مدبولي: الحكومة ليس لديها مانع في تعديل مشروع قانون الإيجار القديم    إعلام عبري: 4 جرحى بإطلاق نار على معبر الريحان شمال الضفة    "حظنا كان سيئ".. محمد صلاح يتحدث عن الخروج من دوري الأبطال    المشدد 15 عامًا لمالك محل أحدث لزوجته عاهة مستديمة في القليوبية    الآلاف يشيعون جثمان الطفل "أدهم" ضحية أصدقائه في كفر الشيخ - فيديو وصور    ماذا قالت الناقدة ماجدة خيرالله عن حفل زفاف رنا رئيس؟    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    روسيا تعتزم استضافة رئيسي الصين والبرازيل وآخرين بمناسبة ذكرى يوم النصر في الحرب العالمية    محافظ سوهاج يتفقد تركيب الأطراف الصناعية بمستشفى الهلال الأحمر | صور    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    جوندوجان يأمل في بداية مسيرته التدريبية كمساعد لجوارديولا    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    تقرير: دي ليخت يقترب من الغياب أمام أتليتك بلباو    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    محافظ الفيوم يتابع موقف أراضي الدولة المستردة وآليات استغلالها بالشكل الأمثل    «كسر جمجمتها».. مندوب مبيعات يحاول قتل شقيقته بسبب خلافات عائلية بالقليوبية    «ليصل العدد إلى 128».. رئيس الوزراء: تشغيل 12 جامعة أهلية جديدة العام المقبل    كانييه ويست ينهي مقابلته مع بيرس مورجان بعد أربع دقائق من بدايتها (فيديو)    جولدن جلوب تضيف فئة "أفضل بودكاست" في جوائز عام 2026    مصطفى كامل يطرح بوسترات ألبومه الغنائي الجديد "قولولي مبروك" (صور)    أبطال «نجوم الساحل» يكشفون كواليس العمل مع منى الشاذلي..غدا    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد الخدمة الطبية بالزوامل المركزى    ميرتس وماكرون يدعوان الهند وباكستان إلى التهدئة    ضبط 3507 قضية سرقة تيار كهربائى خلال 24 ساعة    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    "التعليم" تعلن إطلاق مسابقة للمواهب في مدارس التعليم الفني    خلافات مالية تشعل مشاجرة بين مجموعة من الأشخاص بالوراق    5 أبراج تُعرف بالكسل وتفضّل الراحة في الصيف.. هل أنت منهم؟    بينها «أخبار اليوم» .. تكريم رموز الصحافة والإعلام في عيد العمال    "الشباب في قلب المشهد السياسي".. ندوة تثقيفية بالهيئة الوطنية للانتخابات | صور    الهلال الأحمر المصري يشارك في النسخة الرابعة من منتدى «اسمع واتكلم»    البابا تواضروس يستقبل وكيل أبروشية الأرثوذكس الرومانيين في صربيا    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    أوبرا الإسكندرية تقيم حفل ختام العام الدراسي لطلبة ستوديو الباليه آنا بافلوفا    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    الصناعة تمد فترة التقدم على 332 وحدة صناعية للمستثمرين حتى ذلك الموعد    محافظ الدقهلية يلتقي المزارعين بحقول القمح ويؤكد توفير كل أوجه الدعم للفلاحين    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    حزنا على زواج عمتها.. طالبة تنهي حياتها شنقا في قنا    مدبولي يُكلف الوزراء المعنيين بتنفيذ توجيهات الرئيس خلال احتفالية عيد العمال    وظيفة قيادية شاغرة في مصلحة الجمارك المصرية.. تعرف على شروط التقديم    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    ضبط المتهمين في واقعة تعذيب وسحل شاب بالدقهلية    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    أسامة ربيع: توفير الإمكانيات لتجهيز مقرات «الرعاية الصحية» بمواقع قناة السويس    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    ما حكم إخراج المزكى زكاته على مَن ينفق عليهم؟.. دار الإفتاء تجيب    الأزهر يصدر دليلًا إرشاديًا حول الأضحية.. 16 معلومة شرعية لا غنى عنها في عيد الأضحى    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أسامة درة "مؤلف كتاب " من داخل الإخوان ..أتكلم":

بعض القيادات يعتبر نفسه «صاحب الجماعة» وبعضهم الآخر يتعامل وكأن الإخوان هى «الإسلام نفسه»
أسامة درة
لابد أن هذا الكتاب وصاحبه سيثيران جدلا وصخبا كبيرًا، لن يقف تأثيره عند حدود جماعة الإخوان التي ينتمي إليها ولا يزال «أسامة درة» مؤلف كتاب «من داخل الإخوان.. أتكلم»، وإنما سيتجاوز ذلك لما هو أبعد.
