خمس منظومات نهرية: دوائر مناخية رئيسية تتميز بتضاريس متباينة بداخلها، تنوع بيئي مع سيمترية وتناسق بين شمالها وجنوبها، حزام من الغابات يحف بوسطها، ثروات حيوانية غير عادية.. إنها القارة الأم.. "إفريقيا". وما بين التنوع البيئي والمناخي تنوع فى الثروات المعدنية، فإفريقيا تمتلك على ظهرها وفي باطنها موارد معدنية وطبيعية هائلة، إذ إن لديها 75 بليون برميل من احتياطي النفط، وما نسبته 9% من الاحتياطي العالمي لهذا المورد الحيوي، وتنتج إفريقيا حوالي ثلاثمائة مليون طن منه لتوليد الطاقة، وقد سجلت المناطق شبه الصحراوية في القارة في السنوات الأخيرة اكتشافات نفطية من شأنها أن ترفع من معدلات إنتاجها من النفط في المدى القريب، كما أن إفريقيا تنتج 22 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميًّا، وبنسبة 7.5% من إجمالي الإنتاج العالمي من هذا المورد الاقتصادي، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة في السنوات القادمة، وذلك بالنظر إلى الكميات الضخمة التي تم اكتشافها في أنحاء متعددة من القارة، وتعكف الآن الشركات المتخصصة على استخراجها واستخدام أحدث التقنيات والمعدات الصناعية في ذلك، ويبلغ احتياطي الغاز الطبيعي في إفريقيا نحو 477 تريليون قدم مكعب، وبنسبة 6.9% من الاحتياطي العالمي. وتمتلك القارة الإفريقية 95 % من احتياطي الماس في العالم، وتنتج 50 % من معدل الإنتاج العالمي من هذا المعدن الثمين، كما أنها تنتج 70 % من معدل الإنتاج العالمي من الذهب، و33 % من النحاس، و76 % من الكوبالت، وتمتلك 90%من احتياطي العالم من البلاتين، وتنتج حوالي 75%من هذا المعدن، كما أنها تنتج 9 % من الحديد، ويتراوح احتياطيها من الحديد والمنجنيز والفوسفات واليورانيوم من 15- 30 % من إجمالي الاحتياطي العالمي من هذه المعادن والموارد الطبيعية. أما بالنسبة للطاقة الشمسية فإن إفريقيا تمتلك أكبر مخزون لهذا النوع من الطاقة، حيث يوجد بها أكبر وأوسع صحارى العالم، التي تعد المصدر الأساس لتوليد الطاقة الشمسية. كل هذه الثروات لا تعادل شيئًا بالنسبة إلى ثرواتها الحيوانية المهدرة، ما بين تهريب حيوانات نادرة إلى دول العالم، وتدمير الغطاء الحيواني والتهديد بانقراض حيوانات، مثل وحيد القرن والفيل الإفريقي؛ بحثًا عن العاج.. هذة الخامة المطلوبة لصناعة الحلي وأدوات الزينة. تعد تجارة العاج المحرمة دوليًّا أهم تجارة فى إفريقيا وأخطرها، بل إن تهريب العاج والاتجار به يأتيان على رأس التجارة هناك، وقبل تجارة المخدرات!! وتعد كل من الصين ثم مصر أهم الدول التي تتعامل مع العاج المهرب من القاره السمراء، ومصر أهم المنافذ التي يتم عبرها تصدير العاج المهرب، حيث يرصد التقرير الذي قام به كل من أرموند مارتن ولوبس فيغن أنه ومنذ العام 2009 لم يتم ضبط أي منتجات عاجية فى مصر، وأنه ما بين 2003-2010 تم رصد تباين فى قطع العاج المعروضة، فقد تم رصد 3000 قطعة تركز توزيعها ما بين خان الخليلى والمناطق المحيطة بالأهرام فى الجيزة، وبعض البازارات فى التحرير، وقريبًا من الكنيسة القبطية، ومنطقة الزمالك. وتعد السودان من أهم الدول التي يدخل عبرها العاج إلى مصر التي تأتي كرابع دولة إفريقية تتعامل إنتاجًا وتسويقًا للعاج بعد إيدبيجان، ساحل العاج، زيمبابوي، حيث تتنج مصر 918 سلعة من هذا الخام تركز صنعها ما بين 1990-2000. الجدير بذكر أن مصر إحدى الدول التي وقعت على اتفاقية "سانتس" لحماية الحياة البرية 1990؛ مما يمنع منعًا باتًّا التعامل مع العاج صناعة وتجارة، ورغم ازدياد الإقبال على منتجات العاج، إلا أنه لم يتم رصد أي قطع عاج منذ عام 2009. Comment *