قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تحقق رؤيتها الوردية في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد وفي نفس الوقت التوصل إلى حل للأزمة السورية يضمن سوريا معتدلة ومدنية بعد سقوطه إذا استمرت في الاعتماد على الحلفاء الإقليميين الذين ليس لديهم مصلحة كبيرة في تحقيق هذه النتيجة. وأضافت الصحيفة الأمريكية: أن الرئيس أوباما اعتمد بشكل كبير على التحالف مع تركيا في السعي للإطاحة بالأسد، في حين أن تركيا هي جزء من المشكلة لأنها تؤدي إلى تفاقم الصراع الطائفي في سوريا بدلا من المساهمة في إيجاد حل سلمي وتعددي. علاوة على ذلك، لم تقم الحكومة التركية - في ظل رعايتها للقضية السنية في سوريا- بأي محاولة لإظهار التعاطف مع مخاوف الأقليات العلوية والمسيحية والكردية في البلاد من أعمال انتقامية في حال سقوط الأسد. كما وفرت تركيا ملاذا حاسما للمقاتلين السنة المناهضين للأسد وساعدت في تسليحهم وتدريبهم. والأكثر من ذلك أن تركيا تغض الطرف عن وجود الجهاديين – جبهة النصرة- على أراضيها بل واستخدمتهم لقمع تطلعات الأكراد في سوريا. واستطردت الصحيفة أنه رغم ذلك ظل اوباما ، يعتمد على الدور التركي وأنشأ علاقة وثيقة مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، حيث عقد مسئولون أميركيون وأتراك عدة اجتماعات منذ الصيف الماضي تهدف إلى تسريع سقوط الأسد. ولكن هذا يعتبر نوعا من المديح لا تستحقه تركيا لأن أميركا لا ينبغي أن تتوقع من الأنظمة الاستبدادية العربية السنية التي مولت الانتفاضة السورية، مثل المملكة العربية السعودية وقطر، أن تساعد في تمكين قادة علمانيين ومعتدلين في سوريا بعد سقوط الأسد. وعلى الرغم من أن تركيا، وهى عضو فى حلف الناتو، كان عليها أن تعمل على تعزيز التعددية في مرحلة سوريا ما بعد الأسد، إلا أنها لم تقم بذلك. لذلك يجب على إدارة أوباما إعادة تقييم افتراض أن تركيا تلعب دورا بناء في إنهاء العنف في سوريا، كما يجب أيضا أن تأخذ نظرة فاحصة على الدور التركي في المساهمة في الصراع الديني. واختتمت الصحيفة قائلة: أن الولاياتالمتحدة يجب أن تحذر من الاعتماد على القوى السنية - لاسيما تركيا - التي تقدم الأجندات الطائفية التي تتعارض مع مصلحة أميركا في تعزيز التعددية والتسامح لان ترك الطائفية تتصاعد دون رادع يمكن أن يؤدي إلى حرب إقليمية خطيرة. Comment *