النقطة المثيرة هنا ليست أن «درة» ينتمي إلي شباب الإخوان الذين يحملون الكثير من الأفكار والآراء الجريئة والمغايرة والتي قد يعتبرها كبار الجماعة إخلالا بقواعدها، وإنما لأنه لا يزال عضوا تنظيميا في الإخوان، لكنه امتلك شجاعة البوح والتعبير عن الأفكار التي حتما لن تعجب بعضا- ربما كثيرا- من قيادات الجماعة وما أدناها.
الكتاب الذي يصدر خلال أسابيع لايتحدث فيه «درة» عن الإخوان من الداخل فحسب، وإنما عنه هو كشاب إخواني، ومايصاحب ذلك من انفعالات وأحاسيس ربما تكون من المحرمات «إخوانيا»، ليأتي هو ويقولها بقوة ووضوح، لا تقل عن وضوحه وجراءته في هذا الحوار..
أسامة درة شاب من جماعة الإخوان المسلمين قرر الاشتباك بمفرده والتمرد علي جميع القيود الإخوانية بعدما قرر الكشف عن وضعية الفرد داخل الجماعة منذ تجنيده وحتي يصبح عضوًا عاملاً داخلها وذلك من خلال كتابه «من داخل الجماعة أتكلم « وعبر مجموعة من الأفكار الجريئة والمغايرة لنهج الجماعة في عدد من الأمور طرح درة رؤيته التي تعكس منهج وتفكير كتلة ليست بقليلة من شباب جماعة الإخوان الذين يمثلون ثلث
أعضائها لذلك حاولنا الغوص في أفكاره، فجاءت إجاباته صريحة غير مغلفة بدبلوماسية قادة الجماعة بل صادمة في بعض الأحيان تتكلم عن تنظيم الإخوان وأفكار سيد قطب داخلها عن الجنس والحب والسياسية والأقباط وإليكم الحوار.
لماذا قررت عمل هذا الكتاب؟ ولماذا اخترت هذا الاسم؟
- لم أكن أعرف أني سأنشر كلامي في كتاب حين بدأت أكتب، كنت أكتب فقط لأستريح.وأدرك أن الناس لا يعرفون شباب الإخوان جيدا، خاصة وأنهم لايشاهدوننا إلا من خلال لقطات تم تصويرها بالموبايل وقد احتشدنا نحتج علي شيء ما في الجامعة. يروننا مجموعة شباب متدينين، علي وجوههم لحي خفيفة (بالكاد يمكن تسميتها لحي)، يحملون لافتات، معظمهم من الريف، يرتدون ملابس كلاسيكية في الغالب.و لا يعرف الناس من أين أتي كل هؤلاء، ولا كيف يعيشون، لا يعرفون كيف نفكر ونخطئ ونواجه وننكسر ونحب ونشتهي ونخشع ونغضب.
