كشفت تقارير لبنانية النقاب عن تفاصيل وحقائق جديدة حول «ظاهرة الجهاد» في سوريا، مشيرة إلى أن 40 في المائة من «الجهاديين» الأجانب في سوريا هم من الجنسيّة التونسية، وأكثر من الثلثين منهم يقاتلون في صفوف «جبهة النصرة». وأوضحت التقارير ذاتها، أن تفاصيل الرحلة التي يخوضها جهاديو تونس نحو بلاد الشام، تعكس انتشار الدعوة الجهادية بشكل مخيف وأيضا الحرب الضارية التي يشكل الجهاديون الأجانب وقوداً لها.. والأهم عن يد خارجية تحرك هذا المسار، مشيرة إلى أن هذه اليد هي يد قطرية بالأساس. وكانت جريدة «الشروق» قد نشرت، في 12 مارس الحالي، ملحقاً تفصيلياً لعشرات القتلى التونسيين في سوريا، يتضمّن أسماءهم وصورهم والمحافظات التي ينتمون إليها، فضلاً عن تاريخ ومكان مقتلهم في سوريا. وكان لافتاً أن أغلبيّة الجهاديين ينتمون إلى محافظة بن قردان، الواقعة جنوبي تونس. واشارت التقارير إلى أن بن قردان تعتبر، من أكثر المناطق تصديراً للجهاديين إلى سوريا. ووفق ما أوردته « السفير» اللبنانية تقيم المجموعات الجهادية في ليبيا معاقل للتدريب في محافظة غدامس، التي لا تبعد إلا ب 70 كم عن الحدود التونسية، يتلقى فيها هؤلاء الشبان بعض التدريبات العسكرية، ثم ينتقلون إلى محافظة الزاوية ليستكملوا تدريباتهم لمدة 20 يوماً. ثم ينتقلون إلى ميناء البريقة للسفر إلى إسطنبول ومنها إلى الحدود السورية، حيث يُسلمون إلى «الجيش السوري الحر» و«جبهة النصرة». ووفقاً للتحقيقات التي استندت اليها الصحيفة، قد يكون لبنان وجهة أيضاً لجهاديي تونس إلى جانب تركيا. ففي حال أراد الجهادي التونسي أن ينضمّ إلى «الجيش السوري الحر» في حلب والمدن الشمالية القريبة منها، يذهب عبر تركيا، أما إذا كان سيعبر إلى دمشق أو ريفها والمناطق المتاخمة فيتوجه إلى لبنان. وتشير التحقيقات ذاتها إلى أن تكتم السلطات عن الأمر قد يكون مرتبطاً بتورط بعض القياديين في الحكومة التونسية في تمويل وتسهيل إرسال الشبان التونسيين للجهاد في مالي وسوريا وفي السياق ذاته، تقول ل«السفير» شقيقة أحمد التوهامي، وهو أحد الشباب المفقودين في سوريا، «بعد الثورة أصبح أخي يتردد على أحد مساجد ولاية سوسة، ثم أبلغنا أنه يعتزم الذهاب إلى ليبيا للبحث عن عمل في مجال البناء، ومن يومها لم يعد. بعدها لم نسمع عنه أي خبر إلى أن بثت قناة الدنيا اعترافاته بالتسلل إلى التراب السوري عن طريق تركيا». ويطالب أهالي الجهاديين المنظمات الإنسانية كذلك بدعم قضية استرجاع أبنائهم. أخبار مصر - البديل