كرس معظم البريطانية الصادرة صباح الجمعة تغطياتها الرئيسية لمتابعة ازمة مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج بعد أن منحته حكومة الأكوادور حق اللجوء السياسي اليها. فخرجت صحيفة الغارديان بعنوان رئيسي على صفحتها الاولى المملكة المتحدة والاكوادور في مواجهة بسبب أسانج ، قدمت تحته تغطية موسعة لأزمة أسانج شملت تقارير اخبارية ومقالات رأي فضلا عن مقالها الافتتاحي. وتقول الصحيفة في تغطيتها إن أزمة دبلوماسية كبيرة حدثت بسبب منح الاكوادور حق اللجوء السياسي لأسانج في محاولة لتجنيبه الإبعاد من بريطانيا لمواجهة الاتهامات الموجهة ضده في السويد بإرتكاب اعتداءات جنسية. وتتوقف عند تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التي حذر فيها الحكومة الأكوادورية من أن الحصانة الدبلوماسية يجب ان لا تستخدم لتوفير ملاذ آمن لمن يواجهون تهما اجرامية. وشدد هيغ على أن أسانغ سيعتقل إذا ما غادر مبنى السفارة الاكوادورية في لندن الذي يعيش فيه منذ شهرين. إذ قال وزير الخارجية البريطاني لن نسمح أن يحصل أسانج على ممر آمن للخروج من المملكة المتحدة، وليس ثمة أي قاعدة قانونية تسمح لنا بذلك . وكانت السفارة الأكوادورية فسرت رسالة تسلمتها من الخارجية البريطانية بهذا الشأن بأنها تهديد بأقتحام السفارة الاكوادورية في لندن، الامر الذي نفاه هيغ في تصريحاته ، كما نفى ما أطلقه أسانج ومؤيدوه في أن ثمة صفقة تقضي بإبعاده الى الولاياتالمتحدة. وفي افتتاحيتها التي كرستها لمناقشة قضية أسانغ ترى الصحيفة أن وضع اللجوء السياسي لا ينطبق على مؤسس موقع ويكيليكس، وان من الخطأ ان تعطيه الأكوادور مثل هذا الحق. وترى الصحيفة في الوقت نفسه أن بريطانيا كانت مخطئة أيضا بالتهديد بإقتحام السفارة، (وهو الامر الذي ذكرته الأكوادور ونفاه وزير الخارجية البريطاني لاحقا)، فتذكير وزارة الخارجية لسفارة الاكوادور بأن قانون عام 1987 يسمح لها، اذا كان مسموحا وفق القانون الدولي، أن تدخل إلى مرافق السفارة، كان خطأ بحسب رأي الصحيفة، يسمح للأكوادور بتحويل الانتباه بعيدا عن القضية الأساسية وهي مواجهة الاتهامات الجنائية في السويد. وتخلص الصحيفة الى أن أمر ابعاد أسانج ما زال قائما، اذ أنه سيعتقل حال خروجه من السفارة الأكوادورية، كما ان سيارة السفارة لا تمتلك الحصانة الدبلوماسية، والقانون يجب أن يطبق في النهاية، لذا على بريطانيا التركيز على ان تكون صبورة وأن تفعل الشيء الصحيح في الوقت نفسه. وفي صحيفة الاندبندنت يكتب أوين جونز مشددا على ضرورة عدم منح اسانج أي حصانة في مواجهة الاتهامات الجنائية التي يواجهها، قائلا ان الحكومة الاكوادورية كانت مخطئة في وصف الاتهامات ضد مؤسس موقع ويكيليكس ب المضحكة . ويشير جونز إلى انه من المؤيدين لموقع ويكيليكس ودوره في الكشف عن بعض الخدمات والجوانب المظلمة لدى القوى الغربية، كما هي الحال مع تسريب نحو 400 ألف وثيقة عن حرب العراق في تشرين الاول /اكتوبر 2010 كشفت على سبيل المثال لا الحصر عن وجود ممارسات تعذيب على مستوى واسع وعن وفاة الالاف من المدنيين، الا انه يرى أن مثل هذا الدور لا يعني منح الحصانة لأسانغ ضد