كتبت وأنا أدرك أن الشاب الإخواني لم يذكر في أي رواية أو فيلم أو مسلسل وكأنه غير موجود أصلا.و كنت مشغولا بهذه النقطة، لذلك فرحت عندما اكتمل كتابي، وهاهو يوشك علي الصدور خلال أسبوعين علي الأكثر ليكون أول عمل يحكي للناس بصدق كيف يكون شباب الإخوان
متي انضممت لجماعة الإخوان وكيف؟ وهل مازلت عضوًا بها أم جمدت نشاطك؟
- عرفت الإخوان مبكرا، منذ تسع سنين تقريبا.لا أعرف متي اعتبروني منهم، لكني اعتبرت نفسي من الإخوان منذ لقيتهم ومازلت عضوا في الإخوان ولم أجمد نشاطي.أعرف انه يصعب تصور أن يقوم أحد الإخوان بالكلام بهذا الانطلاق بعيدا عن الطريقة التي اعتاد الإخوان الكلام بها عن أنفسهم دون أن يكون قد ترك الجماعة.لكن أنا فعلتها: مازلت في الجماعة وأقول ما أريد كما أريد وساعدني علي ذلك عقول إخوانية كبيرة ترعي شباب الجماعة المبدعين.
أنت كشاب داخل الإخوان وقمت بإعداد كتاب عنها كيف تري الجماعة من الداخل؟ وهل هناك حرية وديمقراطية داخل الجماعة؟ هل تجد من يسمعك بداخلها؟
- الكتاب ليس عن الجماعة، الكتاب عني أنا..شاب من الإخوان يتكلم، يتكلم عن كل شيء، عن الإخوان وعن غير الإخوان.أتكلم عن اكتئابي وعن حبي وعن نظرتي للآخر (المسيحي والشيعي مثلا) وعن علاقتي بربي.غير أني أوقن أن الجزء الخاص بالجماعة من كتابي سيحظي بالتركيز الأكبر، وربما لن يري الناس سوي هذا الجزء في الكتاب كله، وهذا طبيعي ولا أرفضه.
أما عن الحرية داخل الجماعة..لا يمكنني أن أقول بإطلاق «يوجد حرية» أو «لا يوجد حرية» داخل الإخوان.شخصية الجماعة ليست واحدة في كل الأحوال.أحيانا تكون «جماعة دعوة» وأحيانا تكون «تنظيمًا سريًا»، زميلي في الجماعة أحيانا يكون «أخ» أستمتع بصحبته ثم في موقف ما يصبح «مسئولاً» مكلفًا بمراقبتي وإعطاء تقييم لأدائي، إمامنا في الصلاة فجأة يصبح مرشحنا الانتخابي، أحيانا نكون تجديديين وأحيانا نغرق في كتب التراث وننافس السلفيين في انغلاقهم، من يتكلم مثلي أحيانا يتم فصله أو تهميشه وأحيانا يتم استيعابه واحتضانه..
هناك انتقاد دائم لقيادة الجماعة من تجاهل الكفاءات داخل تنظيمها فما حقيقة ذلك، وكيف يتم تصعيد الفرد داخل الجماعة؟
- الجماعة - بطبيعة الحال - يتولي الإدارة في مفاصلها المختلفة متطوعون لديهم حماس عال وإخلاص للمبدأ، لكنهم في النهاية «متطوعون» قد لا يمتلكون خبرة عالية.لذلك قد لا يرصدون مواهب وكفاءات ممتازة، وبالتالي لا يصعدونها أو يرشحونها لمواقع مناسبة.كما أن الجماعة-نظرا للحظر القانوني وحالة العداء المستدام مع السلطة- جماعة غير فوارة، والأعمال والمشاريع داخلها قليلة ولا تستوعب هؤلاء الألوف من الشباب، فالجماعة تمارس عملها من ثقب إبرة، حتي أن بعض إخواننا مازالوا يناضلون ليلقوا كلمة بعد الصلاة في مسجد صغير بقرية صغيرة في إقليم ناء.في هذا الجو ستدفن كثير من الكفاءات..وعلي الجماعة أن تتخذ مناورات شجاعة غير تقليدية لفك الحظر وإقناع السلطة أننا لسنا خطرا عليها
ماذا تتوقع من رد فعل من قيادات الجماعة علي هذا الكتاب؟ وهل عرضت الكتاب علي قيادات الجماعة قبل طبعه؟
- أتوقع أن يقرأوه بعناية ثم يسألوا: «حكايته ايه الأخ ده؟!».و قد عرضت نسخة من الكتاب علي قيادات محلية مهمة وكان رد الفعل هادئا ومتفهما، وعرضوا مناقشتي في بعض الأفكار الواردة فيه في جلسة خاصة.
