليوم الأحد    سطو مسلح على محل فوري في كرداسة.. المتهمون ارتدوا أقنعة واستخدموا بندقيتين خرطوش (تفاصيل التحقيقات)    وزارة الداخلية تكشف حقيقة محاولة خطف طفلة في القليوبية    تغيرات مفاجئة ونشاط للرياح.. تفاصيل حالة الطقس حتى يوم الجمعة المقبل    أخبار × 24 ساعة.. قافلة إغاثية لمتضرري ارتفاع منسوب نهر النيل في المنوفية    تعرف على برجك اليوم 2025/10/5.. «الأسد»: تبدأ اليوم بطاقة عاطفية.. و«الحمل»: روح المغامرة داخلك مشتعلة    بعد الانتهاء من أعمال الترميم.. افتتاح تاريخي لمقبرة أمنحتب الثالث بالأقصر    رئيس قطاع الآثار: افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث فخر لمصر بعد 20 عامًا من الترميم    اللواء الدويرى: الجهاد الإسلامي حركة وطنية متوافقة مع الموقف المصري في المصالحة    هل التسامح يعني التفريط في الحقوق؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    كيف نصل إلى الخشوع في الصلاة؟.. الدكتور يسري جبر يوضح    ياسمين الخطيب تهاجم الساخرين من فارق العمر في زواج رانيا يوسف: الدين لم يحرّم ذلك    لمتابعة الأداء ومستوى الخدمات.. حملات مرور ميدانية على الوحدات الصحية في إهناسيا ببني سويف    «الصحة» تطلق النسخة الخامسة من مؤتمر «قلب زايد» بمشاركة نخبة من خبراء أمراض القلب في مصر    «مدبولي»: أراضي طرح النهر لا يجوز التعدي عليها بالزراعة أو البناء (تفاصيل)    غدًا .. عرض 4 أفلام نادرة مرمَّمة توثّق لنصر أكتوبر المجيد    شريف العماري: الزواج السري يجعل الزوجة تعيش في حالة خوف واختباء من أبنائها ومعارفها    محافظ سوهاج يعتمد المرحلة الثالثة لقبول الطلاب بالصف الأول الثانوي للعام الدراسي الجديد    محافظ شمال سيناء يدعو المواطنين للاحتفال بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر    المدير الرياضى للأهلى ل «الأخبار»: احتراف الشحات مرفوض وعبدالقادر يرحب بالتجديد    محافظ المنيا: الدولة تولي اهتماماً كبيراً بصحة المرأة ضمن المبادرات الرئاسية    حزب السادات يدعو لإحياء ذكرى نصر أكتوبر أمام ضريح بطل الحرب والسلام بالمنصة    ضبط عدد من قضايا الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    "بداية أسطورية ل Kuruluş Osman 7" موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عثمان على قناة الفجر الجزائرية    استقبل تردد قناة صدى البلد دراما 2025 الجديد على نايل سات    مواقيت الصلاه اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 في المنيا    وكيل صحة سوهاج يتابع أعمال لجنة الكشف الطبي للمرشحين المحتملين لمجلس النواب    المتحف المصري بالتحرير يبرز دور الكهنة في العصر الفرعوني    اليوم.. مستقبل وطن يستقبل الأحزاب المشاركة بالقائمة الوطنية استعدادا للانتخابات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أسامة درة "مؤلف كتاب " من داخل الإخوان ..أتكلم":

بعض القيادات يعتبر نفسه «صاحب الجماعة» وبعضهم الآخر يتعامل وكأن الإخوان هى «الإسلام نفسه»
أسامة درة
لابد أن هذا الكتاب وصاحبه سيثيران جدلا وصخبا كبيرًا، لن يقف تأثيره عند حدود جماعة الإخوان التي ينتمي إليها ولا يزال «أسامة درة» مؤلف كتاب «من داخل الإخوان.. أتكلم»، وإنما سيتجاوز ذلك لما هو أبعد.
النقطة المثيرة هنا ليست أن «درة» ينتمي إلي شباب الإخوان الذين يحملون الكثير من الأفكار والآراء الجريئة والمغايرة والتي قد يعتبرها كبار الجماعة إخلالا بقواعدها، وإنما لأنه لا يزال عضوا تنظيميا في الإخوان، لكنه امتلك شجاعة البوح والتعبير عن الأفكار التي حتما لن تعجب بعضا- ربما كثيرا- من قيادات الجماعة وما أدناها.