اتهامات جدية يواجهها في السويد. وفي الاتجاه ذاته تقول صحيفة ديلي تلغراف في تغطيتها إن أسانج ينوي اعطاء تصريحات امام بناية السفارة الاكوادورية في لندن، بيد أنه سيواجه الاعتقال إذا خرج من ملجئه في السفارة ليلقي بيانه وتصريحاته أمامها الاحد. وفي تغطية شؤون الشرق الاوسط تحظى تغطية الأزمة السورية بأهتمام عدد من الصحف البريطانية، فتقدم ديلي تلغراف في تقرير مراسلها ريتشارد سبنسر من حي صلاح الدين في حلب لقاءً مع أحد الجهادين الاسلاميين المقيمين في بريطانيا والمشارك في القتال ضد قوات نظام دمشق في حلب ثاني أكبر المدن السورية. ويقول المراسل إنه التقاه في مستشفى ميداني خلف خطوط القتال بينما كان برفقة صديق عراقي يدعى حسن له اصيب برصاصة في ساقه، وجلبه لتلقي العلاج في المستشفى الميداني. ويقول المراسل ان ابو يعقوب ، وهذا الاسم الذي اطلقه على نفسه، كشف له أنه تحول إلى الاسلام منذ خمس سنوات، وانه وصل الى سوريا في وقت مبكر من هذا العام للانضمام إلى القوى الثورية الطامحة لاسقاط نظام الرئيس الاسد. وينقل عنه رغبته في البقاء في سوريا حتى الموت، وان موته هنا يعني ان سيتذوق طعم الجنة، حسب تعبيره. ويقول المراسل انه على خلفية اصوات القذائف التي كانت تقصف حي صلاح الدين، وافق أبو يعقوب على الحديث قليلا عن نفسه، الا انه بدا عصبيا لان صحفيا اكتشفه. ويضيف أنه اشار الى انه من حي والثامستو في لندن، متحدثا بلهجة شرقي لندن عن هاكني ووالثامستو، لكنه توقف فجأة عن الحديث،وبدا ايضا غير مهتم بفعاليات اولمبياد لندن. ويقول المراسل إن ابا يعقوب قدم إلى سوريا قبل اربعة اشهر لمساعدة الناس هنا كما يقول، وانه يقاتل مع صديقه حسن مع احرار الشام أكبر جماعة اسلامية في حلب يقدر تعداد اعضائها ب 500 شخص. وبالمقابل تقول جماعة لواء التوحيد انها تقود القتال في حلب وانها مؤلفة من رجال من مدن وقرى المحافظة الشمالية ولديها نحو 8 آلاف رجل وتشكل نحو 80 في المئة من القوة القتالية. ويضيف المراسل انه رفض تصويره كما انه قال عندما سأله ان كان متزوجا الله يعلم ، مشيرا الى أمه وهي امرأة مسيحية تعرف ماذا يفعل وهي راضية عنه و انها امرأة خيرة حسب تعبيره. ويشير الى ان الصحيفة علمت انه من مواليد تنزانيا وقد قدم طفلا الى بريطانيا. ويقول المراسل إن المقاتلين الاجانب هم أقلية حتى داخل الجماعات الاسلامية المتطرفة، وإن الاغلبية تأتي من دول العربية امثال لبنان وليبيا وتونس والمغرب. وينقل عن عبد الرحمن سلامة قائد تنظيم جبهة النصرة في حلب قوله إن جماعته تضم مقاتلين اجانب ومقاتلين سوريين ممن قاتلوا الامريكيين في العراق، الأمر الذي قد يثير مخاوف الغرب من هيمنة القاعدة على هذه القضية، كما ينقل عنه إشارته إلى أنه يعرف مقاتلين بريطانيين في كتائب اخرى. كما ينقل عن الصحفي جون كانتلاي الذي اختطف لفترة قصيرة واحتجز في منطقة باب الهوا من قبل مجموعة جهادية عالمية قوله إن خاطفيه كانوا يتحدثون بلهجة بريطانية. وفي ختام تقريره ينقل المراسل عن مقاتل سوري كان في المستشفى الميداني ذاته قوله، وهو يرى ابو يعقوب وصديقه حسن يعودان ضاحكين الى جبهة القتال لماذا يأتون الى هنا؟ نحن لانحتاجهم؟ يأتون الى الجهاد الا ان بعضهم متطرفون ونحن لسنا متطرفين في سوريا . وتتوقف صحيفة الفايننشيال تايمز في تغطيتها عند مخاوف إنتقال ما يجري في سوريا الى لبنان، ضاربة مثلا بموجة عمليات الاختطاف في لبنان، بعد اختطاف الجيش السوري الحر لمواطن لبناني يتهمه بالعمل مع حزب الله والنظام في دمشق. وترى الصحيفة إن هذا الامتداد يهدد الاقتصاد اللبناني وبتفجير السلم الهش في البلاد. وتضرب مثلا بدعوة دول السعودية والكويت والامارات وقطر والبحرين لرعاياهم بمغادرة لبنان بعد تهديد عائلة المقداد الشيعية اللبنانية باختطاف رعايا سوريين ومن هذا الدول ردا على اختطاف احد افراد العائلة في سوريا. وتقول الصحيفة انه على الرغم من تأكيد العائلة على أنها لن تستهدف رعايا هذه الدول الا ان الوضع ظل قلقا وسط تصاعد المخاوف من عدم قدرة الحكومة اللبنانية على التعامل مع تداعيات الانتفاضة السورية التي تمر الان في شهرها السابع عشر. ويضيف تقرير الصحيفة أنه ليس من الواضح ما الذي فعلته السلطات اللبنانية لوقف عمليات الاختطاف أو ما إذا كانت قادرة على احتواء المزيد من العنف. وينقل التقرير عن مسؤول من الائتلاف الحاكم في بيروت قوله إن حرارة النار ستصل الى لبنان... كل يوم انت تعمل كفريق اطفاء لإطفاء تلك الحرارة، الا أنها ما زالت تغلي في الجانب الاخر . كما تتوقف الصحيفة نفسها في تقرير آخر عند الخلاف بين الاسلاميين والعلمانيين على دور المرأة في تونس. ويقول التقرير إن الجدل يدور بشأن وصف الدستور المقترح للمرأة بأنها مكملة للرجل في الحياة العائلية، الذي تسبب في انقسام حاد في تونس بين الاسلاميين والمعارضة العلمانية التي تكافح منذ سنوات لجعل هذا البلد الشمال افريقي معقلا للمساواة بين الجنسين. اذ يحتج الناشطون العلمانيون على أن هذا الوصف يعجز أن يعكس مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة، الأمر الذي يثير مخاوفهم في أن يدفع قادة البلاد الاسلاميون الجدد الى إجراء تعديلات دستورية يمكن أن ترتد على عقود من التقدم في ما ينظر اليه كأحد اكثر البلدان العربية ليبرالية. ويقول التقرير إن آلاف التونسيات كن يصرخن إثناء مظاهرة سارت في شارع الحبيب بورقيبة هذا الاسبوع ان المرأة التونسية هي امرأة ونصف . ويضيف أن مسودة الدستور التي أنجزتها الجمعية الدستورية التي يقودها الاسلاميون ستعرض للاستفتاء الشعبي السنة المقبلة، بينما يتواصل الجدل بين حكومة حزب النهضة التي انتخبت بعد اسقاط الرئيس السابق زين العابدين بن علي والناشطين لتحدي وصف دقيق لوضع المرأة في مسودة الدستور. ويصف الناشطون المادة 28 من مسودة الدستور التي تقول إن للمرأة دورا مكملا للرجل في العائلة بأنها عبارة لا مبرر لها ومهينة وتمثل تهديدا للحقوق المرأة. ويرد المسؤولون في حزب النهضة الاسلامي برفض اتهامهم بأنهم يحاولون مصادرة حقوق المرأة باسم الاسلام، ويقولون إن الحزب وافق على مطالب العلمانيين باستبعاد اي اشارة الى ان الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مقدمة الدستور، ومشيرين ايضا الى أن عبارتين أخريين في الدستور تشيران إلى المساواة بين الرجل والمرأة في تونس.