أعرف أن هناك من يريد الإخوة كلهم نسخة واحدة ولا يحتمل أي تنويع، لكن بشكل عام أعتقد أن الجماعة تراكمت خبراتها وباتت أكثر حكمة في التعامل مع أبنائها النشطين أصحاب الأفكار الجديدة. وعندي إحساس أن جماعتي لن تقسو علي لمجرد أني تكلمت
كيف تري المدونات ومساحات البوح التي باتت متاحة لشباب الإخوان؟
- لا أتابع أي مدونة إخوانية.للدقة أنا لا أتابع أي مدونة أصلا.هذا يبدو غريبا طبعا لأنني أصنف ك «مدون»، لكن هذا هو الحاصل و مع ذلك يمكنني التعليق علي الظاهرة (التي أسمع عنها ولا أتابعها، رغم أنني جزء منها)، وأقول: مساحات البوح هذه يستأثر بها شباب الجماعة المميز عالي الثقافة، شباب يعتبر أن الجماعة أداة لتحقيق أهداف عليا وليست قدرا من أقدار الله يصان لذاته، شباب يحلم بعمل حزبي علني أكثر مما يحلم بالثبات أمام ضابط أمن الدولة في غرفة الاستجواب، شباب صيغت عقوله في أجواء شبه صحية لا في المعتقلات تحت التعذيب، شباب يري المجتمع شريكًا لا عدوًا محتملاً، شباب لا يري نفسه أولي بالإسلام من غيره ولا أولي بالبلد من فئات أخري، شباب يعرف أن الحرية أنفع للمجتمعات من الحمائية والوصاية.
هل تؤيد الدعوات المطالبة بفصل الدين عن السياسية داخل الجماعة؟
- لا يجوز شرعًا ولا يمكن واقعًا فصل الدين عن السياسة لكنني أتمني أن ينفصل العمل الحزبي (المنافسة السياسية) عن العمل الدعوي.أريد أن تصبح الدعوة عملا طيارا لا يمكن القبض عليه، أن تصبح القيم الجميلة التي يحملها الإخوان نفاذة إلي كل الأفراد والمؤسسات في البلد دون أن يعترضها أحد (لكن دون أي شبهة مكسب سياسي من وراء هذا).و لكي أكون محددًا: علينا أن نسعي لإنشاء جمعية دعوة خالصة تستوعب معظم الإخوان وآخرين من غير الإخوان، وبجانبها حزب سياسي لا يتلقي دعما من أعضاء الهيئة الداعية ولا يستخدم مرافقها ولا تختلط عضويته بعضويتها.
دعونا نكن صرحاء: النظام يحاربنا بمحاصرة الدين نفسه.صحيح أن النظام هو من يفعل هذا، لكننا من أدخل الدين في المنافسة السياسية.صحيح أننا لا ندعي ولا نتمسح بالدين استغلالاً (فنحن أهل دين فعلاً)، لكن انتساب فصيل سياسي إلي الدين استدرار لتعاطف الناس وإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص وإزعاج كبير لأي سلطة في الدنيا.
و أنا أعرف أن النظام لن يسمح لنا بإنشاء هذه الهيئة الداعية وهذا الحزب السياسي، لكن منذ متي والنظام يسمح لنا بشيء؟! فقط علينا أن نجعل أهدافنا أكثر ملاءمة وننتقل إلي هذا المستوي الجديد من العمل رضا النظام أو لم يرض
أين سيد قطب داخل الإخوان؟ وهل الجماعة بحاجة إلي مراجعة مناهجها؟
- سيد قطب شهيد عظيم سيرته تحيي القلب، وأديب مبهر وغير عادي.وأنا شخصيا أتأسف لأنني لا أملك حتي الآن نسخة خاصة بي من كتابه «في ظلال القرآن».وطريقة تفكيره المتشددة تجاه المجتمع والسلطة أنتجها سياق من القهر الدموي الذي لا يطاق، فلم يبتدع سيد قطب هذه الطريقة لأنه منحرف أو كاره للناس.
