نشرت صحيفة الفاينانشال تايمز مقالا يتناول خطط الأردن لإنشاء مفاعلين نوويين على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب الحدود السورية. ورأت الصحيفة أن هذا سيوسع من امتداد الطاقة النووية في أنحاء العالم العربي حتى في الوقت الذي تعصف فيه بالمنطقة انتفاضات شعبية. وأشارت أن عمان ستختار الشهر المقبل "كونسورتيوما" روسيا أو فرنسيا - يابانيا لبناء المفاعلين النوويين بالقرب من العاصمة بتكلفة تقدر ب 12 مليار دولار، وفقا لتصريحات خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية. وقالت الصحيفة إن خطط الأردن في هذا الشأن تبرز المخاطر السياسية لتزايد الاهتمام بالطاقة النووية في منطقة الخليج وحولها، خاصة بين الأنظمة الغنية بالنفط والمتعطشة للطاقة مثل الإمارات والسعودية. ويواجه الأردن مصاعب اقتصادية وقد عصفت به بعض الاضطرابات على فترات متقطعة منذ بداية الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي قبل أكثر من عامين. ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن "طوقان" قوله "إننا نعيش حاليا في أزمة طاقة خطيرة للغاية". وأضافت أنه بالرغم من أنه من غير الواضح كيف سيتم تمويل المشروع الأردني، فإن مصادر مطلعة ذكرت أن المشروع حصل على دفعة من خلال تمويل منحة مساعدات تنموية حصل عليها الأردن من دولة الإمارات. وقال مراقبون إن الإمارات حريصة على مساعدة الأردن لأنها تريد الاستفادة من احتياطيات الوقود النووي للبلاد والخبرات التقنية لمشروعها الخاص لبناء أربعة مفاعلات نووية بحلول عام 2020. ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص المطلعين على هذه الاتصالات قوله إن الأردن "لديه يورانيوم، ومهندسون نوويون مؤهلون". وبالرغم من وجود خطط لبناء مفاعلات نووية في كل من الإمارات والسعودية، هاتين الدولتين الغنيتين بالنفط، فإن تأخر البرنامج النووي الأردني يظهر العوائق السياسية المحتملة التي تواجه الطموحات العربية النووية. وأشارت أن الأردن أراد في بادئ الأمر اختيار كونسورتيوم أواخر عام 2011 لبناء مفاعل نووي، لكن العاهل الأردني الملك عبد الله اتهم العام الماضي إسرائيل بمحاولة عرقلة هذه المبادرة من خلال إثارة مخاوف شركاء محتملين، وهي التهمة التي رفضتها إسرائيل. ورفض الأردن توقيع اتفاقية مع واشنطن تتضمن شرطا لوقف تخصيب اليورانيوم في إطار خطته النووية، مؤكدا أنه لن يقبل بأي اتفاقية "تنتهك حقوقه السيادية". وأكدت الولاياتالمتحدة أنها لن تسمح للأردن بتخصيب اليورانيوم بسبب ما تراه من مخاطر للانتشار النووي في منطقة تفاقمت اضطراباتها بسبب الصراع في سوريا، والتوترات المتزايدة بسبب إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار الرفض الأردني قد يسبب مشاكل مع الكونجرس الأمريكي وإسرائيل. Comment *