ذكرت صحيفة الشروق التونسية أن المبادرة التي تقدم بها رئيس الحكومة التونسي السابق حمادي الجبالي مثلت نقطة فارقة في علاقته بحركة النهضة الذي يشغل منصب الأمانة العامة فيها، حيث إن هذه المبادرة وضعته أمام خيارين : إما تكوين حزب جديد أو الترشح باسم حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. غير أن الصحيفة استبعدت الخيار الأول خاصة بعد أن قام الجبالي بنفي خبر قيامه بتأسيس حزب جديد وكذلك قيامه بتقبيل جبين رئيس الحركة راشد الغنوشي في مجلس الشورى الأخير، من جانب آخر رجحت مصادر من حركة النهضة نفسها ترشيح الجبالي لمنصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات القادمة. في حين أشار الدكتور سالم الأبيض محلل سياسي تونسي إلى أن المبادرة مثلت نقطة محورية في علاقة الجبالي بحركته، حيث إن الجبالي أنقذ حكم النهضة والنهضة نفسها من تداعيات عملية اغتيال شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين المعارض التي كانت ستؤدي إلى انهيار في رأس الدولة لو ذهبت تلك التداعيات إلى خواتيمها تيمنا بتجارب سياسية قريبة لعل أهمها تجربة صعود الإسلاميين في الجزائر في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. وعلى صعيد آخر، أكد الدكتور الأبيض أن مبادرة الجبالي لم تكن مسرحية من إخراج الحركة، مضيفا أنه يعتقد أن النهضة بلغت من التناقضات والاختلافات السياسية ما يهدد بتصدعها أو حتى إلى انقسامها إلى أكثر من حزب فهي قد مسكت أنفاسها تجاه ما اعتبرته انقلابا أو ما يشبه ذلك في مبادرة حمادي الجبالي ثم استوعبت المسألة واستكملت مسارها بعملية سياسية أخرى بقيادة علي العريض. ومن جانب آخر، لفتت صحيفة الشروق إلى أنه بحسب العديد من السياسيين فإن خروج حمادي الجبالي من حركة النهضة غير وارد في هذه المرحلة خاصة وأنه نفى أن تكون له أي نية لذلك وهو ما يرجح تصريحات قيادات الحركة التي أشارت إلى أن الجبالي سيكون مرشحها لرئاسة الجمهورية ومن بينهم نذكر رئيس كتلة حركة النهضة الصحبي عتيق الذي صرح بذلك مباشرة بعد تعيين علي العريض على رأس الحكومة المقبلة. وأوضحت الصحيفة أن تلميحات رئيس الحركة راشد الغنوشي قد تكون حاسمة في تأهيل الجبالي إلى دور وطني في المستقبل، فالغنوشي قد تجنب على طول فترة الأزمة الأخيرة التجريح في حمادي الجبالي بل أطلق عليه عبارة "القائد حمادي" الذي أحسن امتصاص الحالة المتوترة التي بلغتها البلاد في أعقاب اغتيال الفقيد شكري بلعيد، كما أن الغنوشي توقع في تصريحات له أن يكون للجبالي دور سياسي كبير في المستقبل.. Comment *