لكنني لا أحب إصرار بعض قادتنا علي اعتماد تفسيره للقرآن «الظلال» في مناهج التربية بالإخوان.فليس كل بطل عظيم ناضل من أجل مبادئه أو مات في سبيلها ينبغي أن ندرس كلامه، وإلا ينبغي علينا أن ندرس خطابات أسامة بن لادن وسيرة تشي جيفارا أيضا، وأعتقد أنه من غير المناسب إحالة شباب الجماعة إلي كتب تتكلم عن «المفاصلة» و«التمايز» و«المجتمع الجاهلي» و«الغربة الشعورية» وأشياء من هذا القبيل في وقت نقول فيه: إننا في «مرحلة المجتمع»، فاللغة مهمة جدًا في التربية وهذه المفردات ليست هي المفردات التي تنتج جيلاً من الإخوة يندمج بسهولة في محيطه.
من يحكم جماعة الإخوان المسلمين؟..ما تقييمك لأداء القيادة الجديدة للجماعة؟
- يحكمها مجموعة من المخلصين لله الأوفياء للمبدأ، أشخاص لا يملك من يسمع كلامهم أو يخالطهم سوي أن يحبهم، أشخاص مجتهدون يضحون من أجل الحق والخير الذي يؤمنون به.
و هذا لا يمنع أن تكون لي ملاحظات علي بعضهم أحيانا، فمن يعتبر نفسه منهم صاحب الجماعة، أو من يدافع عن الجماعة بطريقة تشعرك أن الجماعة هي الإسلام نفسه، أو من تشوه إدراكه للعالم تحت سياط جلاديه وهو في السجن، أو من بلغ حدا من الشفافية الإيمانية تجعله يحلق بقلبه في السماء ولا يعبأ بحاجات الشباب الدنيوية، فهؤلاء لا أظنهم يصلحون للقيادة والحمد لله أمثال هؤلاء في جماعتنا قليلون.
أما عن مكتب الإرشاد الجديد فأعتقد أنه امتداد لسابقه، فلاشيء جديد تقريبا.إلا أن الأزمة التي صاحبت اختيار هذا المكتب ستجعله حريصا علي إثبات أنه ليس بالسوء الذي صوروه به، وسيحاول المكتب الجديد أن يعيد الصف إلي سابق التئامه وهو ما وعد علي تحقيقه الدكتور بديع
ما الذي قلته داخل الكتاب ولم تتمكن من قوله داخل أسرتك الإخوانية؟
- الكثير جدا.تقريبا كل ما أقوله هنا لا أستطيع قوله داخل اللقاءات الإخوانية، وعندما أحاول أجد صدودا رهيبا، لذلك أقلعت تقريبا عن إثارة هذه المواضيع.ولولا صداقتي الشخصية-بشكل شبه سري-ببعض الإخوة الشباب الذين يشغلون مواقع رفيعة داخل الجماعة ويشاركونني آرائي (أو علي الأقل يحترمونها) لكنت فقدت الثقة في نفسي تماما.
بعض الإخوة في الجماعة - للأسف - يعلمون شباب الجماعة أن الجهل بهذه الأمور فضيلة، وأن الخوض فيها من «الجدل المذموم الذي لا ينبني عليه عمل»، حتي أصبحت هذه المسائل تابوهات يحرم علي «الأخ ذي الإخلاص والفهم» أن يهتم بها، فإذا تجرأ الأخ علي هذه التابوهات فهو حتما «غير سليم النية» أو لابسته «شبهات فكرية»..و لا حاجة هنا للتذكير بأن هذه الثقافة لا تنمو إلا في التنظيمات السرية، لأن الانتماء لا يكون إلا بمناقشة كل شئون ما أنتمي إليه.لذا يجب علي الجماعة أن تسعي نحو فك الحظر المفروض عليها بمبادرات تاريخية لها نكهة «صلح الحديبية» حتي تفتح الباب لعهد جديد.