الكتاب الذي يصدر خلال أسابيع لايتحدث فيه «درة» عن الإخوان من الداخل فحسب، وإنما عنه هو كشاب إخواني، ومايصاحب ذلك من انفعالات وأحاسيس ربما تكون من المحرمات «إخوانيا»، ليأتي هو ويقولها بقوة ووضوح، لا تقل عن وضوحه وجراءته في هذا الحوار..
أسامة درة شاب من جماعة الإخوان المسلمين قرر الاشتباك بمفرده والتمرد علي جميع القيود الإخوانية بعدما قرر الكشف عن وضعية الفرد داخل الجماعة منذ تجنيده وحتي يصبح عضوًا عاملاً داخلها وذلك من خلال كتابه «من داخل الجماعة أتكلم « وعبر مجموعة من الأفكار الجريئة والمغايرة لنهج الجماعة في عدد من الأمور طرح درة رؤيته التي تعكس منهج وتفكير كتلة ليست بقليلة من شباب جماعة الإخوان الذين يمثلون ثلث
أعضائها لذلك حاولنا الغوص في أفكاره، فجاءت إجاباته صريحة غير مغلفة بدبلوماسية قادة الجماعة بل صادمة في بعض الأحيان تتكلم عن تنظيم الإخوان وأفكار سيد قطب داخلها عن الجنس والحب والسياسية والأقباط وإليكم الحوار.
لماذا قررت عمل هذا الكتاب؟ ولماذا اخترت هذا الاسم؟
- لم أكن أعرف أني سأنشر كلامي في كتاب حين بدأت أكتب، كنت أكتب فقط لأستريح.وأدرك أن الناس لا يعرفون شباب الإخوان جيدا، خاصة وأنهم لايشاهدوننا إلا من خلال لقطات تم تصويرها بالموبايل وقد احتشدنا نحتج علي شيء ما في الجامعة. يروننا مجموعة شباب متدينين، علي وجوههم لحي خفيفة (بالكاد يمكن تسميتها لحي)، يحملون لافتات، معظمهم من الريف، يرتدون ملابس كلاسيكية في الغالب.و لا يعرف الناس من أين أتي كل هؤلاء، ولا كيف يعيشون، لا يعرفون كيف نفكر ونخطئ ونواجه وننكسر ونحب ونشتهي ونخشع ونغضب.
كتبت وأنا أدرك أن الشاب الإخواني لم يذكر في أي رواية أو فيلم أو مسلسل وكأنه غير موجود أصلا.و كنت مشغولا بهذه النقطة، لذلك فرحت عندما اكتمل كتابي، وهاهو يوشك علي الصدور خلال أسبوعين علي الأكثر ليكون أول عمل يحكي للناس بصدق كيف يكون شباب الإخوان
متي انضممت لجماعة الإخوان وكيف؟ وهل مازلت عضوًا بها أم جمدت نشاطك؟
- عرفت الإخوان مبكرا، منذ تسع سنين تقريبا.لا أعرف متي اعتبروني منهم، لكني اعتبرت نفسي من الإخوان منذ لقيتهم ومازلت عضوا في الإخوان ولم أجمد نشاطي.أعرف انه يصعب تصور أن يقوم أحد الإخوان بالكلام بهذا الانطلاق بعيدا عن الطريقة التي اعتاد الإخوان الكلام بها عن أنفسهم دون أن يكون قد ترك الجماعة.لكن أنا فعلتها: مازلت في الجماعة وأقول ما أريد كما أريد وساعدني علي ذلك عقول إخوانية كبيرة ترعي شباب الجماعة المبدعين.
أنت كشاب داخل الإخوان وقمت بإعداد كتاب عنها كيف تري الجماعة من الداخل؟ وهل هناك حرية وديمقراطية داخل الجماعة؟ هل تجد من يسمعك بداخلها؟
- الكتاب ليس عن الجماعة، الكتاب عني أنا..شاب من الإخوان يتكلم، يتكلم عن كل شيء، عن الإخوان وعن غير الإخوان.أتكلم عن اكتئابي وعن حبي وعن نظرتي للآخر (المسيحي والشيعي مثلا) وعن علاقتي بربي.غير أني أوقن أن الجزء الخاص بالجماعة من كتابي سيحظي بالتركيز الأكبر، وربما لن يري الناس سوي هذا الجزء في الكتاب كله، وهذا طبيعي ولا أرفضه.
