" الضفة الأخري ، لا تعني الآخر أو لغة ثانية ، وإنما هى نهر واحد فيجب أن نري الضفة الأخري" هذا ما كتبه الشاعر " زين العابدين فؤاد" في مقدمة ترجمته لكتاب " شعر الضفاف الأخري" الصادر عن المركز القومي للترجمة ". يتناول زين العابدين فؤاد في ترجمته، مرحلة تاريخية في حياة الحضارة الإفريقية ويرصد بعض الأحداث التي تدخل في ميراث الثقافة الشعرية للقارة الإفريقية، كما يرصد فيه أيضا الحركات التحررية للشعوب الإفريقية وعدة مؤتمرات عقدت خلال فترة الاستعمار، بالإضافة الي الربط بين الثقافة العربية والثقافة الإفريقية من خلال الشعر، و لم يقتصر فؤاد في ترجمته علي ترجمة النصوص الشعرية فقط بل تناول في كتابه ملامح من حياة شعراء مناضلين وثائرين، محاولا التوحيد بين ثوار العالم في معركة الحق في سبيل الحرية ، متسائلا " هل نجد فرقا في أوصافهم عن ثوار 25 يناير 2011؟ والمعروف أن الشاعر زين العابدين فؤاد لديه هوس بترجمة الشعر ودائما ما يقول إنه مدين للمترجمين الجيدين، الذين قدموا شعر العالم ونقلوا الثقافة من الآخر إلينا، وعلي ما يبدو أن فؤاد مولع بشكل أكبر بالتعرف علي ثقافات الضفة الأخري وخاصة الثقافة الإفريقية فاللشاعر الكبير جولاته في القارة السمراء وكان منظما للكثير من القوافل والمهرجانات الشعرية في بعض البلاد الإفريقية وصديقا للزعيم نيلسون مانديلا حيث دعي في حفل تنصيب مانديلا رئيسا لجنوب إفريقيا. الاهتمام المصري بالقارة السمراء كان محلا للجدل السياسي والثقافي أيضا ولكن علي المستوي الثقافي لاحظنا اهتماما من جانب المركز القومي للترجمة في تحقيق التواصل مع ثقافات الشعوب الإفريقية من خلال ماتم ترجمته من كتب في عام 2012 ، ومن هذه الكتب " شعر الضفاف الأخري " السابق ذكره ، راحلة من إفريقيا " لكارين بليكسن" ترجمة " رانيا خلاف" ، دستور جنوب إفريقيا " ترجمة " أماني فهمي" كتاب السينما الإفريقية ترجمة " سهام عبدالسلام". وقد شهد المركز القومي للترجمة في عام 2012 نشاطا ملحوظا ليس فقط علي مستوي عدد الكتب التي تم ترجمتها والذي وصل الي 143 كتابا بل علي مستوي تنوع الكتب وأهميتها ، ومن أهم ما ترجمه المركز رواية " الذرة الرفيعة الحمراء" للروائي الصيني مويان الحاصل علي جائزة نوبل في الآداب لعام 2012 ، وتعد الرواية أول ترجمة عربية لكتابات مويان ترجمها الدكتور حسانين فهمي حسين قبل إعلان فوز الكاتب بجائزة نوبل . كما صدر عن المركز ترجمة كتاب " السان سيمونيون في مصر" وقام بترجمته " أمل الصبان، أنور مغيث، داليا الطوخي" والكتاب يناقش السان سيمونيه في مصر وهي أول مجموعة تؤسس لحزب اشتراكي في القرن التاسع عشر, وقد بدأت المجموعة عام 1833 وانتهت عام 1851 . ويعرض الكتاب عبر سبعة فصول ملامح النهضة والإصلاح والتجديد التي شهدتها مصر في المجالين الاقتصادي والأيدولوجي علي السواء ونال كتاب " قاموس عاشق مصر" للكاتب روبير سوليه اهتماما خاصا من جانب المركز، حيث ترجمه " عادل أسعد ميري" واحتفي به المركز بالندوة التي ناقشت الكتاب وألقت الضوء علي أعمال سوليه. جدير بالذكر أن روبير سوليه كاتب وروائي فرنسي لبناني الأصل ، ولد في مصر عام 1946 وتعلم في مدارسها حتي نهاية المرحلة الثانوية عام 1962 ثم هاجر الي فرنسا وهناك درس الصحافة والأدب الفرنسي ، وعمل بعد تخرجه بجريدة اللومند حتي وصل الي رئاسة القسم الثقافي بها وبالرغم من أصوله اللبنانية إلا أنه عاشق حقيقي لمصر ويظهر ذلك واضحا من سلسلة الكتب التي كتبها عن مصر مثل " مصر ولع فرنسي ، علماء الحملة الفرنسية، والرحلة الكبري للمسلة" Comment *