هل توافق علي مشاركة الإخوان في الانتخابات؟
- طبعا أوافق..المشكلة ليست في دخول الانتخابات، إنما في تركيبة الإخوان التي تزعج أي حاكم في الدنيا ولو كان صالحا.من ذا الحاكم الذي يرضي أن يكون في شعبه تنظيم عقائدي عالي الانضباط ولاء أعضائه لقائد التنظيم أكثر مما هو لرئيس البلد؟!
وما رأيك في برنامج الإخوان السياسي؟
- يحتاج لإعادة نظر..المزاج السلفي الضارب في الجماعة ظهر كثيرًا فيه، وهيئة العلماء الموجودة في البرنامج التي لها حق نقض القوانين تشبه «مجمع الكرادلة» في الكنيسة الكاثوليكية بشكل غير مريح..لكنني أعتقد أن الإخوان قادرون علي إعطاء برنامج ممتاز لو أتيحت لهم فرصة حقيقية لذلك دون ضغوط.
طرحت رؤية مغايرة لمنهج الجماعة حول الشيعة فما هو وكيف تري انتقادات الجماعة لتصريحات الشيخ القرضاوي حول الشيعة؟
- الشيعة خطرون، هذا ما أومن به.لا أقول هذا من منطلق مذهبي، فحتي الكفار الذين لا يؤمنون برسول ولا بكتاب يمكنهم أن يكونوا أصدقاءنا، إنما أقول هذا من منطلق سياسي.فأكثر من 100 ألف شهيد عراقي سني قتلهم جيش المهدي وفيلق بدر بين عام 2003 و2006 لا يمكن تجاهل دمائهم، وكذلك موجات التشييع التي تجتاح العالم العربي والتي تمولها إيران لا يمكن غض الطرف عنها.
ولكن ألا تري أن هذا الكلام ينسحب علي قوي مقاومة موجودة في المنطقة العربية كحماس وحزب الله؟
- أرفض طبعًا أن ينسحب هذا الكلام علي حركة المقاومة الإسلامية-حماس التي لم تجد لها داعمًا من العرب فاستعانت بإيران. ورغم الوجه الطائفي القبيح لحزب الله في الداخل اللبناني، فإنني أدعمه في حربه ضد إسرائيل...أما كلام الدكتور القرضاوي ففي محله تماما، فلا يجوز السكوت عن جرائم إيران وتهديدها لأمننا وعقيدتنا. ولا يكفي أنها «جمهورية إسلامية» حتي أتعاطف معها..لكنني ورغم كل شيء أتمني اليوم الذي تتخلي فيه إيران عن مشروع الهيمنة الخاص بها ونتخلي نحن عن تبعيتنا للمعسكر الأمريكي لندخل مع هذه الدولة الجارة في حلف ضد الذين هم أعداؤنا وأعداؤها.
الحديث عن الجنس أمر محرم في ثقافة المجتمع المصري وأكثر حرمة في مجتمع محافظ كجماعة الإخوان فكيف تعاملت مع الأمر؟
- بعض الناس يتكلمون وكأن الجنس شيء خرافي غير موجود، حتي لو كان الكلام عنه ضروريا، هكذا لمجرد أن يبدو «محترمين».أما أنا فقررت أن أكون طبيعيا، فتكلمت حين لزم الكلام، تكلمت عن الجنس في العمل الإعلامي وفي الأدب، تكلمت عن استهلاك الشاب في بلدنا للمواد الإباحية، تكلمت عن الاستمناء الذي هو عادة أساسية في حياة 95% ممن يحرّمون علي أنفسهم الزني من الشباب (نسبة ال 95% من عندي ولم أستند إلي أي دراسة، طبعا لأنه لا دراسة من هذا النوع يمكن إجراؤها في مصر)، تكلمت عن العلاقات العاطفية الفاترة التي تبقي سرية ولا يمكن أن تنتهي بزواج..باختصار تكلمت كما ينبغي لعاقل أن يتكلم في المسألة، دون أن أتورط في وصف مشهد جنسي أو شيء من هذا القبيل.
