تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم احتفالية فنية كبرى "الأربعاء"المقبل تكريما للموسيقار الراحل عمار الشريعي، تأكيدا على أهمية وقيمة الفن والثقافة المصرية وإبراز هويتنا المصرية والعربية خاصة عظماء الفنانين الذين ساهموا فى تشكيل وجدان الشعوب بأعمالهم التى مازالت تحيا وتستمر لتمتد إلى الأجيال الجديدة المتعاقبة. ويحيي الاحتفالية كوكبة من نجوم الغناء الذين تعاون معهم الموسيقار الراحل في العديد من الأعمال المتميزة إلي جانب نخبة من سوليستات الموسيقى العربية بالأوبرا بمصاحبة منتخب فني يضم عازفى وكورال فرق الأوبرا للموسيقى العربية. وتتضمن الاحتفالية فاصلين، الأول بقيادة المايسترو محمد الموجي ويضم موسيقى تتر مسلسل دموع فى عيون وقحة،"مع الأيام" تتغنى بها المطربة غادة رجب، أغنية مسلسل حديث الصباح والمساء أداء إيمان عبد الغني،"طبعا أحباب" تشدو بها مي فاروق، "بقلبنا" أداء أحمد عفت،"أميرة في عابدين" غناء هشام عباس،"أنا ياما" تتغنى بها نادية مصطفى إلي جانب إحدى مؤلفات الراحل يؤديها منفردا عازف التشيللو عماد عاشور. أما الفاصل الثاني بقيادة المايسترو مصطفى حلمى أحد شباب العازفين والقادة الجدد بالفرقة القومية العربية للموسيقى يضم أغنيات "أكتر من روحي" أداء سوما، "تحت نفس الشمس" يغنيها وليد حيدر ، اقوى من الزمن تشدو بها مروة ناجى ، بتسأل يا حبيبى تتغنى بها اميرة احمد، ارابيسك يؤديها خالد سليم،"حبيبتي من ضفايرها"تغنيها هدى عمار،"سيبولي قلبي" و"حبيت كتير" تشدو بهما ريهام عبد الحكيم بالاضافة إلى موسيقى من مؤلفات الشريعى يعزفها منفردا على العود ممدوح الجبالي ويختتم الفاصل بموسيقى تتر المسلسل الشهير رأفت الهجان. كما تتضمن الاحتفالية عرض فيلم وثائقي يتناول مشواره الفني ومواقفه الوطنية بعد ثورة 25 يناير المجيدة يرويها مجموعة النجوم الذين شاركوه مشواره الفنى إلي جانب مقتطفات من أشهر البرامج التليفزيونية والاذاعية التي أعدها وقدمها الموسيقار الراحل،كما يتخلل الفقرات عددا من القصائد للشاعرين الكبيرين جمال بخيت وسيد حجاب ووجهت إدارة دار الأوبرا المصرية، الدعوة إلي نخبة من الفنانين والأدباء والمثقفين ورجال الإعلام والفكر والسياسة من محبي عمار الشريعى وعلى رأسهم أسرة الموسيقار الراحل لحضور الاحتفالية. ويذكر أن الموسيقار عمار الشريعى ولد في 16 أبريل 1948 في مدينة سمالوط بمحافظة المنيا بصعيد مصر وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة عين شمس عام 1970، ودرس التأليف الموسيقي في مدرسة هادلي سكول الأمريكية لتعليم المكفوفين بالمراسلة كما التحق بالأكاديمية الملكية البريطانية للموسيقى بعدما أتقن بمجهود ذاتي العزف على آلات البيانو والأكورديون والعود والأورج. وبدأ الشريعي حياته العملية عازفا لآلة الأكورديون في عدد من الفرق الموسيقية ثم تحول إلى الأورج قبل أن يتجه إلى التلحين والتأليف الموسيقي وكانت أول ألحانه "إمسكوا الخشب" للمطربة مها صبري عام 1975 وزادت ألحانه عن 150 لحنا لمعظم مطربي ومطربات مصر والعالم العربي. وكون الشريعي عام 1980 فرقة "الأصدقاء" التي ضمت أصواتا جديدة اكتشفها بنفسه من يبنهم منى عبد الغني وحنان وعلاء عبد الخالق الذين اشتهروا فيما بعد كما تميز في وضع الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية والإذاعية والمسرحيات التي نال معظمها شهرة واسعة. وتم تعيين الشريعي أستاذا غير متفرغ بأكاديمية الفنون المصرية عام 1995،وتناولت العديد من الرسائل العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراة أعماله الفنية من بينها رسالة دكتوراة من جامعة السوربون "فرنسا". كما وضع الموسيقى التصويرية لعشرات الأعمال السينمائية والتليفزيونية والإذاعية وقدم بنفسه عددا من البرامج الشهيرة أبرزها البرنامج الإذاعي الذي استمر عدة سنوات "غواص في بحر النغم"، نال العديد من الجوائز منها جائزة مهرجان فالنسيا "إسبانيا"عام 1986،جائزة مهرجان فيفييه "سويسرا"عام 1989، وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس "سلطنة عمان" عامي 1992 و 2005، وسام التكريم من الطبقة الأولى من الملك عبد الله بن الحسين "المملكة الأردنية الهاشمية"، والعديد من جوائز الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان الإذاعة والتليفزيون عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 حتى عام 1990. كما حصل على جائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن باذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاما متتالية، جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005، ورحل الموسيقار عمار الشريعي عن عالمنا في 7 ديسمبر 2012 بعد صراع مع المرض تاركا ثروة كبيرة من الأعمال والمؤلفات والبرامج التي ساهمت في تنمية الحس والوعى الفنى لدى الجماهير المصرية والعربية. أ ش أ أخبار مصر - ثقافة - البديل Comment *