أما عن الحرية داخل الجماعة..لا يمكنني أن أقول بإطلاق «يوجد حرية» أو «لا يوجد حرية» داخل الإخوان.شخصية الجماعة ليست واحدة في كل الأحوال.أحيانا تكون «جماعة دعوة» وأحيانا تكون «تنظيمًا سريًا»، زميلي في الجماعة أحيانا يكون «أخ» أستمتع بصحبته ثم في موقف ما يصبح «مسئولاً» مكلفًا بمراقبتي وإعطاء تقييم لأدائي، إمامنا في الصلاة فجأة يصبح مرشحنا الانتخابي، أحيانا نكون تجديديين وأحيانا نغرق في كتب التراث وننافس السلفيين في انغلاقهم، من يتكلم مثلي أحيانا يتم فصله أو تهميشه وأحيانا يتم استيعابه واحتضانه..
هناك انتقاد دائم لقيادة الجماعة من تجاهل الكفاءات داخل تنظيمها فما حقيقة ذلك، وكيف يتم تصعيد الفرد داخل الجماعة؟
- الجماعة - بطبيعة الحال - يتولي الإدارة في مفاصلها المختلفة متطوعون لديهم حماس عال وإخلاص للمبدأ، لكنهم في النهاية «متطوعون» قد لا يمتلكون خبرة عالية.لذلك قد لا يرصدون مواهب وكفاءات ممتازة، وبالتالي لا يصعدونها أو يرشحونها لمواقع مناسبة.كما أن الجماعة-نظرا للحظر القانوني وحالة العداء المستدام مع السلطة- جماعة غير فوارة، والأعمال والمشاريع داخلها قليلة ولا تستوعب هؤلاء الألوف من الشباب، فالجماعة تمارس عملها من ثقب إبرة، حتي أن بعض إخواننا مازالوا يناضلون ليلقوا كلمة بعد الصلاة في مسجد صغير بقرية صغيرة في إقليم ناء.في هذا الجو ستدفن كثير من الكفاءات..وعلي الجماعة أن تتخذ مناورات شجاعة غير تقليدية لفك الحظر وإقناع السلطة أننا لسنا خطرا عليها
ماذا تتوقع من رد فعل من قيادات الجماعة علي هذا الكتاب؟ وهل عرضت الكتاب علي قيادات الجماعة قبل طبعه؟
- أتوقع أن يقرأوه بعناية ثم يسألوا: «حكايته ايه الأخ ده؟!».و قد عرضت نسخة من الكتاب علي قيادات محلية مهمة وكان رد الفعل هادئا ومتفهما، وعرضوا مناقشتي في بعض الأفكار الواردة فيه في جلسة خاصة.
أعرف أن هناك من يريد الإخوة كلهم نسخة واحدة ولا يحتمل أي تنويع، لكن بشكل عام أعتقد أن الجماعة تراكمت خبراتها وباتت أكثر حكمة في التعامل مع أبنائها النشطين أصحاب الأفكار الجديدة. وعندي إحساس أن جماعتي لن تقسو علي لمجرد أني تكلمت
كيف تري المدونات ومساحات البوح التي باتت متاحة لشباب الإخوان؟
- لا أتابع أي مدونة إخوانية.للدقة أنا لا أتابع أي مدونة أصلا.هذا يبدو غريبا طبعا لأنني أصنف ك «مدون»، لكن هذا هو الحاصل و مع ذلك يمكنني التعليق علي الظاهرة (التي أسمع عنها ولا أتابعها، رغم أنني جزء منها)، وأقول: مساحات البوح هذه يستأثر بها شباب الجماعة المميز عالي الثقافة، شباب يعتبر أن الجماعة أداة لتحقيق أهداف عليا وليست قدرا من أقدار الله يصان لذاته، شباب يحلم بعمل حزبي علني أكثر مما يحلم بالثبات أمام ضابط أمن الدولة في غرفة الاستجواب، شباب صيغت عقوله في أجواء شبه صحية لا في المعتقلات تحت التعذيب، شباب يري المجتمع شريكًا لا عدوًا محتملاً، شباب لا يري نفسه أولي بالإسلام من غيره ولا أولي بالبلد من فئات أخري، شباب يعرف أن الحرية أنفع للمجتمعات من الحمائية والوصاية.
