أكد المختص الفرنسي بالشئون الليبية " باتريك ايمزادا " في حواره مع صحيفة " لا ليبراسيو " الفرنسية ان الإعتداء على السفارة الفرنسية في ليبيا أمس دليل على أن هذه الدولة أضحت فريسة لأعمال عنف دائمة. وأوضح إيمزادا أن الليبيين يعانون على مر التاريخ من ضعف الشعور بالهوية الوطنية، مشيراً إلى أن حكم القذافي ساهم بشكل كبير في تنامي الشعور الغير وطني لدى الليبيين، مضيفاً أن الثورة الليبية التي تحولت إلى حرب أهلية استمرت ثمانية شهور أحيت الإنقسامات الأهلية خاصة في ظل حرب الليبيين ضد إخوانهم أثناء الثورة. وهذه الإنقسامات تضاف إلى الهوية الوطنية الضعيفة وإنتشار ثقافة المواجهات المسلحة بين القبائل الليبية. وفي نفس السياق، يشير المختص بالشئون الليبية إلى أنه يوجد أيضا جماعات إسلامية متشددة هي التي تمتلك السلاح، وعلى دراية بالقتال. وهؤلاء المقاتلون يحظون بشرعية ثورية وعسكرية جعلتهم يشكلون مليشيات تتعامل وكأنها الجهاز الأمني في ليبيا. وفي نفس الإطار، يذكر ايمزادا أن من بين هذه الجماعات المسلحة في طرابلس جماعة " أنصار لاشريعة" وكذلك مليشيات " النواصي" المقربة بمسئولي المجلس الأعلى للأمن بالعاصمة. ويلفت الباحث الفرنسي إلى أن ليبيا لا تعتبر دولة ، بالمعنى السيادي للمصطلح، حيث أنه يتم ممارسة العنف بشكل شرعي. فهذه المليشيات هي من تعاقب من تراه مدان، وليس وفق للقانون. وعلى صعيد أخر، يرى المختص بالشئون الليبية أن فرنسا تسرعت في قرار دخول الحرب في ليبيا دون أن تفكر في عواقب هذا القرار. واستطرد قائلا " وها هي انتهت الحرب وخرجت فرنسا دون أي فائدة كما لم يتم إرسال قوات تابعة للأمم المتحدة بعد ذلك لتأمين البلاد من المليشيات الجديدة"، مشيراً إلى أن هذه الحرب هي السبب في كل الأزمات في شمال أفريقيا. من جانب أخر، يرى الباحث المذكور أن المخاطر ربما تستمر في ليبيا خاصة مع استمرار المواجهات وإعادة تسوية الحسابات بين جميع الأطراف، مؤكدا أن الوضع ينذر بخطر في ليبيا.