قال"مارك لينش" أستاذ العلوم السياسية والشئون الدولية في جامعة "جورج واشنطن" إن تدهور الحياة السياسية المصرية أثار استقطابا كثيفا ولاذعا بين المصريين ، فقد تراجع العديد من الليبراليين المؤيدين للإخوان في عصر مبارك عن دعمهم، وظل من ينتقدونهم عند موقفهم لإثبات صحته، طبقا لصحيفة "فورين بوليسي". وأضاف لينش الذي كان من الأصوات المدافعة عن الجماعة طيلة خمسة سنوات ماضية، أن الإجماع الأكاديمي بني حول الإخوان اعتمادا على وضعهم قبل الثورة عام 2011، وحدد محللوا الولاياتالمتحدة الاتجاهات الرئيسية في تطور الجماعة الفكري وطبيعة صراعاتها الداخلية وصراعاتها مع تنظيم القاعدة والسلفيين والتوتر القائم بين طموحاتها الديمقراطية وبين نظرتها غير الليبرالية. مشيرا إلى أنه توصل لنتيجة مفادها ان : الليبرالين الذين دافعوا عن الإخوان ضد تعذيب نظام مبارك وقمعه كانوا محقين، مضيفا "وأنا أعتبر الدفاع عن حقوق الإنسان وحق المشاركة السياسية لمجموعة لا يتفق معها المرء بمثابة الاختبار الحقيقي لليبرالية ". يكمل لينش "إن تواجد الاخوان في فترة ما قبل 2011 يعفي من الاشتباك معهم حول ما جاء بعدها، ولا علاقة بما يشعر المرء في الماضي تجاه الأسئلة المتعلقة بقدرة الإخوان أن يكونوا ديمقراطيين مع الالتزامات الجديدة اليوم، ولا يعني إعطاء الفرصة للجماعة؛ لتشارك بشكل كامل في العملية الديمقراطية إعطائها علامة النجاح على السلوك السئ الذي كشفت عنه بمجرد أن أصبحت في السلطة أو السماح لها بالإفلات بإساءة تعاملها مع التعددية والتسامح، أو القيم العالمية. وأضاف: نظر معظم المحللين للإخوان كلاعب ديمقراطي وليس ليبرالي، حيث إن لدى الإخوان سجلا من المشاركة في الانتخابات بكافة أنواعها، وأظهرت نوعا من الديمقراطية حين خسرت وسلمت السلطة بطريقة سلمية. وطورت الجماعة آلتها الانتخابية عندما سنحت لها الفرصة، ولم يكن أحد في الأوساط الأكاديمية يشك في أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تبلي حسنا في الموجة الأولى من الانتخابات، كما قدر الأكاديميون أيضا نسبة الدعم الشعبي للإخوان عند 20 %، وهي نسبة لا تبتعد كثيرا عن نسبة 25 % التي حققها محمد مرسى في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. ولكن لم تتم ترجمة التزام الإخوان بالإجراءات الديمقراطية أبدا بشكل فعلي إلى التزام بالقواعد والأعراف الديمقراطية، وقد ناضلت الجماعة دائما ذلك التوتر الواضح بين التزامها بالشريعة وبين مشاركتها في انتخابات ديمقراطية. وأشار الباحث إلى أن الإخوان في عصر مبارك شكلوا ظاهرة حقيقية، "أتذكر أنني تعرضت للهجوم في ذلك الوقت بسبب وصفي لهؤلاء الأفراد ب"المدونين" بدلا من اعتبارهم جزءا من حملة دعائية للإخوان، لكن أداء الأفراد الذين ألمحت إليهم على مدى السنوات القليلة الماضية يتحدث عن نفسه: على سبيل المثال، أصبح إبراهيم الهضيبي مفكرا بارزا. ورأى أن أعظم مفاجأة في أداء جماعة الإخوان بعد العام 2011 هي عدم أهليتها البسيطة، وكان سلوك الإخوان في السلطة - وفي بيئة ما بعد الثورة بشكل أوسع- مروعا، غير كفء استراتيجيا، ومدمرا بشكل كبير للإجماع الاجتماعي الأوسع نطاقا. ويتحمل الإخوان اللوم حقا عن الكثير من الاستقطاب الاجتماعي وضعف المؤسسية التي يعاني منها تحول مصر، ويرجع ذلك إلى أن سنوات ما قبل الثورة أنتجت قيادات سيئة، وأنتج ذلك حصيلة سلبية على التوازن الداخلي للسلطة داخل جماعة الإخوان.