كشفت مصادر ليبية مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" النقاب عن أن عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، توجهت إلى إحدى الدول العربية بعد خروجها من الجزائر. وأكدت المصادر، أن سلطات هذه الدولة حصلت مسبقاً على تعهد من معظم أفراد العائلة بعدم استخدام أراضيها للعمل السياسي أو الإعلامي ضد ليبيا بأي شكل من الأشكال. وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن حكومة هذه الدولة العربية منحت عائلة القذافي التي تضم زوجته صفية فركاش وأبناءه الثلاثة عائشة ومحمد وهانيبال وأحفاد القذافي، حق اللجوء السياسي على أراضيها، لافتة إلى أنه تم إبلاغ السلطات الليبية والجزائرية بهذه الترتيبات بشكل مسبق حتى لا يساء فهم موقف الدولة العربية. وتم منح أفراد العائلة جوازات سفر دبلوماسية خاصة لتسهيل انتقالهم من الجزائر بعد حصولهم على حق اللجوء السياسي في الدولة. وقال مسئول ليبي إن خروج عائلة القذافي كان ضمن اتفاق ثلاثي، مؤكدا أن السلطات الليبية لم تعترض على ما وصفه بهذا "الخروج الآمن"، طالما أن عائلة القذافي لن تسبب المزيد من المتاعب لها بعد خروجها من الأراضي الجزائرية التي لجأت إليها، قبل انهيار نظام القذافي ومقتله في أكتوبر عام 2011. ولفت نفس المسئول إلى أن رئيس الحكومة الانتقالية د.علي زيدان، زار الجزائر بعد خروج عائلة القذافي منها متوجهة إلى الدولة العربية الثالثة، لتأكيد أن السلطات الليبية تسعى لعلاقات حسن جوار مع الجزائر وبقية دول جوارها الجغرافي بغض النظر عن موقف هذه الدول سابقا من إيواء عائلة القذافي. وقال مسئول ليبي آخر، إن الدولة العربية التي وافقت على استضافة عائلة القذافي وإيوائها لم يكن لها أي موقف حاد من الثورة الليبية، مشيرا إلى أن عائلة القذافي فضلت اللجوء لدولة عربية بدلا من التوجه لإحدى الدول الأفريقية أو الأوروبية التي ارتبطت في السابق بعلاقات وطيدة مع نظام القذافي قبل سقوطه. وكان سفير الجزائر لدى ليبيا عبد الحميد بوزاهر، قد أكد أول صحة المعلومات حول مغادرة معظم أفراد عائلة الأراضي الجزائرية لدولة ثالثة منذ وقت طويل، مؤكدا أنه ليس هناك أي فرد منهم على أراضيها حاليا. ولا يزال الساعدي النجل الآخر للقذافي يقيم في النيجر، بينما شقيقه سيف الإسلام معتقل في السجن بمدينة الزنتان الليبية، بانتظار استئناف محاكمته في مايو المقبل وسط اعتراض من المحكمة الجنائية الدولية. وفي غضون ذلك، أفاد مصدر من المجلس المحلي لمدينة الزنتان الليبية، أن مصادر كثيرة داخل ليبيا تؤكد وجود عائلة القذافي في سلطنة عمان، وأن «إلين سكاف زوجة هانيبال نجل القذافي اللبنانية الأصل عادت إلى لبنان برفقة أبنائها، بينما تقيم عائشة ووالدتها صفية فركاش زوجة القذافي في سلطنة عمان، برفقة محمد الابن الأكبر للقذافي في إحدى المناطق المعروفة في السلطنة، حيث إن هذه المنطقة مخصصة لأمراء السلطنة فقط والدبلوماسيين، لكن لم يصدر أي تصريح رسمي يؤكد أو ينفي هذه المعلومات. وما يدعم صحة هذه المعلومات هو أن مصادر ليبية أكدت في وقت سابق أن السلطات الجزائرية أبلغت وفدا ليبيا أن عائلة القذافي حصلت على عرض بمنحها حقا للجوء السياسي في سلطنة عمان، شريطة عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي. مشيرة إلى أن العرض يقتصر فقط على السيدات والذكور دون سن ال18، مما يعني أن العرض يشمل صفية زوجة القذافي وابنته عائشة وأحفاده فقط، لكنه يستثني أبناءه الآخرين، الأكبر محمد من زوجته الأولى بالإضافة إلى هانيبال. ونقلت مواقع إخبارية ليبية أن محمد القذافي قد يكون استقر في قطر، في حين استقر باقي أفراد العائلة في سلطنة عمان.