هل تؤيد الدعوات المطالبة بفصل الدين عن السياسية داخل الجماعة؟
- لا يجوز شرعًا ولا يمكن واقعًا فصل الدين عن السياسة لكنني أتمني أن ينفصل العمل الحزبي (المنافسة السياسية) عن العمل الدعوي.أريد أن تصبح الدعوة عملا طيارا لا يمكن القبض عليه، أن تصبح القيم الجميلة التي يحملها الإخوان نفاذة إلي كل الأفراد والمؤسسات في البلد دون أن يعترضها أحد (لكن دون أي شبهة مكسب سياسي من وراء هذا).و لكي أكون محددًا: علينا أن نسعي لإنشاء جمعية دعوة خالصة تستوعب معظم الإخوان وآخرين من غير الإخوان، وبجانبها حزب سياسي لا يتلقي دعما من أعضاء الهيئة الداعية ولا يستخدم مرافقها ولا تختلط عضويته بعضويتها.
دعونا نكن صرحاء: النظام يحاربنا بمحاصرة الدين نفسه.صحيح أن النظام هو من يفعل هذا، لكننا من أدخل الدين في المنافسة السياسية.صحيح أننا لا ندعي ولا نتمسح بالدين استغلالاً (فنحن أهل دين فعلاً)، لكن انتساب فصيل سياسي إلي الدين استدرار لتعاطف الناس وإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص وإزعاج كبير لأي سلطة في الدنيا.
و أنا أعرف أن النظام لن يسمح لنا بإنشاء هذه الهيئة الداعية وهذا الحزب السياسي، لكن منذ متي والنظام يسمح لنا بشيء؟! فقط علينا أن نجعل أهدافنا أكثر ملاءمة وننتقل إلي هذا المستوي الجديد من العمل رضا النظام أو لم يرض
أين سيد قطب داخل الإخوان؟ وهل الجماعة بحاجة إلي مراجعة مناهجها؟
- سيد قطب شهيد عظيم سيرته تحيي القلب، وأديب مبهر وغير عادي.وأنا شخصيا أتأسف لأنني لا أملك حتي الآن نسخة خاصة بي من كتابه «في ظلال القرآن».وطريقة تفكيره المتشددة تجاه المجتمع والسلطة أنتجها سياق من القهر الدموي الذي لا يطاق، فلم يبتدع سيد قطب هذه الطريقة لأنه منحرف أو كاره للناس.
لكنني لا أحب إصرار بعض قادتنا علي اعتماد تفسيره للقرآن «الظلال» في مناهج التربية بالإخوان.فليس كل بطل عظيم ناضل من أجل مبادئه أو مات في سبيلها ينبغي أن ندرس كلامه، وإلا ينبغي علينا أن ندرس خطابات أسامة بن لادن وسيرة تشي جيفارا أيضا، وأعتقد أنه من غير المناسب إحالة شباب الجماعة إلي كتب تتكلم عن «المفاصلة» و«التمايز» و«المجتمع الجاهلي» و«الغربة الشعورية» وأشياء من هذا القبيل في وقت نقول فيه: إننا في «مرحلة المجتمع»، فاللغة مهمة جدًا في التربية وهذه المفردات ليست هي المفردات التي تنتج جيلاً من الإخوة يندمج بسهولة في محيطه.
من يحكم جماعة الإخوان المسلمين؟..ما تقييمك لأداء القيادة الجديدة للجماعة؟
- يحكمها مجموعة من المخلصين لله الأوفياء للمبدأ، أشخاص لا يملك من يسمع كلامهم أو يخالطهم سوي أن يحبهم، أشخاص مجتهدون يضحون من أجل الحق والخير الذي يؤمنون به.
و هذا لا يمنع أن تكون لي ملاحظات علي بعضهم أحيانا، فمن يعتبر نفسه منهم صاحب الجماعة، أو من يدافع عن الجماعة بطريقة تشعرك أن الجماعة هي الإسلام نفسه، أو من تشوه إدراكه للعالم تحت سياط جلاديه وهو في السجن، أو من بلغ حدا من الشفافية الإيمانية تجعله يحلق بقلبه في السماء ولا يعبأ بحاجات الشباب الدنيوية، فهؤلاء لا أظنهم يصلحون للقيادة والحمد لله أمثال هؤلاء في جماعتنا قليلون.
أما عن مكتب الإرشاد الجديد فأعتقد أنه امتداد لسابقه، فلاشيء جديد تقريبا.إلا أن الأزمة التي صاحبت اختيار هذا المكتب ستجعله حريصا علي إثبات أنه ليس بالسوء الذي صوروه به، وسيحاول المكتب الجديد أن يعيد الصف إلي سابق التئامه وهو ما وعد علي تحقيقه الدكتور بديع
ما الذي قلته داخل الكتاب ولم تتمكن من قوله داخل أسرتك الإخوانية؟
- الكثير جدا.تقريبا كل ما أقوله هنا لا أستطيع قوله داخل اللقاءات الإخوانية، وعندما أحاول أجد صدودا رهيبا، لذلك أقلعت تقريبا عن إثارة هذه المواضيع.ولولا صداقتي الشخصية-بشكل شبه سري-ببعض الإخوة الشباب الذين يشغلون مواقع رفيعة داخل الجماعة ويشاركونني آرائي (أو علي الأقل يحترمونها) لكنت فقدت الثقة في نفسي تماما.
