أقامت الجمعية المصرية للأدب المقارن برئاسة الدكتور أحمد عتمان مساء أمس الأربعاء، بمقر المجلس الأعلى للثقافة، ندوة ثقافية لمناقشة ترجمة المجموعة القصصية "ترجمان الأوجاع" تأليف جومبا لاهيري، شارك بالندوة، مروة هاشم المترجمة للمجموعة، وآمال مظهر أستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، والدكتورة عبير عبد الحافظ أستاذة الأدب الإسباني، والدكتورة فاطمة خليل أستاذة الأدب الفرنسي بجامعة حلوان. وقالت المترجمة مروة هاشم إن مجموعة "ترجمان الأوجاع" هي أول عمل أدبي تقوم بترجمته بتكليف من مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، مضيفة أنها تحمست للنص؛ لأنه يعكس عمق اختلاف الثقافات ومفاهيم الاغتراب والبحث عن الهوية، حيث تقدم فيه المؤلفة مزيجًا من الثقافات من خلال وصفها لتفاصيل حياة مجموعة من المغتربين الهنود بالولايات المتحدةالأمريكية، وتابعت هاشم قائلة "قدمت المؤلفة العديد من المواقف الإنسانية التي من الممكن أن تحدث في أي ثقافة من خلال تفاصيل الحياة اليومية، كما تناولت حالة الصراع المجتمعي التي يعيشها المغتربون، موضحة أن هؤلاء المغتربين لم ينتموا إلى ثقافة أجدادهم ولا ينتمون إلى الثقافة الجديدة، بل هم يمثلون حالات جديدة في أغلب الأحيان تائهة وضائعة؛ لأنهم دائمًا ما يبحثون عن أنفسهم، وفي الغالب يفشلون في الوصول إليها. وأشارت هاشم إلى أنها من بين قصص المجموعة التسعة تفضل ثلاث قصص، وهي "شأن مؤقت – امرأة مثيرة - القارة الثالثة والأخيرة"، حيث تقول "تأثرت كثيرًا بهذه القصص، وبكيت بكاءً شديدًا عندما قرأتها؛ بسبب الحساسية والشفافية الشديدة في الكتابة". وأضافت د. آمال مظهر أن المجموعة القصصية تتناول إحدى القضايا المهمة في الأدب الأمريكي، وهي حياة المهاجرين الهنود في أمريكا، وعن الترجمة قالت "ترجمة المجموعة جاءت دقيقة جدًّا وأمينة، حيث كانت المترجمة شديدة الحرص على ألا تخون النص الإنجليزي". من جهة أخرى وصفت د. عبير عبد الحافظ الترجمة التي قامت بها هاشم ب"المزدوجة"، ووضحت "أرى أن الترجمة التي قامت بها مروة تندرج تحت عنوان الترجمة المزدوجة؛ لأن المترجمة لم تترجم من النص الإنجليزي فقط، بل أراها ترجمت النص الهندي أيضًا، حيث جاء النص مغلفًا بالتراث الثقافي الهندي". وذكرت عبد الحافظ أن مروة هاشم استطاعت أن تنقل حساسية التجارب الذاتية للهنود المهاجرين من خلال ترجمة دقيقة لتفاصيل الحياة اليومية، ورغم وصفها للترجمة ب "الدقيقة"، إلا أن أستاذة الأدب الإسباني عابت على المترجمة اعتمادها على اللغة الكلاسيكية على الرغم من حداثة النص، حيث تقول "المفردات التي تم استخدامها أكسبت النص بعدًا زمنيًّا مختلفًا عن البعد الزمني للنص الأصلي، وهذا ما أفقد النص شيئًا من الحميمية". جدير بالذكر أن "ترجمان الأوجاع" هي المجموعة الأولي للكاتبة الأمريكية الهندية الأصل "جومبا لاهيري"، وصدرت عام 1999، ونالت عنها العديد من الجوائز، أهمها جائزة "بوليتزر للأدب في عام 2000". Comment *