يحيى الكيان الصهيوني اليوم، ذكرى ما يصر على أنه "المحرقة النازية "أو كما يُعرف بالعبرية "يوم هشؤاه"، وبعيدا عما يدعيه اليهود من أساطير بخصوص هذه المحرقة كانت أساسا - ولا تزال - لدولة تقوم على الأكاذيب؛ يطرح التساؤل نفسه، أين أثر المحرقة المزعومة في المجتمع الصهيوني اليوم بعد مرور عدة عقود عليها؟. وفي حقيقة الأمر فإن الصهيونية اتخذت من هذه المحرقة وسيلة لخداع معظم دول العالم ووهم قادته بما تعرض له اليهود من عذاب وتنكيل؛ ومن باب الإنصاف فإنهم جنوا كثيرا من المكاسب بهذه الخديعة الكبري وفازوا باستعطاف قيادات العالم بعد إقناعهم بما تعرضوا له من تعذيب. فإذا ما رصدنا وضع المجتمع الصهيوني اليوم بعد مرور نحو 70 عاما على هذه المحرقة اتضح لنا أنه لم يتعلم شيئا من هذه المحرقة سوي إعادة إنتاج العنصرية والانتقام، بقتل و تشريد أبناء الأرض الفلسطينية الذين حتى وإن صحت مزاعمهم عن المحرقة، فلا يوجد مبرر واضح لأن يدفع الفلسطينيون ثمنا لفعل غربى /غربى. سأستعين هنا بحادثة نشرها الإعلام الصهيوني اليوم والذكرى طازجة حيث تم طرد طالب عربي من فصله الدراسي وذنبه الوحيد هو أنه لم يقف أثناء اندلاع صافرات إحياء المحرقة التى تستمر لمدة دقيقتين؛ يقف خلالها الإسرائيليون في كل المصالح الحكومية أو جوانب الحياة، وبعد انتهاء الصافرة تعالت صيحات الطلاب اليهود تنادي بطرد الطالب العربي وقد حدث ما طالبوا به. وإذا ما تركنا الجانب الاجتماعي وانتقلنا للحياة السياسية نجد أن قيادات الكيان الصهيوني تستغل المحرقة في جني مكاسب تارة والادعاء بالترهيب والخوف من بعض الدول الأخري؛ فهاهي القيادات الإسرائيلية تزعم أن الجمهورية الإيرانية بقياداتها تسعي لتنفيذ محرقة جديدة ضد اليهود تقضي بها على وجودهم. ولم يقتصر اتهام القيادات الصهيونية على طهران وحدها بل إنهم وجهوه إلى كل مناضل وطني يدافع عن بلاده ويخوض معركة تحريرها؛ حيث اتهموا قيادات المقاومة بأنهم يرسلون تصريحات وصفوها بالعدائية وأنها تعادل ما لقيه اليهود خلال المحرقة. وفي محاولة من قيادات الكيان الصهيوني بإقناع العالم بتآمر بعض الدول العدائية ضدهم كما يدعون؛ خرج علينا اليوم رئيس الوزراء"بنيامين نتنياهو" ورئيس أركان جيش الاحتلال "بيني جانتس" متعهدين بعدم تكرار محرقة جديدة ضد اليهود، مدعين أن المخاطر تحاصر مستوطني الكيان الصهيوني من كل الجهات؛ وكالمعتاد ربط نتنياهو بين المحرقة اليهودية وبين مخاطر البرنامج النووي الإيراني.