بعض الإخوة في الجماعة - للأسف - يعلمون شباب الجماعة أن الجهل بهذه الأمور فضيلة، وأن الخوض فيها من «الجدل المذموم الذي لا ينبني عليه عمل»، حتي أصبحت هذه المسائل تابوهات يحرم علي «الأخ ذي الإخلاص والفهم» أن يهتم بها، فإذا تجرأ الأخ علي هذه التابوهات فهو حتما «غير سليم النية» أو لابسته «شبهات فكرية»..و لا حاجة هنا للتذكير بأن هذه الثقافة لا تنمو إلا في التنظيمات السرية، لأن الانتماء لا يكون إلا بمناقشة كل شئون ما أنتمي إليه.لذا يجب علي الجماعة أن تسعي نحو فك الحظر المفروض عليها بمبادرات تاريخية لها نكهة «صلح الحديبية» حتي تفتح الباب لعهد جديد.
هل توافق علي مشاركة الإخوان في الانتخابات؟
- طبعا أوافق..المشكلة ليست في دخول الانتخابات، إنما في تركيبة الإخوان التي تزعج أي حاكم في الدنيا ولو كان صالحا.من ذا الحاكم الذي يرضي أن يكون في شعبه تنظيم عقائدي عالي الانضباط ولاء أعضائه لقائد التنظيم أكثر مما هو لرئيس البلد؟!
وما رأيك في برنامج الإخوان السياسي؟
- يحتاج لإعادة نظر..المزاج السلفي الضارب في الجماعة ظهر كثيرًا فيه، وهيئة العلماء الموجودة في البرنامج التي لها حق نقض القوانين تشبه «مجمع الكرادلة» في الكنيسة الكاثوليكية بشكل غير مريح..لكنني أعتقد أن الإخوان قادرون علي إعطاء برنامج ممتاز لو أتيحت لهم فرصة حقيقية لذلك دون ضغوط.
طرحت رؤية مغايرة لمنهج الجماعة حول الشيعة فما هو وكيف تري انتقادات الجماعة لتصريحات الشيخ القرضاوي حول الشيعة؟
- الشيعة خطرون، هذا ما أومن به.لا أقول هذا من منطلق مذهبي، فحتي الكفار الذين لا يؤمنون برسول ولا بكتاب يمكنهم أن يكونوا أصدقاءنا، إنما أقول هذا من منطلق سياسي.فأكثر من 100 ألف شهيد عراقي سني قتلهم جيش المهدي وفيلق بدر بين عام 2003 و2006 لا يمكن تجاهل دمائهم، وكذلك موجات التشييع التي تجتاح العالم العربي والتي تمولها إيران لا يمكن غض الطرف عنها.
ولكن ألا تري أن هذا الكلام ينسحب علي قوي مقاومة موجودة في المنطقة العربية كحماس وحزب الله؟
- أرفض طبعًا أن ينسحب هذا الكلام علي حركة المقاومة الإسلامية-حماس التي لم تجد لها داعمًا من العرب فاستعانت بإيران. ورغم الوجه الطائفي القبيح لحزب الله في الداخل اللبناني، فإنني أدعمه في حربه ضد إسرائيل...أما كلام الدكتور القرضاوي ففي محله تماما، فلا يجوز السكوت عن جرائم إيران وتهديدها لأمننا وعقيدتنا. ولا يكفي أنها «جمهورية إسلامية» حتي أتعاطف معها..لكنني ورغم كل شيء أتمني اليوم الذي تتخلي فيه إيران عن مشروع الهيمنة الخاص بها ونتخلي نحن عن تبعيتنا للمعسكر الأمريكي لندخل مع هذه الدولة الجارة في حلف ضد الذين هم أعداؤنا وأعداؤها.
