وجّه الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، التهنئة " لكل عامل شريف، مُجتهد مُجد، صالح مُصلح "، وذلك بمناسبة عيد العمال. وطالب المرشد في رسالته الأسبوعية، عمال مصر " بالعمل وإحسانِه وإِتقانه، وكذلك السير نحو الإنتاجِ ووفرته وجودته، وإلى النَّهضة من جديد، حتي يصبح هناك غنى ووفْرة، وعزةً وكرامة، وحُريةً وعدالة، موضحا أنه لا تنهض أمةٌ ولا يَقُوم لها كيان ولا تنشأ بها حضارة إلا بسواعد أبنائها وجهدهم وعرقهم، فالقُوى البشرية هي عماد النهضة ". وأوضح " بديع " أنه في العهد البائد ظُلم العُمال، وأُهْدِرت حقوقهم، وسُرق ناتج عملهم، وهُرب لخارج البلاد، فلم يتركوا لهم إلا الفتات، بل وصلوا في الإجرام إلى غلق مصانعهم وتعطيل إنتاجهم وبيع شركاتهم بأبخس الأسعار، ومحاولة خديعتهم بالمعاش المبكر والمكافآت الهزيلة لنهاية حقوقهم، فحولُوهم إلى جيوش من العاطلين وهم بعد في ريعان الشباب وقمة العطاء، ووصل الأمر في الفساد والإفساد إلى سرقة مقاعدهم في مجلسي الشَّعب والشورى، فيُصبِح من لا يستحق عمالا وفلاحين! ويُحرم العمال الحقيقيون من أن يُسمع لهم صوت أو يُحترم لهم رأي، يُطالب بحقوقهم ويُمَثِّل مصالحهم. وشدد مرشد الإخوان علي أنه آن الآوان الآن لكي تُردَّ الحقوق إلى أصحابها، وأن تعود للعامل كرامته وحريته، وأن ينال ناتج عمله وثمرة جهده كفايةً وعدلاً، بل غنىً ورفاهية، وأن يكون صوته مسموعًا في حريَّة وشجاعة وقوة، وأن تعود إليه مصانعه التي خُرِّبت وشركاته التي نُهِبَت ومؤسساته التي بِيعَت بأبخس الأثمان، حسب قوله. وتابعت الرسالة: "كل المطلوب الآن أن يعود العُمَّال إلى مصانعهم وشركاتهم بشوق وحُب وإيمان، وأن يعملوا بجدٍّ واجتهاد؛ لتدور عجلة الإنتاج من جديد، فيفيض الخير ويعُم النفع ويكثر الإنتاج، وهم مطمئنون أن ناتج جهدهم وعرقهم لن يأخذه أحد غيرهم وسيعود إليهم وإلى أبنائهم وإلى الوطن كله وهم أهم جزءٍ فيه". وأشار "بديع" في رسالته إلي أنه من المبشِّرات التي تُثلِج صدور المصريين في هذه الأيام ما قام به عمال الزراعة من اهتمامهم بمحصول القمح (الإستراتيجي)، والنتائج الباهرة التي تمثلت في زيادة المحصول زيادة غير مسبوقة –بفضل الله تعالى– والتي تؤكد القاعدة القرآنية (إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (الكهف: 30)، والتي تقتضي منا جميعًا أن نشْكُرَهم ونَشُدَّ على أيديهم، ونقول للناس جميعًا هذا هو طريق البناء، طريق الحرية، طريق الاستقلال والاستغناء عن الغير. وأضاف: "بالعمل والعرق والإنتاج تتقدَّم البلاد وتنهض، وليس بالمولوتوف والحرق والتخريب؛ لأنه في الوقت الذي كان فيه المفسدون يقومون بالتخريب والحرق لمؤسسات الدولة كان الفلاحون المصريُّون مشغولون بزراعة الذَّهب الأصفر الذي يحتاج خبزه الجميع، بما فيهم هؤلاء العاقِّين لبلادهم وأمتهم، ويحتاجون إلى كل ما تنتجه سواعد العُمَّال في كل مكان مثلما نحتاج، فلا أقلَّ من توفير مناخ الأمن والسلامة والاستقرار لهم ولنا، فهذا مقتضى الوطنيَّة والإخلاص ". وطالب "بديع" العمال بالسعى للإتقان والتفوُّق والتميز للمنافسة الشريفة في السوق العالمي، في عالمٍ يطلب الجودة والمهارة – لا مجرَّد العمل ووفرة الإنتاج.