وما الذي دعاك للحديث عن هذا الأمر؟
- لأنه جزء من حياة كل إنسان طبيعي والجنس غريزة فطيرة لا يمكن تجاهلها.
لم أعرف رأيك في القيادة الجديدة للجماعة وتوجهاتها وما حدث مع دكتور محمد حبيب وخروج عاكف ودكتور أبو الفتوح كيف تراه؟
- مسألة الانتخابات انتهت بجدالاتها المؤلمة، لكن بقيت العبرة علي الكل أن يدرك أن ما يجري داخل الإخوان شأن عام، وعلي من يخاف إذاعة أخبار الجماعة علي الملأ أن يبحث عن عمل آخر غير قيادة هذا التنظيم الذي يضم عشرات الألوف والذي يعقد عليه كثيرون في مجتمعنا الأمل.علي الكل أن يدرك أن الكبت يولد الانفجار، وأن المظلومين لن يسكتوا كل مرة من أجل «وحدة الصف».و علي الفوضويين أن يعرفوا أن اللوائح والقوانين جُعلت لتُحترم لا لتُترك من أجل اتفاقات عرفية يسمونها «شوري» - وليست هذه بشوري - والله يعلم أن شوراهم تلك كانت إيذاءً لسمعة الجماعة.علي الذين يقولون أنهم «أنفقوا سنين عمرهم في المعتقلات من أجل الجماعة» أن يعرفوا أنهم لا يملكون الجماعة.و علي الأبطال الذين صبروا وحفِظوا الجماعة من التصدعات أن يعرفوا أننا نفخر بهم ولو منعوهم من لقاءنا.
هل طلب منك حذف أجزاء من الكتاب؟ ولو هناك أسماء يمكن ذكرها عرضت عليها الكتاب؟
- لم يُطلب مني ذلك صراحة، لكني وجدت نفسي مضطرا لذلك مراعاة لجمهور الإخوان الغيور الحساس الذي خشيت أن يظنني خرجت من الجماعة أو أن يعتبر أني أسعي لإدانتها (و أنا الذي طالما أرهقت نفسي ومن حولي بدفاعي الثوري عن الجماعة).. و أما من عرضت عليهم الكتاب فلا أحب إيراد أسمائهم لئلا يتعرضوا لضرر أو مساءلة من أي جهة قريبة أو بعيدة.
وما الذي حذفته؟
- ليس حذفا ولكن تخفيف حدة الحديث عن بعض الأمور
وكيف تكلمت عن الأقباط في الكتاب؟
- قلت مالم يقله غيري..قلت إن المسيحي يري المسلم كافرا، والمسلم كذلك يري المسيحي كافرا، هذا أساسي في العقيدتين، وتجاهل ما تقوله العقائد له نتائج كارثية.فالفتي اليافع حين يسمع في التليفزيون أننا أمة واحدة ثم يسمع في دار عبادته (المسجد أو الكنيسة) أن الآخر كافر، حينها سيشعر أنه تعرض لخدعة وسينصت في الغالب لما يقوله الدين.لذا علينا أن نعترف بالخلاف العقائدي الجوهري، ثم نقول لشبابنا: «أيها الشباب بيننا خلاف، لكن هذا لا يعني أن نتقاتل».. هذا يبدو مقنعا أكثر. وقلت أيضا إن السبب في الاحتقان النظام.
فهو الذي أساء الإدارة، والكل في عهده في حرمان، ومعه لم نجد مشروعا قوميا يوحدنا..فسبب المشكلة سياسي فلا تلبسوه ثوب الدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.