الحديث عن الجنس أمر محرم في ثقافة المجتمع المصري وأكثر حرمة في مجتمع محافظ كجماعة الإخوان فكيف تعاملت مع الأمر؟
- بعض الناس يتكلمون وكأن الجنس شيء خرافي غير موجود، حتي لو كان الكلام عنه ضروريا، هكذا لمجرد أن يبدو «محترمين».أما أنا فقررت أن أكون طبيعيا، فتكلمت حين لزم الكلام، تكلمت عن الجنس في العمل الإعلامي وفي الأدب، تكلمت عن استهلاك الشاب في بلدنا للمواد الإباحية، تكلمت عن الاستمناء الذي هو عادة أساسية في حياة 95% ممن يحرّمون علي أنفسهم الزني من الشباب (نسبة ال 95% من عندي ولم أستند إلي أي دراسة، طبعا لأنه لا دراسة من هذا النوع يمكن إجراؤها في مصر)، تكلمت عن العلاقات العاطفية الفاترة التي تبقي سرية ولا يمكن أن تنتهي بزواج..باختصار تكلمت كما ينبغي لعاقل أن يتكلم في المسألة، دون أن أتورط في وصف مشهد جنسي أو شيء من هذا القبيل.
وما الذي دعاك للحديث عن هذا الأمر؟
- لأنه جزء من حياة كل إنسان طبيعي والجنس غريزة فطيرة لا يمكن تجاهلها.
لم أعرف رأيك في القيادة الجديدة للجماعة وتوجهاتها وما حدث مع دكتور محمد حبيب وخروج عاكف ودكتور أبو الفتوح كيف تراه؟
- مسألة الانتخابات انتهت بجدالاتها المؤلمة، لكن بقيت العبرة علي الكل أن يدرك أن ما يجري داخل الإخوان شأن عام، وعلي من يخاف إذاعة أخبار الجماعة علي الملأ أن يبحث عن عمل آخر غير قيادة هذا التنظيم الذي يضم عشرات الألوف والذي يعقد عليه كثيرون في مجتمعنا الأمل.علي الكل أن يدرك أن الكبت يولد الانفجار، وأن المظلومين لن يسكتوا كل مرة من أجل «وحدة الصف».و علي الفوضويين أن يعرفوا أن اللوائح والقوانين جُعلت لتُحترم لا لتُترك من أجل اتفاقات عرفية يسمونها «شوري» - وليست هذه بشوري - والله يعلم أن شوراهم تلك كانت إيذاءً لسمعة الجماعة.علي الذين يقولون أنهم «أنفقوا سنين عمرهم في المعتقلات من أجل الجماعة» أن يعرفوا أنهم لا يملكون الجماعة.و علي الأبطال الذين صبروا وحفِظوا الجماعة من التصدعات أن يعرفوا أننا نفخر بهم ولو منعوهم من لقاءنا.
هل طلب منك حذف أجزاء من الكتاب؟ ولو هناك أسماء يمكن ذكرها عرضت عليها الكتاب؟
- لم يُطلب مني ذلك صراحة، لكني وجدت نفسي مضطرا لذلك مراعاة لجمهور الإخوان الغيور الحساس الذي خشيت أن يظنني خرجت من الجماعة أو أن يعتبر أني أسعي لإدانتها (و أنا الذي طالما أرهقت نفسي ومن حولي بدفاعي الثوري عن الجماعة).. و أما من عرضت عليهم الكتاب فلا أحب إيراد أسمائهم لئلا يتعرضوا لضرر أو مساءلة من أي جهة قريبة أو بعيدة.
وما الذي حذفته؟
- ليس حذفا ولكن تخفيف حدة الحديث عن بعض الأمور
وكيف تكلمت عن الأقباط في الكتاب؟
- قلت مالم يقله غيري..قلت إن المسيحي يري المسلم كافرا، والمسلم كذلك يري المسيحي كافرا، هذا أساسي في العقيدتين، وتجاهل ما تقوله العقائد له نتائج كارثية.فالفتي اليافع حين يسمع في التليفزيون أننا أمة واحدة ثم يسمع في دار عبادته (المسجد أو الكنيسة) أن الآخر كافر، حينها سيشعر أنه تعرض لخدعة وسينصت في الغالب لما يقوله الدين.لذا علينا أن نعترف بالخلاف العقائدي الجوهري، ثم نقول لشبابنا: «أيها الشباب بيننا خلاف، لكن هذا لا يعني أن نتقاتل».. هذا يبدو مقنعا أكثر. وقلت أيضا إن السبب في الاحتقان النظام.
فهو الذي أساء الإدارة، والكل في عهده في حرمان، ومعه لم نجد مشروعا قوميا يوحدنا..فسبب المشكلة سياسي فلا تلبسوه ثوب الدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.