نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصادر ليبية مطلعة أن عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي التي غادرت الجزائر منذ مدة طويلة حطت بإحدى الدول العربية، مؤكدة أن سلطات هذه الدولة حصلت مسبقا على تعهد من أفراد العائلة بعدم استخدام أراضيها للعمل السياسي أو الإعلامي ضد ليبيا بأي شكل من الأشكال. وقالت هذه المصادر - التي لم تكشف هويتها: إن حكومة الدولة العربية منحت عائلة القذافي المتكونة من زوجته صفية فركاش وأبنائه الثلاثة عائشة ومحمد وحنبعل وأحفاد القذافي، حق اللجوء السياسي على أراضيها، لافتة إلى أنه تم إبلاغ السلطات الليبية والجزائرية بهذه الترتيبات بشكل مسبق حتى لا يساء فهم موقفها. كما تم منح أفراد العائلة جوازات سفر دبلوماسية خاصة لتسهيل انتقالهم من الجزائر، وهو ما يعني أن مغادرتهم كان بإرادتهم، كما قد يكون مرده القيود التي وضعتها السلطات الجزائرية للعائلة، وعلى رأس هذه القيود عدم التصريح إعلاميا والإساءة إلى ليبيا وهي القيود التي شكلت تعهدات بالنسبة للجزائر حيال السلطة الجديدة في ليبيا. وكشف المسئول الليبي أن خروج عائلة القذافي كان ضمن اتفاق ثلاثي، وصفه ب"الخروج الآمن" الذي استشيرت بشأنه السلطات الليبية، طالما أن عائلة القذافي لن تسبب المتاعب لها بعد خروجها من الأراضي الجزائرية التي لجأت إليها، قبل انهيار نظام القذافي ومقتله في 29 أوت 2011. وقال مسئول ليبي آخر: إن الدولة التي وافقت على استضافة عائلة القذافي وإيوائها لم يكن لها أي موقف حاد من الثورة الليبية، مشيرا إلى أن العائلة فضلت اللجوء لدولة عربية بدلا من الدول الإفريقية أو الأوروبية التي ارتبطت في السابق بعلاقات وطيدة مع نظام القذافي قبل سقوطه، في مقابل ذلك نقلت الشرق الأوسط عن مصدر من المجلس المحلي لمدينة الزنتان الليبية أن عائلة القذافي انتقلت إلى سلطنة عمان، بينما عادت زوجة هنيبعل نجل القذافي اللبنانية الأصل إلى لبنان برفقة أبنائها، بينما تقيم عائشة ووالدتها صفية فركاش زوجة القذافي في السلطنة برفقة محمد، الابن الأكبر للقذافي في إحدى المناطق المعروفة في السلطنة المخصصة لأمراء السلطنة فقط والدبلوماسيين.